تأمل اليوم: هوذا حمل الله

“يا معلم ، أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل”  
الأب/ بولس جرس
تأمل في قراءات اليوم الثانى عشر من شهر طوبة
ثانى ايام عيد الغطاس المجيد
+ إذا وافق اليوم أحد ، تقرأ قراءاته ولا تقرأ قراءات الأحد الثاني من طوبة
+ الطقس فرابحي فإذا وافق يوم أحد أو جمعة يصام بغير انقطاع
التذكار الشهري لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل
استشهاد القديس تادرس المشرقى
في مثل هذا اليوم من سنة 306 م تعيد الكنيسة بتذكار استشهاد القديس الشجاع القديس ثاؤدورس المشرقي. وقد ولد بمدينة صور سنة 275 م . ولما بلغ دور الشباب، انتظم في الجندية، وارتقي إلى رتبة قائد. وكان أبوه صداريخوس وزيرا في عهد نوماريوس، وأمه أخت واسيليدس الوزير. فلما مات الملك نورماريوس في حرب الفرس، وكان ولده يسطس في الجيش المحارب جهة الغرب. فقد ظل الوزيران صداريخوس وواسيليدس يدبران شئون المملكة، إلى ان ملك دقلديانوس الوثني سنة 303 م وأثار الاضطهاد علي المسيحيين. أما القديس ثاؤدورس فكان في هذه الأثناء متوليا قيادة الجيش المحارب ضد الفرس. وقد رأي في رؤيا الليل كان سلما من الأرض إلى السماء ، وفوق السلم جلس الرب علي منبر عظيم وحوله ربوات من الملائكة يسبحون. ورأي تحت السلم تنينا عظيما هو الشيطان. وقال الرب للقديس ثاؤذورس سيسفك دمك علي اسمي، فقال له وصديقي لاونديوس؟ فقال له الرب ليس هو فقط بل وبانيقاروس الفارسي ايضا، وعندما عقدت هدنة بين جيش الروم وجيش الفرس ، وأرشده إلى الدين المسيحي فآمن بالمسيح . ثم رأي دقلديانوس ان يستقدم الأمير ثاؤذورس فحضر بجيشه ومعه لاونديوس وبانيقارروس، وإذا علم ثاؤذورس ان الملك سيدعوه إلى عبادة الأوثان قال لجنوده من أراد منكم الجهاد علي اسم السيد المسيح فليقم معي. فصاحوا جميعا بصوت واحد نحن نموت معك ، وإلهك هو إلهنا. ولما وصل المدينة ترك جنوده خارجا، ودخل علي الملك الذي احسن استقباله وسأله عن الحرب فاجاب بشجاعة الإيمان انا لا اعرف لي إلها اسجد له سوي سيدي يسوع المسيح . فأمر دقلديانوس الجنود ان يسمروه علي شجرة وان يشددوا في عذابه ، ولكن الرب كان يقويه ويعزيه . وأخيرا اسلم روحه الطاهرة بيد الرب الذي احبه ، ونال إكليل المجد الأبدي في ملكوت السموات ، ثم أرسل الملك كهنة ابللون إلى جنود القديس يدعونهم إلى عبادة الأوثان . فصرخوا جميعا قائلين ليس لنا ملك إلا سيدنا يسوع المسيح ، ملك الملوك ورب الأرباب . فلما بلغ مسامع دقلديانوس أرسل فقطع رؤوسهم جميعا ، ونالوا الأكاليل النورانية والسعادة الدائمة . صلواتهم تكون معنا امين .
استشهاد القديس انا طوليوس
في مثل هذا اليوم استشهد القديس أناطوليوس . ولد في بلاد الفرس ، ولما نشا التحق بالجندية بمملكة الروم ، وارتقي إلى ان صار قائدا في الجيش ، وظل كذلك خمس عشرة سنة إلى ان كانت ايام دقلديانوس ، فاحب ان يختار المملكة السمائية ، مفضلا إياها علي مجد هذا العالم الزائل . فأتى وخلع ثياب الجندية أمام الملك واعترف بالإيمان بالسيد المسيح . فدهش الملك من جرأته . وإذ علم انه من الفرس لاطفه وسلمه إلى رومانوس لعله يثنيه عن عزمه . قد عجز رومانوس عن ذلك فأعاده إلى الملك ، فعذبه بأنواع العذاب ، تارة بالعصر ، وتارة بالضرب والطرح للوحوش ، وتارة بقطع لسانه . وكان السيد المسيح يرسل له ملاكه يعزيه في جميع شدائده . ومكث تحت العذاب مدة طويلة. وإذ ضاق الملك بتعذيبه أمر بقطع رأسه. فنال إكليل الشهادة في الملكوت الأبدي صلاته تكون معنا .
نص الإنجيل
“وفي الغد أيضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه  فنظر إلى يسوع ماشيا ، فقال : هوذا حمل الله  فسمعه التلميذان يتكلم ، فتبعا يسوع فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان ، فقال لهما : ماذا تطلبان ؟ فقالا : ربي الذي تفسيره يا معلم . أين تمكث فقال لهما : تعاليا وانظرا . فأتيا ونظرا أين كان يمكث ، ومكثا عنده ذلك اليوم . وكان نحو الساعة العاشرة كان أندراوس أخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه هذا وجد أولا أخاه سمعان ، فقال له : قد وجدنا مسيا الذي تفسيره : المسيح فجاء به إلى يسوع . فنظر إليه يسوع وقال : أنت سمعان بن يونا . أنت تدعى صفا الذي تفسيره : بطرس في الغد أراد يسوع أن يخرج إلى الجليل ، فوجد فيلبس فقال له : اتبعني  وكان فيلبس من بيت صيدا، من مدينة أندراوس وبطرس فيلبس وجد نثنائيل وقال له : وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة  فقال له نثنائيل : أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح ؟ قال له فيلبس : تعال وانظر ورأى يسوع نثنائيل مقبلا إليه ، فقال عنه : هوذا إسرائيلي حقا لا غش فيه قال له نثنائيل : من أين تعرفني ؟ أجاب يسوع وقال له : قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة ، رأيتك  أجاب نثنائيل وقال له : يا معلم ، أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل  أجاب يسوع وقال له : هل آمنت لأني قلت لك : إني رأيتك تحت التينة ؟ سوف ترى أعظم من هذا  وقال له : الحق الحق أقول لكم : من الآن ترون السماء مفتوحة ، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان “.(يوحنا 1 : 35 – 51).
نص التأمل
هوذا حمل الله  
“يا معلم ، أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل”  
 
حمل الله ما هذا التعبير الغريب؟؟
لم يك مالوفا سماع هذا التعبير فالحمل للمحرقات والمحرقات يرفعها الكهنة ذبائح توبة وتكفير ونذور قرابين…
لم يحدث أبدا ان تحدث احد عن حمل الله  ولم يُسمع في التاريخ عن إله حملاً
فما ضرورة أن يكون لله حملا وهو خالق وسيد الكون بما فيه من حملان؟
إنه يتقبل الذبائح حقا من الثيران والحملان
وقد خلص بها الإنسان من الذبح يوم افتدى إسحق من سكين ابيه…
لكن أن يكون هناك حمل وان يكون هذا الحمل إنسانا يمشي على الأرض
وأن يشهد له يوحنا امام تلاميذه فيهجرونه ويتبعون يسوع…
هنا يجب ان نتوقف للتأمل والتمعن في المعنى:
ما أعجبه من إله يفتدي البشرية وليست هي من يفتدي رضاه
يرسل فتاه يسوع إلى العالم غبنه الوحيد الكائن منذ البدء والذي شهد له يوم المعمودية
ليخلص بدمه بني البشر فيعرفون طريق العودة  إلى حضنه الابوي
ثم من هو هذا الحمل الوديع الذي شاء بإرادته ان يتألم ويذبح عوض عبيده الخطأة
نراه متمثلاً  وحاضراً في شخص يسوع المعلم
“الذي كتب عنه موسى والأنبياء وهو من الناصرة” كما يلقبه فيلبس،
وتتضاعف الدهشة مع استغراب نثنائيل واستنكاره لإمكانية حدوث هذا
لكن سرعان ما تتحول الدهشة إلى فرح فور اقتناعه بيسوع حين رأه وخاطبه
فإعترف” يا معلم ، أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل “…
وهكذا تتوالى الإعترافات لتؤكد جميعها حقيقة واحدة هي أن يسوع  هو الإبن والمخلص والحمل
سواء من فم الآب او حلول الروح القدس ومن أفواه يوحنا المعمدان والرسل والبشر
فهل نعرفه نحن ونراه كما رأوه؟
فاديا ومخلصا ذاك الحمل الطاهر الذي بلا عيب الذي قبل الألآم كشاة تساق إلى الذبح صامتا لم يفتح فاه
هل نحن على استعداد كأندراوس بن يونا وشقيقه  وباقي الرسل أن نترك كل شيء ونتبعه؟
هل يقودنا إيماننا وتبعيتنا أن نتبعه كيوحنا حتى إلى الصليب؟
أم سنغفو في بستان الزيتون أم سنتوقف عند دار الولاية ام سنفر لحظة الإمساك بالحمل
تلك اللحظة التي سبق فأنبأ بها” الحق أقول لكم إنكم جميعا ستفرون وتتركوني وحدي…
لكني من أجل هذه اللحظة أتيت…
حقا يا سيدي لقد أتيت كي تخلصني وتفتديني لذا دعني يا رب أصرخ مع جميع البشرية في كل كنيسة وفي كل مكان في العالم “أيها الحمل الحقيقي، يا حمل الله الرافع خطاياي وخطايا العالم إرحمنا”.