تأمل اليوم: ماذا اعمل

تأمل اليوم: ماذا اعمل

ماذا أعمل

تأمل في قراءات الأربعاء 19 فبراير 2014 الموافق الرابع والعشرين من شهر أمشير1730

الأب/ بولس جرس

السنكسار

استشهاد القديس اوساويوس ابن واسيليدس الوزير

في مثل هذا اليوم استشهد القديس اوساويوس ابن القديس واسيليدس الوزير وكان هذا القديس أحد الجنود في الحرب ضد الفرس ولما ارتد دقلديانوس اخبره أبوه واسيليدس بما كان من أمر دقلديانوس فاعلم اوساويوس أقاربه القديسين أبادير ويسكس واقلاديوس وثاؤودورس بهذا فتحالفوا جميعا علي إن يسفكوا دماءهم علي اسم السيد المسيح . ولما انتهي القتال وعادوا إلى إنطاكية حاملين علم الغلبة والظفر ، خرج الملك للقائهم . وبعد ذلك عرض عليهم عبادة الأوثان مثله فرفضوا جميعا ثم تقدم اوساويوس وجرد سيفه وهم بقتل دقلديانوس ومن معه فهرب من أمامه واختفي ولولا وجود وزيره واسيليدس لكان القديسون اهلكوا كل كبار الدولة ، فأشار رومانوس أحد الوزراء علي الملك بنفي القديس اوساويوس إلى ارض مصر ليقتل هناك فتم ذلك وأرسلوه إلى موريانوس والي فقط الذي عذبه كثيرا بالهنبازين وتقطيع الأعضاء والضرب الشديد . وكان الرب يرسل إليه ملاكه فيقويه في جميع شدائده ويعزيه ويشفي جراحاته . ثم أراه في رؤيا الفردوس مساكن القديسين والمواضع التي أعدت له ولأبيه ولأخيه ففرحت نفسه جدا . وبعد ذلك أمر الوالي بحرقه في أتون خارج مدينة اهناس فنزل ملاك الرب وأطفأ اللهيب واخرج القديس سالما وأخيرا أمر الوالي بقطع رأسه حيث ونال إكليل الشهادة . صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.

نص الإنجيل

” وفي تِلكَ السّاعَةِ تهَلَّلَ يَسوعُ بالرّوحِ وقالَ:”أحمَدُكَ أيُّها الآبُ، رَبُّ السماءِ والأرضِ، لأنَّكَ أخفَيتَ هذِهِ عن الحُكَماءِ والفُهَماءِ وأعلَنتَها للأطفالِ. نَعَمْ أيُّها الآبُ، لأنْ هكذا صارَتِ المَسَرَّةُ أمامَكَ”. والتفَتَ إلَى تلاميذِهِ وقالَ:”كُلُّ شَيءٍ قد دُفِعَ إلَيَّ مِنْ أبي. وليس أحَدٌ يَعرِفُ مَنْ هو الِابنُ إلا الآبُ، ولا مَنْ هو الآبُ إلا الِابنُ، ومَنْ أرادَ الِابنُ أنْ يُعلِنَ لهُ”. والتفَتَ إلَى تلاميذِهِ علَى انفِرادٍ وقالَ: “طوبَى للعُيونِ التي تنظُرُ ما تنظُرونَهُ! لأنِّي أقولُ لكُمْ: إنَّ أنبياءَ كثيرينَ ومُلوكًا أرادوا أنْ يَنظُروا ما أنتُمْ تنظُرونَ ولم يَنظُروا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُمْ تسمَعونَ ولم يَسمَعوا”.وإذا ناموسيٌّ قامَ يُجَرِّبُهُ قائلاً:”يا مُعَلِّمُ، ماذا أعمَلُ لأرِثَ الحياةَ الأبديَّةَ؟”.فقالَ لهُ:”ما هو مَكتوبٌ في النّاموسِ. كيفَ تقرأُ؟”.فأجابَ وقالَ:”تُحِبُّ الرَّبَّ إلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ، ومِنْ كُلِّ نَفسِكَ، ومِنْ كُلِّ قُدرَتِكَ، ومِنْ كُلِّ فِكرِكَ، وقريبَكَ مِثلَ نَفسِكَ”. فقالَ لهُ:”بالصَّوابِ أجَبتَ. اِفعَلْ هذا فتحيا” (لوقا 10 : 21– 28)

نص التأمل

ماذا أعمل

ماذا أعمَلُ لأرِثَ الحياةَ الأبديَّةَ؟”

ظلّت  الحياة البدية او الحياة مستمرة في ربيع دائم وشباب متجدد حلما للبشرية منذ القدم

تحدثت عنه الأساطير اليونانية والفرعونية ومختلف الحضارات

تحدثوا عن نبع الحياة وشجرة الحياة التي تقف الهوال في سبيل الوصول إليها…

وتكلم الكتاب المقدس عنه في الفصل الثالث من سفر  التكوين ” شجرة الحياة”

التي إذا اكلتما منها تصيران معادلان لله…ووضع سيفا متقلبا لحراسة شجرة الحياة

وكان من ثمر البحث عن الأبدية لدى أجدادنا الفراعنة إيمانهم بالبعث والدينونة

وبالتالي اهتموا بالأخلاق والفنون وبروعوا في النحت ” التخليد” والتحنيط..

أما في الكتاب المقدس فقد نمت الفكرة تدريجيا بعد صدمة الخطيئة الاصلية

حتى بلغت زراها في المسيح ” انا هو القيامة والحياة من آمن بي وإن مات فسيحيا”

وقد قام هو ليكون باكورة للراقدين كي إذا عشنا معه ومتنا فيه نقوم ايضا معه

ولقد احب يسوع الشاب الباحث عن الحياة الأبدية

ووضع له ولنا الطريق باتباع الوصايا واهمها وصية المحبة

ومع وضوح خارطة الطريق وتجسد ملامح خطواتها في حياة الرب يسوع وتعاليمه

” انا هو الطريق والحق والحياة لا يصل أحد\ إلى الآب إلا بي”

فغن الكثيرين يفضلون الدرب السهل والطريق المريح والباب الواسع وكلها تؤدي على الهلاك

أما انت فإذا كنت تبحث عن الحياة

فكفاك القرب منه والإلتصاق به والتوحد معه

لتصير حياتك مرءاة لحياته

وقلبك نبض لقلبه

ومشاعرك انعكاس لتحننه

وحبك تجسيد لحبه

اِفعَلْ هذا فتحيا”