تأمل اليوم: ولا ينزع أحد فرحكم منكم

تأمل اليوم: ولا ينزع أحد فرحكم منكم

تأمل في قراءات الأربعاء, 13 نوفمبر 20134هاتور 1730
الأب/ بولس جرس
استشهاد القديس يوحنا ويعقوب أسقفى فارس
في مثل هذا اليوم استشهد القديسان يوحنا ويعقوب أسقفا ارض فارس علي يد سابور بن هرمز ملك الفرس . فانه عندما طالبهما بالسجود للشمس والنار ، وإن يضحيا لهما ، لم يطاوعاه . بل كانا يعلما ويثبتان الشعب علي الإيمان بالمسيح له المجد . فأمر بتعذيبهما كثيرا . وإذ لم ينثنيا عن الإيمان ولا تراخيا حتي وهما تحت العقاب عن وعظ الشعب وتقويته ، أمر بطرحهما في النار ، فاسلما نفسيهما بيد المسيح ونالا إكليل المجد مع جماعة القديسين. صلاتهما تكون معنا امين .
استشهاد القديس الانبا توماس الاسقف
تذكار استشهاد القديس الانبا توماس الاسقف . صلواته تكون معنا امين
استشهاد القديس إبيماخوس وعزريانوس ( 4 هـاتور)
في مثل هذا اليوم استشهد القديسان أبيماخوس وعزاريانوس . وكانا من مدينة رومية . فسعي بهما البعض لدي الوالي المعين من مكسيميانوس الملك ، انهما مسيحيان . فاستحضرهما وسألهما عن معتقدهما . فأقرا انهما مسيحيان . ثم وبخاه علي تركه عبادة الله الذي خلق السماء والأرض وكل ما فيهما وعلي قيامه بعبادة أصنام مصنوعة بالأيدي ، لا تنطق ولا تبصر ، سكن فيها الشيطان وأضل الناس بها . فدهش الوالي من مجاهرتهما هذه ، ثم أمر بضرب عنقيهما فنالا إكليل الشهادة . شفاعتهما تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .
 
نص إنجيل اليوم
“الحق الحق أقول لكم : إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح . أنتم ستحزنون ، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح  المرأة وهي تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت ، ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح ، لأنه قد ولد إنسان في العالم فأنتم كذلك ، عندكم الآن حزن . ولكني سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ، ولا ينزع أحد فرحكم منكم وفي ذلك اليوم لا تسألونني شيئا . الحق الحق أقول لكم : إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي . اطلبوا تأخذوا ، ليكون فرحكم كاملا  قد كلمتكم بهذا بأمثال ، ولكن تأتي ساعة حين لا أكلمكم أيضا بأمثال ، بل أخبركم عن الآب علانية في ذلك اليوم تطلبون باسمي . ولست أقول لكم إني أنا أسأل الآب من أجلكم لأن الآب نفسه يحبكم ، لأنكم قد أحببتموني ، وآمنتم أني من عند الله خرجت خرجت من عند الآب ، وقد أتيت إلى العالم ، وأيضا أترك العالم وأذهب إلى الآب  قال له تلاميذه : هوذا الآن تتكلم علانية ولست تقول مثلا واحدا الآن نعلم أنك عالم بكل شيء ، ولست تحتاج أن يسألك أحد . لهذا نؤمن أنك من الله خرجت  أجابهم يسوع : ألآن تؤمنون هوذا تأتي ساعة ، وقد أتت الآن ، تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته ، وتتركونني وحدي . وأنا لست وحدي لأن الآب معي  قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام . في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا : أنا قد غلبت العالم”.( يوحنا 16 : 20 – 33)
ولا ينزع أحد فرحكم منكم
الفرح عطية ونعمة، الفرح دعوة، الفرح هناء
الفرح في حياة الإنسان قليل والأحزان أكثر…
حتى ليصرخ المغني الشعبي كتاب حياتي يا عين ما شفت زيه كتاب الفرح فيه سطرين والباقي كله عذاب
وبرغم ان الإنسان هو الضاحك الوحيد بين الكائنات إلا أنه قليلا ما يمارس هذه الميزة الفريدة
متى تاملت وجوه الناس في الشوارع وهم يسيرون أو يقودون السيارات نادرا ما تجد من يضحك أو يبتسم
نادرا ما تجد إنسان العصر الحديث فرحا
بل يتسأل الإنسان مستنكراً لما الضحك بدون سبب وما الذي يدعو إلى الابتسام….
وكأن نعمة الحياة نفسها صارت عبئاً :
وأصبح وجود الآخر في حد ذاته مصدر ضيق وإزعاج عكس” لا يحسن ان يكون الرجل وحده”
وصار البحث عن الوحدة والهروب من المجتمع هدف، عكس “غريزة التجمع”
وأصبح الوقوف مشقة والقدرة على المشي والسير عناء، عكس “غريزة الحياة التي تفترض الحركة”
وصاحب الغنى والثراء مهموماً اكثر من الفقراء عكس ” ما يفرضه الوقائع والارقام”
بينما يعتبر أبو البنين صاحب أعباء وأم الرجال حمالة هموم ” عكس ما تقتضيه غريزة حب البقاء”
اصبح العمل عبئا وصارت الهواية احترافا والفن حرفة والتركيب والتعقيد سمة الحياة….
أتساءل الآن :كيف تحولت النعم في حياتنا إلى نقمات والبركة إلى مشقات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وما هو سر هذا الخلل الكبير الذي يمزق وحدتنا ويهدد سلامنا وينزع الفرح من قلوبنا…
يمكن تلخيص سبب ذلك كله في كلمة واحدة  ” الإنفصال”
فمنذ انفصل الإنسان عن الله وطرد من الفردوس صار الخبز بعرق الجبين بدل الفردوس والنعيم
صارت المراة ” هي سبب الخطيئة واصل كل بلاء” عظم من عظامي ولحم من لحمي
صار الأخ عبئا على أخيه لا يحتمل وجوده ولو كانا وحدهما على ظهر البسيطة “فقتل قائين هابيلا”
صار القتال مشروعا والصراع محتدما والحرب مستعرة والانقسام متجذراً حتى في أحشاء الأسرة الواحدة
إلى أن جاء المسيح
ليوحد الجميع في  شخصه وليصير الكل واحدا وليجمع اشتات الكيان البشري فيهبه الفرح الحقيقي
بالوحدة والتناغم مع الله الاب خالقه ومع البشر جميعاً إخوته ومع ذاته الثمينة في عيني خالقه
وبالأخص مع شخصه شخص الرب الذي فيه يجتمع المليء كله
فمن يفصلني عن فرح حياتي…………. من يفصلني عن محبة المسيح