تأمل اليوم: من الأعظم؟

تأمل اليوم: من الأعظم؟

الأربعاء, 30 أكتوبر 2013 — 20 بابة 1730

نياحة القديس يوحنا القصير الشهير بابي يحنس

الأب بولس جرس

“وجاء إلى كفرناحوم . وإذ كان في البيت سألهم : بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم في الطريق فسكتوا ، لأنهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعض في من هو أعظم فجلس ونادى الاثني عشر وقال لهم : إذا أراد أحد أن يكون أولا فيكون آخر الكل وخادما للكل فأخذ ولدا وأقامه في وسطهم ثم احتضنه وقال لهم من قبل واحدا من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني ، ومن قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني فأجابه يوحنا قائلا : يا معلم ، رأينا واحدا يخرج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا ، فمنعناه لأنه ليس يتبعنا فقال يسوع : لا تمنعوه ، لأنه ليس أحد يصنع قوة باسمي ويستطيع سريعا أن يقول علي شرا لأن من ليس علينا فهو معنا  لأن من سقاكم كأس ماء باسمي لأنكم للمسيح ، فالحق أقول لكم : إنه لا يضيع أجره ” (مرقس 9 : 33 – 41).

من الأعظم؟ سؤال يتردد تلقائيا داخل كل كائن حي من الفراشة إلى طائر البطريق

من الأعظم: سؤال لابد ان يكون قد تطرق إلى فكرك ونطقه لسانك وسألت فيه من حولك

من الأعظم؟ سبب رئيسي في النبوغ والتفوق والإبداع والتقدم

من الأعظم؟ سبب اساسي في اندلاع الحروب وشقاء الشعوب

في النهاية نستطيع أن نقول أن السؤال ” من الأعظم؟ “

يمكن أعتباره العامل الرئيسي لدمار وحدة الأسرة والكنيسة وتفكك كل امة

 الغريب انه برغم وضوح الكثير من الأمور وقد حسمها الزمان والمكان، التاريخ والجغرافيا والمنطق والحكم

إلا ان السؤال يظل حياً ومتكررا حتى أسماه علماء النفس والأنثربولوجي “جنون العظمة “

واليوم الطفل المصري يتساءل من الأعظم الأهلى ام الزمالك مع ان عدد البطولات واضح والفارق شاسع

والطفل المسيحي يسأل ما الأعظم الدين المسيحي أم الإسلام مع أن الرد منطقي فكل يفضل دينه

الطفل الكاثوليكي يسأل ما الأعظم المذهب الأرثوذكس ام الكاثوليكي أم البروتستانتي مع ان الإجابة بديهية

والناس تتساءل ما الأعظم ؟ الحضارة الغربية أم العربية مع أن الأمور قد حُسمت

والتلاميذ انفسهم “الرسل الأطهار المكرمين”  في مسيرة تلمذتهم كانوا يعانون من مشاكل مجتمعهم

فقد قيل لهم: “نحن تلاميذ موسى أما أنتم فتلاميذ ذاك ونعلم أن الله قد كلم موسى أما هذا فلا نعلم من اين هو”

الفريسيون يقارنون بين موسى الكليم العظيم وبين الكلمة الذي منذ البدء كان وقبل أن يكون ابراهيم هو كائن

وهكذا يمضي الإنسان حائرا متخبطا ساعيا في ظلمة ضلاله بحثا عن وهم العظمة

المهم في الحوار هو ان الرب لم يمنع تلاميذه من البحث عن العظمة مع انها لله وحده

لكنه خط الطريق واضحا جلياً لا يحتمل المزيد من الجدل والنقاش

“من اراد ان يكون عظيما فليكن للجميع خادماً وعبداً”

أمازلت تريد ان تكون عظيماً……