تأمل “لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها ” بقلم الاب بولس جرس

تأمل “لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها ” بقلم الاب بولس جرس

 

لا تشتركوا

 “ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها “

 تأمل بقلم : الأب/ بولس جرس

“لأنكم كنتم قبلا ظلمة ، وأما الآن فنور في الرب.” اسلكوا كأولاد، لأن ثمر الروح هو في كل صلاح وبر وحق ” مختبرين ما هو مرضي عند الرب ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها لأن الأمور الحادثة منهم سرا، ذكرها أيضا قبيح ولكن الكل إذا توبخ يظهر بالنور . لأن كل ما أظهر فهو نور لذلك يقول : استيقظ أيها النائم ، وقم من الأموات ، فيضيء لك المسيح فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق ، لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة ، بل امتلئوا بالروح مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية ، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح ، لله والآب خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله” ” (” افسس 5 : 8 – 21)

 اشعر بنوع من الصعوبة في تأملي اليومي لتكرار نصوص القراءات سواء في الرسائل ام الأناجيل وحيث تتكرر القراءتان اليوم وحيث سبق وتأملنا سوياً منذ نحو اسبوعين في نص هذه الرسالة بعنوان” كنتم ظلمة” فلا بأس ان نتناول اليوم من الرسالة نفسها آية أخرى واقترح عليكم هذه :

 .” ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها “

 وأراها اليوم ليست فقط مناسبة بل مكملة لموضوعات تأملاتنا حول “المسيحي في عالم اليوم”…فإذا نظرنا إلى الموضوع من زاوية السلوك اليومي للإنسان المسيحي في عالم اليوم لاسيما في مجتمعنا المتعدد المتنوع المتناقض المتصارع وتساءلنا تُرى ماذا يميزه عن غيره؟

 سنرى أنهم كثيرو القسم يحلفون دوماً بداع وبدون داع وكثيرا ما يحلفون باطلاً؛ ونحن أيضاً

 سنراهم يستحلّون الكذب ويمارسون النفاقعلانية وبلا استحياء؛ ونحن ايضاً

 سنرى أنهم يتلفظون بأحط السباب ويستخدمون ابشع الكلمات في وصف الآخر؛ ونحن ايضاً

 سنراهم يستحلون الرشوة ويتعاملون معها بصفة بديهية؛ ونحن أيضا

 سنراهم يدمرون البيئة بالقمامة والضوضاء والتعدي ونحن نشاركهم ونسابقهم

 سنراهم متباهون متعجرفون يرفضون الآخر لمجرد انه مختلف؛ ونحن نكاد ننافسهم

 سنرى احتقارهم ونبذهم للضعيف والمهمش والمسكين؛ ونحن لا نختلف عنهم

 سنرى الغش في التجارة والنوعية والوزن والسعر أمرا جائزا ومحبذاً؛ ونحن لا نقل عنهم

 سنرى كيف يتفننون في التزويغ من العمل والفهلوة والخداع؛ ونحن نفوقهم

 سنرى كيف يتبارون في التفاخر بالماضي والتشبث بزمن ولّى بغير رجعة؛ ونحن نباريهم

 سنرى كيف يرفضون التطور وينتقدون التغيير؛ ونحن نبزهم ونعلوا عليهم

 سنرى كيف يغالون في تقدير الذات والتفاخر؛ ونحن لا نقل عنهم

 سنرى كيف يبالغون في الاهتمام بأمور الحياة من مأكل وملبس ومسكن؛ ونحن نتخطاهم

 سنرى ما وصلوا إليه من تفكك عائلى وتشتت أسرى وتشرد طفولي ونح لا نقل عنهم كثيراً

 سنرى كيف يستخدمون المقدسات في العبث بأفكار وعقول وقلوب البسطاء؛ وأظن أنّا أساتذتهم في ذلك المجال.

 ماذا يميزينا اليوم وبماذا نتفاخر… لقد شابهنا الأخر تماما وتفوقنا عليه وسبقناه في كثير من الأحيان

لقد شاركناه في أعمال الظلمة غير المثمرة بدلا من ان ندينها ونعريها و”نوبخها” بسلوكيات مختلفة تتطابق مع ما نؤمن به من قيم ومبادئ وما نتنادي به من تميز واختلاف صرنا بالحري نتبارى في التشبه والتماثل بل والتشخص بنماذج ذلك العالم المسكين … عالم الظلمة… يا ويلتي