تامل  اليوم: خبز الحياة

تامل اليوم: خبز الحياة

أنا هو خبز الحياة

تأمل في قراءات الأحدالثالث من امشير  9فبراير 2014

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“ولَمّا كانَ المساءُ نَزَلَ تلاميذُهُ إلَى البحرِ،فدَخَلوا السَّفينَةَ وكانوا يَذهَبونَ إلَى عَبرِ البحرِ إلَى كفرِناحومَ. وكانَ الظَّلامُ قد أقبَلَ، ولم يَكُنْ يَسوعُ قد أتى إليهِمْ.وهاجَ البحرُ مِنْ ريحٍ عظيمَةٍ تهُبُّ.فلَمّا كانوا قد جَذَّفوا نَحوَ خَمسٍ وعِشرينَ أو ثَلاثينَ غَلوَةً، نَظَروا يَسوعَ ماشيًا علَى البحرِ مُقتَرِبًا مِنَ السَّفينَةِ، فخافوا. فقالَ لهُمْ:”أنا هو، لا تخافوا!”. فرَضوا أنْ يَقبَلوهُ في السَّفينَةِ. وللوقتِ صارَتِ السَّفينَةُ إلَى الأرضِ التي كانوا ذاهِبينَ إليها.وفي الغَدِ لَمّا رأَى الجَمعُ الذينَ كانوا واقِفينَ في عَبرِ البحرِ أنَّهُ لم تكُنْ هناكَ سفينَةٌ أُخرَى سِوَى واحِدَةٍ، وهي تِلكَ التي دَخَلها تلاميذُهُ، وأنَّ يَسوعَ لم يَدخُلِ السَّفينَةَ مع تلاميذِهِ بل مَضَى تلاميذُهُ وحدَهُمْ. غَيرَ أنَّهُ جاءَتْ سُفُنٌ مِنْ طَبَريَّةَ إلَى قُربِ المَوْضِعِ الذي أكلوا فيهِ الخُبزَ، إذ شَكَرَ الرَّبُّ. فلَمّا رأَى الجَمعُ أنَّ يَسوعَ ليس هو هناكَ ولا تلاميذُهُ، دَخَلوا هُم أيضًا السُّفُنَ وجاءوا إلَى كفرِناحومَ يَطلُبونَ يَسوعَ. ولَمّا وجَدوهُ في عَبرِ البحرِ، قالوا لهُ: “يامُعَلِّمُ، مَتَى صِرتَ هنا؟”. أجابَهُمْ يَسوعُ وقالَ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: أنتُمْ تطلُبونَني ليس لأنَّكُمْ رأيتُمْ آياتٍ، بل لأنَّكُمْ أكلتُمْ مِنَ الخُبزِ فشَبِعتُمْ. اِعمَلوا لا للطَّعامِ البائدِ، بل للطَّعامِ الباقي للحياةِ الأبديَّةِ الذي يُعطيكُمُ ابنُ الإنسانِ، لأنَّ هذا اللهُ الآبُ قد خَتَمَهُ”. فقالوا لهُ:”ماذا نَفعَلُ حتَّى نَعمَلَ أعمالَ اللهِ؟”. أجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ:”هذا هو عَمَلُ اللهِ: أنْ تؤمِنوا بالذي هو أرسَلهُ”. فقالوا لهُ:”فأيَّةَ آيَةٍ تصنَعُ لنَرَى ونؤمِنَ بكَ؟ ماذا تعمَلُ؟ آباؤُنا أكلوا المَنَّ في البَرِّيَّةِ، كما هو مَكتوبٌ: أنَّهُ أعطاهُمْ خُبزًا مِنَ السماءِ ليأكُلوا”.فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: ليس موسَى أعطاكُمُ الخُبزَ مِنَ السماءِ، بل أبي يُعطيكُمُ الخُبزَ الحَقيقيَّ مِنَ السماءِ، لأنَّ خُبزَ اللهِ هو النّازِلُ مِنَ السماءِ الواهِبُ حياةً للعالَمِ”. فقالوا لهُ:”يا سيِّدُ، أعطِنا في كُلِّ حينٍ هذا الخُبزَ”. فلا يَعطَشُ أبدًا. ولكني قُلتُ لكُمْ: إنَّكُمْ قد رأيتُموني، ولستُمْ تؤمِنونَ. كُلُّ ما يُعطيني الآبُ فإلَيَّ يُقبِلُ، ومَنْ يُقبِلْ إلَيَّ لا أُخرِجهُ خارِجًا. لأنِّي قد نَزَلتُ مِنَ السماءِ، ليس لأعمَلَ مَشيئَتي، بل مَشيئَةَ الذي أرسَلَني. وهذِهِ مَشيئَةُ الآبِ الذي أرسَلَني: أنَّ كُلَّ ما أعطاني لا أُتلِفُ مِنهُ شَيئًا، بل أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ. 40لأنَّ هذِهِ هي مَشيئَةُ الذي أرسَلَني: أنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الِابنَ ويؤمِنُ بهِ تكونُ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ”.فكانَ اليَهودُ يتذَمَّرونَ علَيهِ لأنَّهُ قالَ:”أنا هو الخُبزُ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ”. وقالوا:”أليس هذا هو يَسوعَ بنَ يوسُفَ، الذي نَحنُ عارِفونَ بأبيهِ وأُمِّهِ؟ فكيفَ يقولُ هذا: إنِّي نَزَلتُ مِنَ السماءِ؟”. فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ:”لا تتذَمَّروا فيما بَينَكُمْ. لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يُقبِلَ إلَيَّ إنْ لم يَجتَذِبهُ الآبُ الذي أرسَلَني، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ. إنَّهُ مَكتوبٌ في الأنبياءِ: ويكونُ الجميعُ مُتَعَلِّمينَ مِنَ اللهِ. فكُلُّ مَنْ سمِعَ مِنَ الآبِ وتعَلَّمَ يُقبِلُ إلَيَّ. ليس أنَّ أحَدًا رأَى الآبَ إلا الذي مِنَ اللهِ. هذا قد رأَى الآبَ.” (يوحنا 6 : 17 – 46).

أنا هو خبز الحياة

المسيح وموسى

تأمل في قراءات الأحدالثالث من امشير  9فبراير 2014

الأب/ بولس جرس

نص التأمل

ظل شعب العهد القديم في رعاية الرب وتحت ناظريه

يقوده بعصا موسى فيشق البحار أمامه يقوته بالمن والسلوى في برية شديدة الضراوة

يظلله من حر شمس صحراء سيناء الرهيبة بعمود من الغمام يتبعهم حيث يرتحلون

وبعمود من النار يبدد ظلمات الليل الرهيبة في تلك البرية

يتدفق الماء ليرويهم من أشد الصخور صلابة في جبال سيناء

ويقودهم على موضع الراحة فينصبون خيامهم حيث يستقر تابوت الرب ويلتفون حوله

لكنهم عصوه وأغضبوه وعبدوا العجل في حضرته…

ومع ذلك ظلوا إلى اليوم يحلمون وتحلم البشرية معهم ليوم تعود تلك العلاقة الحميمة

بين الرب الذي يرعى كأم ويحمل على الزراعين كأب حقيقي

وحين ارسل الرب كلمته الزلية وجال بينهم يصنع الخير ويشفي كل سقم

وحين اشبع جوعهم في البرية حتى فاض  ما يكفي للغثنى عشر سبطاً

ظنوا ان الحلم قد تحقق في يسوع فراحوا في الصباح الباكر يبحثون عنه ويطلبونه

لم ينخدع بسعيهم بل كشف غرضهم” تفتشون عني لأنكم أكلتم الخبز في البرية ووشبعتم”

لا اريد بعد اليوم هذه النوعية من الأتباع : أفتش أنا عمن يؤمن بي ويتبعني لا من أجل ” أكل العيش”

بل اريد من هو مستعد ان يحمل الصليب ويتجمل المشقات من اجلي

لست موسى فقد كان بينكم كخادم وبنّاء لبيت الله

أما أنا فصاحب البيت وربه أنا ” الإبن” فهل تؤمنون

إذا آمنتم فستكفوا فوراً عن البحث العبثي عن طعام يفني

وسيصير همكم الأول الطعام الباقي للحياة الأبدية

“أطلبوا ملكوت الله وبره والباقي يزاد لكم ويتم”