تأمل اليوم: من له أُذنان للسمع فليسمع

تأمل اليوم: من له أُذنان للسمع فليسمع

تامل في قراءات الحد الثاني من هاتور
الأب بولس جرس
“في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر فاجتمع إليه جموع كثيرة ، حتى إنه دخل السفينة وجلس . والجمع كله وقف على الشاطئ فكلمهم كثيرا بأمثال قائلا : هوذا الزارع قد خرج ليزرع وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق ، فجاءت الطيور وأكلته وسقط آخر على الأماكن المحجرة ، حيث لم تكن له تربة كثيرة ، فنبت حالا إذ لم يكن له عمق أرض ولكن لما أشرقت الشمس احترق ، وإذ لم يكن له أصل جف وسقط آخر على الشوك ، فطلع الشوك وخنقه وسقط آخر على الأرض الجيدة فأعطى ثمرا ، بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين. من له أذنان للسمع ، فليسمع “
مثل الزارع يفسر لنا إسرار ملكوت الله
ü     ملكوت حياه: الزرع حي وكلمة الله لا تعرف الموت.
ü     ملكوت سخاء: يخاطب الله أبناءه البشر بسخاء ويريد لهم أن يخلصوا وإلى معرفة الحق يقبلون.
ü     ملكوت شركه: فلا تثمر الأرض بذاتها إنما الثمر نتيجة التفاعل بين الزارع والحبوب والأرض
ü     ملكوت مساواة :لا يفرق بين شخص وآخر بل يخاطب الجميع بلا تمييز
ü     ملكوت مسئولية: كل واحد مسئول عن قبوله وسخاءه وسيحاسب بحسب ثماره.
ü     ملكوت فرح: يفرح بالخصوبة والإذدهار الإثمار…
ü     ملكوت تحديد مصير: لذا فهو مستعد أن يخاطب الصخر وأن بذهب إلي أقاصي الأرض ليخبر.
ü     ملكوت فرح: فالغرس فرح والإنبات فرح والإيناع فرح والنضوج فرح والحصاد فرح
ü     ملكوت طوبى شاملة: لله الذي يريد ان يخلص” تفرح السماء…
وللبشر الذين يبحثون عن الله ” كما يشتاق الأيل…
ها أنا ارى الرب عابراً اليوم ايضا في حياتك، يلقي ثماره الثمينة بنفس سخاءه الميمون، وسيرسل مطراً من النعم والبركات إذا أبدت ارضك استعداد وترحيبا واحتضانا، حتما سيزيدها خصوبة وإيناعا، حينئذ ستثمر ثلاثين وستين ولما لا تصل إلى المائة…هذا ما يفرح  الله ويفرح قلبك ويفرح البشر جميعاً…
لكن الويل، الويل لذلك الإنسان الذي له أذنان ولا يريد ان يسمع وعينان ويأبى أن يبصر… له قلب ويرفض ان يعيش الحب، له فرصة حياة واحدة وحيدة ولا يعرف كيف يستثمرها. له أيام على الأرض معدودات  يتركها تتثرب من بين يديه دون ما ثمار تليق بالتوبة ….إنما هو سائر إلى الموت… حذار
يتكلم الله اليوم إلى قلبك ويلقي كلمته في إذنيك، فأصغ سمعك، إنه يلاقيك وسط همومك اليومية ومشاغلك الحياتية، فافتح عينيك لتراه وسط زحام الحياة، إنه يطرق على باب قلبك فهل تصغي غليه وتفتح له ؟ إنه يلمس صخرة كبريائك فهل سيلين قلبك وتستجيب فتخلص؟ إنه يسكب طيبا وتطويبا على تربتك الخصيبة فهل تسمع وتعمل وتثمر؟
ها أنت قد سمعت فاذهب واعمل واثمر واخصب وإلا…”فالفأس موضوعة على أصل الشجرة فكل شجرة لا تثمر ثمراً جيدا تُقطع وتُلقى في النار” (متى  3 :  10)