تامل اليوم: يوحنا، أيها الحبيب الحبيب…

تامل اليوم: يوحنا، أيها الحبيب الحبيب…

 

لم اسمعك تعد أبداً بشيء، لكني رأيتك وحدك تحت الصليب
تأمل في قراءات الإثنين 30 ديسمبر 2013–   4 طوبة 1729
اليوم الرابع من شهر طوبة
الأب/ بولس جرس
نص التأمل
يوحنا يا حنان الله  يا حبيب الآب وحبيب الروح وحبيب الرب وحبيب كل قلب يحب الرب
يأتي اليوم عيدك في هذه الأيام المباركة وسط زخة سماوية من الأعياد الجميلة
أحببتك دوما لأنك احببت المخلص فأحبك، سكنت قلبه واتكأت على صدره
سمعت دقات قلب الله المتجسد وربتت على شعرك الطويل يداه المحييتان
كنت حاضرا منذ البدء مذ دعى المخلص بطرس ان يدخل إلى العمق
مذ ألقى الشباك برغم التناقضات فخرجت بالصيد الوفير فدعاك واخاك لتساعداه
مذ جذبتم الشباك على الشط وتركتم كل شيء وتبعتموه جميعا
مذ سرت معه مبشرا يجول يصنع خيراً ويشفي كل سقم بشري
مذ ارسلك وعدت غاضا لرفض السامرين فطلبت نارا من السماء
صعدت معه على جبل طابور وكنت بجواره على العشاء
أظنك كنت وسيما واراك فخورا بشبابك معتد بنسبك مرتبط بإمك التي احبت بدورها يسوع فتبعته معكما
أعتقد أنك عاطفي سريع الغضب قريب الصفح شديد التسامح
أرى دائرة معارفك تتسع لتشمل شخصيات من السنهدريم وطبقات الكهنوت العليا
لم اسمعك تعد بشيء لكني رأيتك وحدك تحت الصليب،
بينما فر من فر وانكر من وعد وتشتت الجميع إلا أنت
فانت الوحيد الذي لم يهرب أبدا ، انت الوحيد الذي لم يرهب الموت
انت الوحيد الذي رافق المعلم درب الصليب ومسيرة العذاب
أنت من تابع المحاكمة الظالمة ودخل قصر بيلاطس وحضر شهادة الوثني الذي غسل يديه من دم الصديق
بينما لم يستنكف رئيس الكهنة ان يعلن “حسن أن يموت واحد عن أن تهلك الأمة باسرها”
تمزقت أحشاؤك الرقيقة حين جلدوا سيدك
وسالت دموعك انهار حين سخروا منه
وبكيت بكاء مرا حين كللوه بالشوك عوض ما يستحق من أكاليل مجد لا توصف
أنت وحدك سرت على درب الصليب ووقفت صامدا على جبل الجلجثة
سمعت صلاته وصليت معه حين صرخ ” إلوي إلوي لما شباقتني” فانشطر قلبك الزكي
استجبت ” من تلك الساعة”وفورا لطلبه ان تتخذ  العذراء امه “أمّاً لك”، وفي شخصك البشرية جمعاء
سمعت اللص المصلوب يلعنه وشاهدت كيف شهد بملكه وهو على الصليب معلقا اللص اليمين
بحزن وشموخ وقفت تنظر ربك وسيدك ومعلمك وحبيبك يسوع يعاني تلك النهاية المأساوية
أثق أنك بحسك وحبك كنت تؤمن أن موته لا يمكن ان يكون النهاية
وحين سمعته يصرخ ” قد أُكمل” عرفت أن اللحظة الرهيبة قادمة
وسالت دموعك الطاهرات وهو يسلم روحه القدوس في يد أبيه السماوي
وحينها حدث ما كنت تطلبه حين كنت شابا:
ثارت الطبيعة انتقاما لخالقها فاظلمت الشمس احتجاجا
وتزلزت الأرض ارتعابا وسالت دموع السماوات امطار تنعي باريها وتغسّله
وانشق حجاب هيكل حجب عن كهنته وسدنته وخدامه وجه الله المتجسد الحاضر بينهم
وتدحرج عن قبر منحوت في الصخر حجرُُ عظيم، ليستضيف باطن الأ رض سيده وخالقه ولو مؤقتا
كنت هناك لترى وتنظر مع المريمات…
وفجر الأحد ركضت سريعا ووصلت أولا واحترمت شيخوخة بطرس فلم تدخل
دخلت وعاينت وشهدت وكانت شهادتك حق هي
عرفته فصرخت هو الرب ولقيته وأكلت وشربت معه بعد قيامته
وما زالت كتاباتك المملؤة حبا تشعل البشرية هياما وتلهبها عشقا
في شخصك الغالي السامي نلقاه نسمع نتنسم عبيره همسات حبه ونتلمسه حاضرا
طوباك يا يوحنا ايها الحبيب
Boulos Garas
الأب/ بولس جرس
تأمل في قراءات الإثنين 30 ديسمبر 2013–   4 طوبة 1729
يوحنا… أيها الحبيب الحبيب
اليوم الرابع من شهر طوبة
 الأب/ بولس جرس
السنكسار
نياحة القديس يوحنا الإنجيلى سنة 100 ميلادية
في مثل هذا اليوم من سنة 100 م تنيح القديس يوحنا البتول الإنجيلي الرسول وهو ابن زبدي ويقول ذهبي الفم انه تتلمذ أولا ليوحنا المعمدان وهو أخو القديس يعقوب الكبير الذي قتله هيرودس بالسيف وقد دعاه المخلص مع أخيه (بوانرجس)  أي ابني الرعد لشدة غيرتهما وعظيم إيمانهما . وهو التلميذ الذي كان يسوع يحبه . وقد خرجت قرعة هذا الرسول ان يمضي إلى بلاد أسيا . ولان سكان تلك الجهة كانوا غلاظ الرقاب فقد صلي إلى السيد المسيح ان يشمله بعنايته ، وخرج قاصدا أفسس مستصحبا معه تلميذه بروخورس واتخذ لسفره سفينة وحدث في الطريق ان السفينة انكسرت وتعلق كل واحد من الركاب بأحد ألواحها وقذفت الأمواج بروخورس إلى إحدى الجزر . أما القديس يوحنا فلبث في البحر عدة ايام تتقاذفه الأمواج حتى طرحته بعناية الرب وتدبيره إلى الجزيرة التي بها تلميذه. فلما التقيا شكرا الله كثيرا علي عنايته بهما . ومن هناك مضي القديس يوحنا إلى مدينة أفسس ونادي فيها بكلمة الخلاص . فلم يتقبل أهلها بشارته في أول الأمر إلى ان حدث ذات يوم ان سقط ابن وحيد لامه في مستوقد حمام كانت تديره فأسرعوا لإخراجه ولكنه كان قد مات . فعلا العويل من والدته وعندئذ تقدم الرسول من الصبي وصلي إلى الله بحرارة ثم رشمه بعلامة الصليب ونفخ في وجهه فعادت إليه الحياة في الحال . فابتهجت أمه وقبلت قدمي الرسول ودموع الفرح تفيض من عينيها، ومنذ تلك اللحظة اخذ أهل المدينة يتقاطرون إليه ليسمعوا تعليمه. وآمن منهم عدد كبير فعمدهم …. وأثار هذا الأمر حقد كهنة الأوثان فحاولوا الفتك به مرارا كثيرة ولم يتمكنوا لان الرب حافظ لأصفيائه وأخيرا بعد جهاد شديد ومشقة عظيمة ردهم إلى معرفة الله ورسم لهم أساقفة وكهنة ، ومن هناك ذهب إلى نواحي آسيا ورد كثير من أهلها إلى الإيمان . وعاش هذا القديس تسعين سنة وكانوا يأتون به محمولا إلى مجتمعات المؤمنين ولكبر سنه كان يقتصر في تعليمه علي قول ( يا أولادي احبوا بعضكم بعضا ) وقد كتب الإنجيل الموسوم باسمه وسفر الرؤيا التي رآها في جزيرة بطمس المملوءة بالأسرار الإلهية وكتب الثلاث رسائل الموسومة باسمه ايضا . وهو الذي كان مع السيد المسيح عند التجلي والذي اتكأ علي صدر الرب وقت العشاء وقال له من الذي يسلمك . . وهو الذي كان واقفا عند الصليب مع العذراء مريم وقد قال لها السيد المسيح وهو علي الصليب : هو ذا ابنك وقال ليوحنا : هو ذا أمك . وهو الذي قال عنه بطرس يارب وهذا ما له فقال له يسوع ان كنت أشاء انه يبقي حتى أجئ ماذا لك .
و لما شعر بقرب انتقاله من هذا العالم دعا إليه الشعب وناوله من جسد الرب ودمه الأقدسين ، ثم وعظهم وأوصاهم ان يثبتوا علي الإيمان ثم خرج قليلا من مدينة أفسس وأمر تلميذه وآخرين معه فحفروا له حفرة هناك . فنزل ورفع يديه وصلي ثم ودعهم وأمرهم ان يعودوا إلى المدينة ويثبتوا الاخوة علي الإيمان بالسيد المسيح قائلا لهم : إنني برئ الآن من دمكم ، لأني لم اترك وصية من وصايا الرب إلا وقد أعلمتكم بها. والآن اعلموا أنكم لا ترون وجهي بعد . وان الله سيجازي كل واحد حسب أعماله. ولما قال هذا قبلوا يديه ورجليه ثم تركوه ومضوا. فلما علم الشعب بذلك خرجوا جميعهم إلى حيث القديس فوجدوه قد تنيح فبكوه بحزن عميق وكانوا يتحدثون بعجائبه ووداعته وانه وان لم يكن قد مات بالسيف كبقية الرسل إلا انه قد تساوي معهم في الأمجاد السماوية لبتوليته وقداسته .صلاته تكون معنا.امين
نص الإنجيل
             “فبعد ما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس : يا سمعان بن يونا، أتحبني أكثر من هؤلاء ؟ قال له : نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك . قال له : ارع خرافي  قال له أيضا ثانية : يا سمعان بن يونا ، أتحبني ؟ قال له : نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك . قال له : ارع غنمي قال له ثالثة : يا سمعان بن يونا ، أتحبني ؟ فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة : أتحبني ؟ فقال له : يا رب ، أنت تعلم كل شيء . أنت تعرف أني أحبك . قال له يسوع : ارع غنمي الحق الحق أقول لك : لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء . ولكن متى شخت فإنك تمد يديك وآخر يمنطقك ، ويحملك حيث لا تشاء  قال هذا مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعا أن يمجد الله بها . ولما قال هذا قال له : اتبعني فالتفت بطرس ونظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه ، وهو أيضا الذي اتكأ على صدره وقت العشاء ، وقال : يا سيد ، من هو الذي يسلمك فلما رأى بطرس هذا ، قال ليسوع : يا رب ، وهذا ما له قال له يسوع : إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء ، فماذا لك ؟ اتبعني أنت فذاع هذا القول بين الإخوة : إن ذلك التلميذ لا يموت . ولكن لم يقل له يسوع إنه لا يموت ، بل : إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء ، فماذا لك هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع ، إن كتبت واحدة واحدة ، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة . آمين” يوحنا 21 : 15 – 25).