تأمل اليوم: لأن جميع الأشياء هي من أجلكم

تأمل اليوم: لأن جميع الأشياء هي من أجلكم

تأمل في قراءات الجمعة 3 يناير 2014  8 طوبة 1729
اليوم الثامن  من شهر طوبة
الأب/ بولس جرس
السنكسار
عودة راس القديس مار مرقس الرسول
نياحة البابا اندونيقوس الالسابع والثلاثون
نياحة البابا بنيامين الأول الثامن والثلاثون
الذي سلم مفاتيح الإسكندرية إلى عمرو بن العاص
في مثل هذا اليوم من سنة 656 م تنيح الاب المغبوط القديس الانبا بنيامين بابا الإسكندرية الثامن والثلاثون . وهذا الاب كان من البحيرة من بلدة برشوط وكان أبواه غنيين ، وقد ترهب عند شيخ قديس يسمي ثاؤنا بدير القديس قنوبوس بجوار الإسكندرية . وكان ينمو في الفضيلة وحفظ كتب الكنيسة حتى بلغ درجة الكمال المسيحي . وذات ليلة سمع في رؤيا الليل من يقول له افرح يا بنيامين فانك سترعى قطيع المسيح . ولما اخبر أباه بالرؤيا قال له ان الشيطان يريد ان يعرقلك فإياك والكبرياء ، فازداد في الفضيلة ثم أخذه معه أبوه الروحاني إلى البابا اندرونيكوس واعلمه بالرؤيا ، فرسمه الاب البطريرك قسا وسلمه أمور الكنيسة فاحسن التدبير. ولما اختير للبطريركية حلت عليه شدائد كثيرة . وكان ملاك الرب قد كشف له عما سيلحق الكنيسة من الشدائد ، وأمره بالهرب هو وأساقفته ، فأقام الانبا بنيامين قداسا وناول الشعب من الأسرار الإلهية، وأوصاهم بالثبات علي عقيدة آبائهم وأعلمهم بما سيكون . ثم كتب منشورا إلى سائر الأساقفة ورؤساء الأديرة بان يختفوا حتى تزول هذه المحنة . أما هو فمضي إلى برية القديس مقاريوس ثم إلى الصعيد. وحدث بعد خروج الاب البطريرك من الكنيسة ان وصل إليها المقوقس الخلقدوني متقلدا زمام الولاية والبطريركية علي الديار المصرية من قبل هرقل الملك فوضع يده علي الكنائس ، واضطهد المؤمنين وقبض علي مينا أخ القديس بنيامين وعذبه كثيرا واحرق جنبيه ثم أماته غرقا . وبعد قليل وصل عمرو بن العاص إلى ارض مصر وغزا البلاد وأقام بها ثلاث سنين . وفي سنة 360 للشهداء ذهب إلى الإسكندرية واستولي علي حصنها ، وحدث شغب واضطراب الأمن ، وانتهز الفرصة كثير من الأشرار فاحرقوا الكنائس ومن بينها كنيسة القديس مرقس القائمة علي شاطئ البحر وكذلك الكنائس والأديرة التي حولها ونهبوا كل ما فيها . ثم دخل واحد من نوتية السفن كنيسة القديس مرقس وأدلى يده في تابوت التقديس ظنا منه ان به مالا . فلم يجد إلا الجسد وقد اخذ ما عليه من الثياب . واخذ الرأس وخبأها في سفينته ولم يخبر أحدا بفعلته هذه . أما عمرو بن العاص فأذ علم باختفاء البابا بنيامين ، أرسل كتابا إلى سائر البلاد المصرية يقول فيه . الموضع الذي فيه بنيامين بطريرك النصارى القبط له العهد والأمان والسلام ، فليحضر آمنا مطمئنا ليدبر شعبه وكنائسه ، فحضر الانبا بنيامين بعد ان قضي ثلاثة عشرة سنة هاربا ، وأكرمه عمرو بن العاص إكراما زائدا وأمر ان يتسلم كنائسه وأملاكها. ولما قصد جيش عمرو مغادرة الإسكندرية إلى الخمس مدن ، توقفت إحدى السفن ولم تتحرك من مكانها فاستجوبوا ربانها واجروا تفتيشها فعثروا علي راس القديس مرقس . فدعوا الاب البطريرك فحملها وسار بها ومعه الكهنة والشعب وهم يرتلون فرحين حتى وصلوا إلى الإسكندرية ، ودفع رئيس السفينة مالا كثيرا للأب البطريرك ليبني به كنيسة علي اسم القديس مرقس . وكان هذا الاب كثير الجهاد في رد غير المؤمنين إلى الإيمان . وتنيح بسلام بعد ان أقام في الرياسة سبعا وثلاثين سنة صلاته تكون معنا . امين .
نياحة البابا زخارياس الرابع والستون
نياحة البابا غبريال الخامس الثامن والثمانون
تذكار تكريس كنيسة القديس مكاريوس الكبير
تكريس كنيسة القديس مقاريوس بديره علي يد الاب الطاهر الانبا بنيامين بابا الإسكندرية الثامن والثلاثين . وذلك انه لما عين المقوقس حاكما وبطريركا علي مصر من قبل هرقل الملك. وكان الاثنان علي عقيدة مجمع خلقيدونية، شرع المقوقس في اضطهاد الأقباط لأنهم لم ينقادوا لرأيه وطارد القديس بنيامين البطريرك الشرعي . فهرب هذا الاب إلى الصعيد. وكان يتنقل في الكنائس والأديرة ، يثبت رعيته علي الإيمان ومكث علي هذا الحال عشر سنوات حتى فتح المسلمون مصر ومات المقوقس. ولما عاد الانبا بنيامين إلى مقر كرسيه حضر إليه شيوخ برية شيهيت المقدسة وسألوه ان يكرس لهم الكنيسة الجديدة التي بنوها هناك علي اسم القديس مقاريوس فقام معهم فرحا ولما اقترب من الدير استقبله الرهبان وبأيديهم سعف النخيل وأغصان الزيتون كما استقبلت أورشليم السيد المسيح عند دخوله إليها. وحدث انه لما كرس الكنيسة وبدا في تكريس المذبح رأي يد السيد المسيح تمسح المذبح معه فسقط علي وجهه خائفا فأقامه أحد الشاروبيم وأزال عنه الخوف. فقال الانبا بنيامين حقا ان هذا بيت الرب، وهذا هو باب السماء. وتطلع إلى الجهة الغربية من الكنيسة فرأي شيخا واقفا هناك تلوح عليه الهيبة والوقار، ووجهه يضئ كوجه الملاك  فقال في نفسه حقا إذا خلا كرسي جعلت هذا أسقفا عليه، فقال له الملاك أتجعل هذا أسقفا وهو القديس مقاريوس أب البطاركة والأساقفة والرهبان جميعا . وقد حضر اليوم بالروح ليفرح مع أولاده. حقا ليدم هذا المكان عامرا بالرهبان الصالحين فلا ينقطع منهم مقدم ولا رئيس ولا تعدم مساكنه الثمرة الروحانية . فقال الانبا بنيامين : طوباه وطوبى لأولاده. فقال الملاك ان حفظ بنوه وصاياه وتبعوا أوامره يكونون معه حيث يكون في المجد وان خالفوا فليس لهم معه نصيب فقال القديس مقاريوس : لا تقطع يا سيدي علي أولادي هكذا. فان العنقود إذا بقيت فيه حبة واحدة ، فان بركة الرب تكون فيه. لأنه إذا بقيت فيهم المحبة فقط بعضهم لبعض، فأنا أؤمن ان الرب لا يبعدهم عن ملكوته . فتعجب الانبا بنيامين من كثرة رحمة القديس مقاريوس . وكتب هذا الخبر ووضعه في الكنيسة تذكارا دائما . ثم سال السيد المسيح ان يجعل يوم نياحته في مثل هذا اليوم . فتم له ذلك وتنيح في الثامن من طوبة ، بعد ان أقام في البطريركية تسعا وثلاثين سنةوقد سمي الهيكل الذي رأي فيه السيد المسيح باسمه . صلاته تكون معنا امين . وقد سمي الهيكل الذي رأي فيه السيد المسيح باسمه . صلاته تكون معنا امين
لأن جميع الأشياء هي من أجلكم
نص الرسالة
” فإننا لسنا نكرز بأنفسنا ، بل بالمسيح يسوع ربا ، ولكن بأنفسنا عبيدا لكم من أجل يسوع لأن الله الذي قال : أن يشرق نور من ظلمة ، هو الذي أشرق في قلوبنا ، لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ولكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية ، ليكون فضل القوة لله لا منا مكتئبين في كل شيء ، لكن غير متضايقين . متحيرين ، لكن غير يائسين  مضطهدين، لكن غير متروكين . مطروحين ، لكن غير هالكين حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع ، لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا لأننا نحن الأحياء نسلم دائما للموت من أجل يسوع ، لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا المائت  إذا الموت يعمل فينا، ولكن الحياة فيكم فإذ لنا روح الإيمان عينه، حسب المكتوب : آمنت لذلك تكلمت، نحن أيضا نؤمن ولذلك نتكلم أيضا عالمين أن الذي أقام الرب يسوع سيقيمنا نحن أيضا بيسوع ، ويحضرنا معكم لأن جميع الأشياء هي من أجلكم ، لكي تكون النعمة وهي قد كثرت بالأكثرين ، تزيد الشكر لمجد الله لذلك لا نفشل ، بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى ، فالداخل يتجدد يوما فيوما  لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى ، بل إلى التي لا ترى . لأن التي ترى وقتية ، وأما التي لا ترى فأبدية” ( 2 كورنثوس 4 : 5 – 5 : 11)
 
لأن جميع الأشياء هي من أجلكم
تأمل في قراءات الجمعة 3 يناير 2014  8 طوبة 1729
اليوم الثامن  من شهر طوبة
نص التأمل
حيث تتناول  قراءة إنجيل اليوم بمناسبة نياحة العديد من البابوات لليوم الثاني على التوالي نفس نص الراعي الصالح،… نتناول نص البولس من رسالة كورنثوس الثانية لستكمل التأمل في مفعول النعمة المعطاة لنا بيسوع المسيح وكحسب تعبير القديس بولس المختبر والمجرب في كل شيئ حتى في الجسد لأن جميع الأشياء هي من أجلكم ، لكي تكون النعمة وهي قد كثرت بالأكثرين ، تزيد الشكر لمجد الله لذلك لا نفشل “…
ونعاود التساؤل لليوم الثاني على التوالي هل نحن حقا في النعمة مقيمون ؟ هل نشعر بهذه النعة في حياتنا؟ هل نحن لها شاكرون؟ وأخيراً هل نؤمن حقا أن جميع الأشياء هي من أجلنا؟
أصارحكم القول أني كثيرا ما انقبضت نفسي واكتأبت بل حزنت أحيانا أمام بعض الأحداث في حياتي الشخصية والعائلية والوطنية بل والكهنوتية نفسها… وكثيراً ما عجزت أن افهم لماذا ؟وعديدا من المرات لم ادرك حكمة الله ورعايته ومرات عدة لم أك قادرا أن أستوعب مغزى الحدث أو القرار بلكثيرا ما اعتبرته مصيبة كبرى…
دعوني أشارككم حدثا مهما جدا في حياتنا حزنت له واكتأبت كثيرا وانقبضت نفسي إلى اقصى درجات التقوقع والإنكماش… برجاء ألا تنشروه على الملأ لأنه قد يمس أشخاصا فيجرحهم لكني أرى فيه خير برهان ودليل على صحة هذه الآية الخالدة التي لو صدقناها لتغييرت حياتنا… “جميع الأشياء هي من أجلنا”
كنت قد تلقيت إشارات من مصادر موثوق بها بفوز شفيق في انتخابات الرئاسة الماضية، وقد شاهدت بأم عيني الترتيبات التي اتخذت في سبيل إعلان ذلك… لكن إعلان النتيجة تأجل لأيام وطال لساعات ثقيلات وانتهى بكارثة إعلان المرشح الآخر رئيسا… ظللت لوقت غير قليل مكتئبا ومبتئسا حزينا وعاتبا، أرفع عيني إلى السماء متسائلا لماذا وأنت الأعلم بما يضمرون لشعبك تسمح بوصول هؤلاء إلى حكم مصر؟ وكيف وأنت الذي وعدت ” أن أبواب الجحيم لن تقوى عليكم” تفتح علينا وعلى كنيستك أبواب الجحيم؟
ظللت متوجعا متألما متمململا ويوما بعد يوم تتأكد مخاوفي وتتوطد ظنوني إذ أرى يد الشر تمتد لتسحق حقوق المسلم قبل المسيحي وتنهب خيرات الوطن لصالح فئة وتزرع الخوف والرعب والقحط بسخاء تسير بخيلاء وكبرياء متغلغلة تريد ان تقتحم أعماق كيان كل بيت واسرة وجماعة…
فحاصرت الكاتدرائية وهاجمت الأزهر،
وانقضت على القضاء فاوقفت تنفيذ أحكامه وحاصرت المحكمة الدستورية العليا
لم تبق على صديق او حليف او حتى إنسان بسيط ساكت صامت خانع دون ان تستفزه
اظهرت العداء لكل عناصر المجتمع المدني والديني والعسكري ونبشت جميع مؤسساته
أشاعت الخوف والريبة والفتنة بين جميع افراد الشعب عبثت بمكوناته الموروثة والمتوارثة
عادت الصحافة وحاربت الإعلام وهددت الإعلامين  والمثقبين وكل ذي راي حر شريف
حاربت الفن واحبطت الإبداع وأعتبرت فن الباليه خلاعة، فاعتصم المثقفون
خلقت دستورا مشوها يقود إلى غاية واحدة هي تحقيق الدولة الدينية المنية على أساس واحد هو “التفرقة العنصرية “ على الأقل بسبب الدين…ثم فاجأ زعيمها الذي خان كل العهود ونكص بجميع الوعود الجميع حين خرج بقرار همايوني بعودة مجلس شعب صدر حكم بحله وقد كان مصدر خزي وعار وإحباط لكل المصريين… وأذهل الجميع يإعلان دستوري يجمع فيه لنفسه و”الجماعة” كل مفاتيح القوة والسلطات والتشريع في تحدّ فاضح لكل القيم والقوانين، ودون مراعاة لأي قيمة سوى مصلحة  “الجماعة“…وامتد التحدي واستفحل الغباءفي اسعداء الجميع وذلك في حركة المحافظين لدرجة تعيين إرهابي سابق محافظا لمدينة الأقصر محور السياحة في مصر والعالم… فانتشر التذمر في كل مكان وعمت الأزمات جميع الأركان: الشعب والجيش والقضاء والإعلام والفن والثقافة والمحافظين والمحافظات والكهرباء والبنزين والأسعار…
يحدث هذا كله بعد ما قدمنا من تضحيات إبان ثورة مجيدة أذهلت العالم وجعلت جميع الشعوب تنحني لشعب أعزل واجه العدوان بالسلام والطغيات بالابتسامة والمدرعات بالهتاف والدبابات بالأحضان….ويوما بعد يوم كان الظلام يشتد حلاكة والألم يزداد ضراوة والتساؤلات المترمرة المتزمرة الصارخة الشاكية الباكية تزداد ارتفاعا: حتى متى يا رب؟؟ ولم تأت افجابة إلا بعد سنة كاملة ولم نستشفها إلا بعد حين…
“أما كان كان ينبغي للمسيح ان يتالم ليصل إلى مجده” لقد اجتزنا الألم لنتخلص نهائيا وإلى الأبد من هذا الكابوس الذي ظل جاثما على صدورنا لا لعام حكمنا فيه فحسب، بل لسنين طويلة،  ظل يقدم نفسه على انه الحل لكل ما نعاني، فإذا بنا خلال تلك السنة نكتشف أنه الأصل في كل ما نعاني… وهكذا سقطت طيور الظلام ورحلت لتسكن موطنها الإصلي في غياهب السجون وكهوف الإرهاب… بعد ان جلست على العروش واحتلت جميع الوزارات واستولت على البرلمان والشورى وشاشات الإعلام، وامتدت لتعبث بالشرطة والجيش والمخابرات وتحرشت بلأزهر والكنيسة ورجال الأعمال وعبثت بالتعليم والمناهج وكتب التاريخ وتحدت كل مؤسسات المجتمع .
الآن يا سيد افهم وها قد آن الأوان لأعترف أني جاهل ومتسرع وقليل افدراك وبطيء الفهم…
يشفع لي أني كالفطيم على صدر أمه صرخت فحسب وأني لم أيأس ولم افقد الرجاء بل ظللت أصلى…..