تضامناً مع مسيحيي الموصل وقرى سهل نينوى: مسيرة حج صامتة

تضامناً مع مسيحيي الموصل وقرى سهل نينوى: مسيرة حج صامتة

مسيرة حج صامتة  من كنيسة الشهادة إلى كنيسة الشهداء

تضامناً مع أبناء شعبنا المسيحي النازحين من الموصل وقرى سهل نينوى… قام عدد من مؤمني رعية مار يوسف للسريان الكاثوليك في المنصور يتقدمهم خوري الرعية المونسنيور بيوس قاشا بمسيرة حج صامتة من كنيسة مار يوسف “كنيسة الشهادة” في منطقة الكرخ حيث كانت البداية في تمام السادسة والربع من صباح يوم الجمعة المصادف 22 آب الجاري وصولاً إلى كنيسة سيدة النجاة “كنيسة الشهداء” في تمام الثامنة والربع صباحاً.

وبالقرب من كنيسة سيدة النجاة، كان في استقبالهم عدد من بنات وأبناء الرعية حيث سار الجميع إلى داخل الكنيسة لنيل قسط من الراحة، ثم بدأت المسيرة يتقدمها خوري الرعية وهو حامل الصليب على منكبيه نحو مذبح الكنيسة حيث تُليت صلاة السهرانة على نية النازحين، ثم ألقى المونسنيور قاشا كلمة عبّر فيها عن شكره وامتنانه لِمَن شاركه في هذه المسيرة الإيمانية، وأكد على وجوب الثبات والصبر في هذا البلد الجريح، ونقل للحاضرين تحيات الكاردينال فرناندو فيلوني _ موفَد البابا فرنسيس إلى العراق _ الذي عبّر خلال لقائه بكهنة الأبرشية عن قرب البابا الروحي من أبناء العراق، وأكد خلال لقائه بهم بأن على المؤمنين الثبات والتمسك بأرضهم والكاهن قريب منهم ومعهم، يشاطرهم آلامهم وأحزانهم…

وأخيراً أكد المونسنيور قاشا بأن الكنيسة كانت ولا زالت وستبقى متألمة ولكن في النهاية القيامة والرجاء رغم الاضطهاد… ثم كان للمونسنيور جورجيو لينغوا/ سفير الفاتيكان في العراق كلمةً شكر فيها المونسنيور قاشا على هذه البادرة الإيمانية والتي إنْ دلّت على شيء فهي تدلّ على عمق الإيمان والتمسك بالصلاة لدى خوري رعية مار يوسف ومؤمنيها… ثم أعطى سعادته البركة الختامية للحاضرين.

كما شاركنا في هذا الجمع الإيماني المونسنيور جورج جورج/ نائب سفير الفاتيكان، وعدد من ملتقى الشباب الدولي.  وما مسيرة الحج هذه إلا رسالة إيمانية وصوتٌ صارخٌ نابعٌ من قلوب مؤمنة إلى رب السماء لكيما يحلّ أمنه وسلامه في ربوع عراقنا الحبيب… وإلى الدول والحكّام لكيما يعملوا يداً واحدة من أجل عودة المهجرين من أهلنا وآبائنا وإخوتنا وأصدقائنا إلى بيوتهم ومنازلهم وقراهم… فالعراق عراقنا ونحن أصيلون وأصلاء فيه، ولن نغادره مهما تكالبت علينا الأمواج والمحن وسنبقى ثابتين صامدين، متمسكين بثوب أمّنا القديسة مريم العذراء “سيدة النجاة”.

ختاماً… كلمة شكر وامتنان لجميع الذين ساهموا وشاركوا بهذه المسيرة الإيمانية ونخص بالذكر منهم: قيادة عمليات بغداد والجيش والشرطة الذين واكبوا المسيرة وكانوا صمام الأمان للمشاركين فيها… وزارة الصحة التي قدمت مشكورة سيارة إسعاف عدد (2) لحالات الطوارئ… القوة الجوية التي كانت قوة وحماية لأبناء المسيرة عبر طائراتهم التي حلّقت في سماء العراق وفوق رؤوسهم… السيد بشار جواد رسام الذي سار مع المسيرة بسيارته الخاصة مؤمّناً لهم الماء البارد… قناة العراقية الفضائية بشخص مندوبها الأستاذ رياض هرمز… شكر خاص لكل من شارك خوري الرعية هذه المسيرة الإيمانية وكل مَن كان في استقبالهم… وواجب الشكر للمونسنيور قاشا الذي يقوّي إيماننا ويزيدنا تماسكاً وصلابة عبر نشاطاته الإيمانية المستمرة…

وأخيراً واجب الشكر للرب الإله ولأمّه القديسة مريم اللذين ساروا معنا في مسيرتنا الإيمانية مؤكدين لنا أن “لا تخافوا… فالمسيح معكم”.

فيا رب السلام … امنح بلادنا السلام

مسيرة الحج الصامتة