تطوبني جميع الاجيال، لان القدير صنع لي العظائم

تطوبني جميع الاجيال، لان القدير صنع لي العظائم

عظة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، كنيسة سيدة لبنان – ساو باولو، البرازيل – الاحد 5 أيار 2013

روما, (زينيت) |

1. ننضم اليوم في كاتدرائية سيدة لبنان في ساو باولو، الى مسيرة الاجيال التي تعظّم الرب مع مريم، وبشخص مريم ام يسوع وأمنا. ننضم الى كل الذين يطوّبونها لان الله اختارها، وحقق مقاصده الخلاصية بواسطتها، وصنع فيها العظائم. ننضم بنوع خاص، في هذا الاحد الاول من أيار، الى كنيسة لبنان التي تحتفل بعيد سيدة لبنان في حريصا، والى كل رعايانا في البرازيل وبلدان الانتشار، بل الى ابرشياتنا التي تكرم سيدة لبنان وتحمل اسمها.

 2. يسعدنا ان نحيي العيد في هذه الكاتدرائية التي لبست حلّة جديدة. وقد رُمّمت، ولُبّست بالحجر الابيض من لبنان، وتجمّلت جدرانها بالرسوم المقدسة، الحاملة تراثنا الماروني وصور قدّيسينا. نهنىء راعي الابرشية اخي المطران ادغار ماضي والكهنة وكل ابناء أبرشيتنا في البرازيل، ونشكر كل الذين سخوا من مالهم وتعبهم في سبيل هذا الترميم وهذه الرسومات.

3. ويسعدنا ان يكون معنا في هذا الاحتفال، شاكرين حضورهم الكردينال ريموندو دامشينو رئيس اساقفة باراسيدا، والكردينال كلاوديو هومنس رئيس اساقفة ساو باولو السابق، والمطارنة الحاضرين والوجوه الكريمة، نحييهم جميعًا، ونحيّي كل الوفود الآتية من رعايانا البعيدة، لنحتفل معًا بعيد امنا مريم العذراء شفيعة هذه الكاتدرائية والابرشية، ونصلي لكي تحفظكم وعائلاتكم ومؤسساتكم بعنايتها، وتسمتد لكم من الله كل خير ونعمة وبركة. ونصلي اليها، ملكة السلام، لكي تستمد للبنان ولبلدان الشرق الاوسط سلام المسيح، سلام العدالة والاصلاح، سلام الاخوّة والعيش معًا، سلام الحقيقة والحرية، سلام المحبة والمصالحة.

4. نشكر تلفيزيون Cancao nova ونورسات على نقل وقائع هذا الاحتفال. في هذا الاحد الذي تحتفل فيه الكنائس الارثوذكسية الشقيقة بعيد قيامة الرب يسوع من الموت، نسأل لها ولأبنائها وبناتها، ثمار الفداء، والعزاء في محنة العنف والحرب والقتل والتهجير، التي تصيبهم في سوريا ومصر والعراق. نصلّي معها من أجل احلال السلام والعدالة عن طريق الحلول السليمة، بالحوار والمفاوضات بين المتنازعين، مع ايقاف فوري لدوّامة العنف والقتل والحرب والتهجير.

ونصلّي الى المسيح المنتصر على الخطيئة والموت ان يحرّك ضمائر خاطفي المطرانين بولس يازجي متروبوليت حلب واسكندرون للروم الارثوذكس، ويوحنا ابراهيم رئيس اساقفة حلب للسريان الارثوذكس، وان يحرّك ضمائر قادة الدول الذين يقفون وراء الخاطفين، ونطالبهم بالافراج عنهما وعن كل المخطوفين الابرياء، احترامًا لكرامة الانسان، وحقوقه وقدسية حياته. ونطالب منظمة الامم المتحدة تحمّل مسؤولياتها والالتزام بالاهداف التي من اجلها وجدت، اعني حماية السلام في العالم وتعزيزه على اساس العدالة والحقيقة، وحماية الدول الصغيرة من جور وطغيان واستبداد ومطامع الدول الكبرى.

5. ونشكر الله عليكم، ايتها الجاليات اللبنانية والعربية وعلى ابنائنا الموارنة وسائر اخواننا في اوطاننا العربية، وعلى ما انتم عليه من تقدّم وترقّي في كل القطاعات الخاصة والعامة. الشكر للبرازيل دولة وكنيسة وأرضًا وشعبًا، قد فتحت لجالياتنا كل الابواب، ووفّرت لهم كل الامكانيات، فحققوا ذواتهم، وارتفعوا من الحضيض الى قمم النمو والازدهار. وهكذا ساهموا اسهامًا كبيرًا في تقدّم البرازيل على كل صعيد. اننا نفاخر بكم ايها الاحباء، ونعتز بكم، ونعلّق الآمال الكبار عليكم لمساندة قضية لبنان وقضايا دولنا في العالم العربي، والدفاع عنها في المحافل الدولية.

6. نرفع انظارنا وقلوبنا الى امنا مريم العذراء سيدة لبنان التي هي النموذج والمثال لكل انسان وشعب في حياته مع الله وفي الحياة الاجتماعية. لقد صنع الله في مريم العظائم، ولهذا جئنا ننضم الى كل قطاعات الارض نطوّبها كما قالت في نشيد التعظيم، فكانت تحفة الخلق والفداء:

1) عصمها الرب منذ اللحظة الاولى لتكوينها في حشاء امّها من دنس الخطيئة الاصلية التي ورثناها عن ادم ويولد فيها كل انسان مجروح في كيانه البشري. وملأها من حضوره الالهي. وسماها الله يوم البشارة بالممتلئة نعمة.

2) جعلها الله بقوة الروح القدس، وهي بتول عذراء، أمًّا بالجسد لابن الله يسوع المسيح، فادي الانسان ومخلّص العالم، ومربّية له في انسانيته مع خطّيبها يوسف البتول.

3) اشركها بآلام الفداء، وجعلها بالتالي امًّا لكل انسان على وجه الارض، وأمًا للكنيسة، جسد المسيح وسلطانة للرسل.

4) ونقلها بالنفس والجسد الى مجد السماء، وتوّجها ملكة السماء والارض الى جانب ابنها المسيح الاله، ملك الملوك وسيّد السادة.

الى مريم ننظر ملتمسين من الله بشفعاتها النعمة لكي نسير على خطاها التي تقودنا الى الله والى بعضنا البعض، ولنجعل من حياتنا وأعمالنا وكل ظروف حياتنا، نشيد تعظيم الله، ونشيد تطويب لها.    آمين.