تأمل اليوم: وليضيء نوركم امام الناس

تأمل اليوم: وليضيء نوركم امام الناس


تأمل الأربعاء, 6 نوفمبر 2013
— 27 بابة 1730

استشهاد القديس مكاريوس اسقف فاو بأدكو

الأب بولس جرس

 

” وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ، ويكرز ببشارة الملكوت ، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب فذاع خبره في جميع سورية . فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة ، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن وأورشليم واليهودية ومن عبر الأردن ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل ، فلما جلس تقدم إليه تلاميذه ففتح فاه وعلمهم قائلا طوبى للمساكين بالروح ، لأن لهم ملكوت السماوات طوبى للحزانى ، لأنهم يتعزون طوبى للودعاء ، لأنهم يرثون الأرض طوبى للجياع والعطاش إلى البر ، لأنهم يشبعون طوبى للرحماء ، لأنهم يرحمون طوبى للأنقياء القلب ، لأنهم يعاينون الله طوبى لصانعي السلام ، لأنهم أبناء الله يدعون طوبى للمطرودين من أجل البر، لأن لهم ملكوت السماوات  طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة ، من أجلي ، كاذبين افرحوا وتهللوا ، لأن أجركم عظيم في السماوات ، فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم  أنتم ملح الأرض ، ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح ؟ لا يصلح بعد لشيء ، إلا لأن يطرح خارجا ويداس من الناس أنتم نور العالم . لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل  ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال ، بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت فليضئ نوركم هكذا قدام الناس ، لكي يروا أعمالكم الحسنة ، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات  (متى 4 : 23 – 5 : 16)

من يستطيع في زماننا  هذا الوقوف  للتأمل في تلك الكلماتالخالدات…

“إنجيل التطويبات” هو أجمل ما خطه القلم وأروع ما نطقت به الشفاه…انصع صفحات الإنجيل  واخلد كلمات يسوع…

ü   كلمات تقف الإنسانية امامها منبهرة مسلوبة العقل متحيرة الوجدان فاقدة القدرة على التعبير

ü   كلمات انطلقت في ظلمات الكون الحالكة فانبثق نورها يكتسح الجحيم ويزلزل الظلمات

ü   كلمات ألقيت كحجارة حية في بحيرة العالم الراكدة فأحدثت دوائر ظلت تتكاثر وتتسع حتى شملت البشرية جمعاء..

ü   كلمات ظلّت وإلى الأبد تحوز الإعجاب وتحظى بالاتفاق من بني الإنسان ببساطتها التي تشبه بساطة النسمات…

ü   كلمات سقطت كالمطر على أرض جدباء فأنمت وأزهرت وأثمرت فأينعت ثمارها

ü   كلمات نطقتها شفاه ابن الإنسان يسوع الناصري في زهد وبساطة فحيرت العقول والألباب

ü   كلمات رنت في فضاء الكون فزحزحت الصخور وأخرجت الموتى من القبور وكشفت الحجاب عن المستور

ü   كلمات لامست السماوات بسموها وطالت القمم في تعبيرها وبلغت الأعماق في معانيها وُحفرت في تاريخ البشرية والبشارة والأديان كأروع ما يمكن أن يكتب أو يقرأ أو يسمع الإنسان

يومها وقف ذلك الناصري البسيط وسط لفيف من تلاميذه البسطاء امام جمع من أناس بسطاء… ليعلم

وقف على ذلك الجبل الفاني فمنحه الخلود

يتكلم بشريعة جديدة لا تعرف لاءات الوصايا العشر ولا تعترف إلا بشريعة المحبة

يومها أبطل  فلسفة  الفلاسفة واعجز حكمة الحكماء وتناهي في بساطته حتى اخترق صميم الشريعة

فاستقر قلب البشر بعد طول اضطراب واستراحت أمام بساطة منطقها عقول الجميع

عباقرتهم وعلماؤهم وفلاسفتهم ومفسريهم وصولا إلى بسطائهم والأميين منهم……………

ومع ذلك كله لم يكُ قصده سوى أن يقودنا إلى النور الحقيقي

لم يبتغ مدحا ولم يسع إلى إبهار بل خط طريقا وأسس منهجا ورسم خارطة طريق

قاصداً أن  يضيء نور تلك الرسالة لكل إنسان آت إلى العالم في كل زمان ومكان………..

لذا أتركك عزيزي لتختار وحدك اليوم طريقاً لقلبك

والاختيار واسع والطريق مفتوح ينبع جميعه من فم ذلك المعلم العذب ويصب عند قدمي أبيه السماوي

ü   فإن أخترت الطوبى الأولى للمساكين بالروح سالكا طريق فرنسيس الأسيزي وتيريزا الصغيرة فطوباك

ü   وان اتجهت للثانية ، كالقديسة ريتا والآب بيو والشهداء فحتماً ستشارك من بالروح يتعزون

ü   وإن فضلت الوداعة،كمعلمك يسوع ” تعلموا مني فإني وديع…” فإنك يقينا سترث الأرض

ü   وإن كنت جائعا وعطشانا إلى البر، كبولس ومتى وزكا ومريم اخت مرتا فسوف تلحق بمائدة من يشبعون

ü   وان فضلت أن تتبع طربق الرحمة مع القديس منصور والأم تيريزا دي كالكوتا فطوبى للرحماء، لأنهم يرحمون

ü   أما إذا حاولت ان تعيش بنقاوة القلب كمريم العذراء وبطرس وماريا جورتي، فالمؤكد انك، ستعاين الله

ü    وإن كنت واحداً من صانعي السلام، رافضي الحروب ومحبي العدل والحق كغاندي ويوحنا بولس الثاني

فطوباك: أنت من أبناء الله تدعى

ü    وإن طردوك من ببيتك وهجروك من قريتك  من أجل البر، فالحق أقول لك أنك من ورثة ملكوت السماوات فإنهم هكذا فعلوا حين رفضوا وطردوا الأنبياء الذين قبلك…

ü    وكما يحدث في عالم اليوم إذا عيروك وقالوا عليك كل كلمة شريرة من أجل اسم يسوع فطوبى لك

افرح وتهلل ، لأن أجرك عظيم في السماوات ، فإنهم

المهم والأهم هو ان تظل مسيحيا كل يوم…… وليضيء نورك امام الناس…..