تعيين رسمي لتاريخ إعلان قداسة يوحنا بولس الثاني

تعيين رسمي لتاريخ إعلان قداسة يوحنا بولس الثاني

وفي اليوم نفسه إعلان قداسة البابا يوحنا الثالث والعشرين

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان, 30 سبتمبر 2013 (زينيت) –

أعلن البابا فرنسيس رسميًا صباح اليوم عن تاريخ إعلان قداسة الطوباويين كارول فويتيوا (يوحنا بولس الثاني) وأنجلو رونكالي (يوحنا الثالث والعشرون)، وذلك خلال الاحتفال بصلاة الساعة الثالثة (عند العاشرة صباحًا) في صالة الكونسيستوار في القصر الرسولي.

وقد أوضح البيان الصادر عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن إدراج البابوين الطوباويين في سفر القديسين سيتم نهار الأحد 27 أبريل 2014، الأحد الثاني بعد الفصح المجيد والموافق أيضًا أحد الرحمة الإلهية.

والجدير بالذكر أن أحد الرحمة الإلهية هو عيد رسمي في الكنيسة قام بتعيينه البابا يوحنا بولس الثاني، مرتكزًا على روحانية ورؤى القديسة فاوستينا. ورغم أن تاريخ وفاة يوحنا بولس المدني هو 2 أبريل 2005، إلا أن ذلك التاريخ، ليتورجيًا، يوافق عشية (صلاة الغروب الأولى) لعيد الرحمة الإلهية في ذلك العام.

عمّان – أبونا ووكالات

أعلن البابا فرنسيس الاثنين خلال اجتماع للكرادلة أن إعلان قداسة البابوين يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرين حدد في 27 نيسان المقبل.

ويأتي هذا اليوم تزامناً واحتفال الكنيسة الكاثوليكية بأحد الرحمة الإلهية، الذي كان يوماً مميزاً للبابا يوحنا بولس الثاني، الذي معه بدأت الكنيسة الاحتفال بهذا العيد منذ العام 2001، إضافة إلى أنه اليوم الذي انتقل فيه البابا إلى السماء عشية العيد عام 2005.

ويتوقع أن تجذب هذه المناسبة مئات آلاف الحجاج إلى روما.

ويحتاج إعلان القداسة عادة لأعجوبتين “مؤكدتين”، رغم أن البابا فرنسيس وافق على قداسة البابا يوحنا الثالث والعشرين (1958-1963) انطلاقاً من أعجوبة واحدة فقط. أما الأعجوبة التي أحدثت التطويب عام 2000، فهي شفاء راهبة إيطالية عانت من نزيف حاد. ويعتقد أن البابا فرنسيس تخلى عن شرط وجود أعجوبة ثانية لأن المطالبة بتطويب يوحنا الثالث والعشرين جاءت من قبل أشخاص كانوا شاركوا في المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1965 وأرادوا تكريم هذا البابا الذي قاد الكنيسة نحو الحداثة.

والبابا يوحنا الثالث والعشرون اكتسب شهرة بإطلاقه المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) الذي رسم خطوطاً تحديثية للكنيسة وبدأ التواصل مع ديانات أخرى.

وتم تأكيد الأعجوبة الأولى ليوحنا بولس الثاني الذي تولى السدة البابوية من 1987 إلى 2005 بعد ستة أشهر فقط على وفاته، عندما شفيت راهبة فرنسية من مرض باركنسون الذي عانى منه البابا أيضاً. أما أعجوبته الثانية فكانت لسيدة من كوستاريكا شفيت من مرض خطير في الدماغ، في اليوم نفسه الذي تم فيه تطويب البابا يوحنا بولس الثاني عام 2011.

يوحنا بولس الثاني:

هو بابا الكنيسة الكاثوليكية الرابع والستون بعد المائتين منذ 1978 إلى 2005، في حبرية امتدت 26 عاماً. ولد في 18 أيار 1920 باسم كارول جوزيف فوتيلا في بولندا، وسِيم كاهناً عام 1946، وأسقفاً عام 1958، ثم كاردينالاً عام 1967، وحبراً أعظم للكنيسة الكاثوليكية. اعتبر البابا يوحنا بولس الثاني واحداً من أقوى عشرين شخصية في القرن العشرين، وواحداً من أكثر قادة العالم سفراً خلال التاريخ، إذ زار خلال توليه منصبه 129 بلداً. كما أن أحد محاور تعليمه اللاهوتي كان يستند على “القداسة الشاملة” وفي سبيل ذلك أُعلِنت خلال حبريته قداسة 483 شخصاً وطوباوية 1340 آخرين. وفي 19 كانون الأول 2005 طلب البابا بندكتس السادس عشر فتح ملف تطويب يوحنا بولس الثاني، واحتفل بإعلانه طوباوياً في 1 أيار 2011، بعد شفاء الراهبة الفرنسية ماري سيمون بيار من مرض الباركنسون نُسبت إلى شفاعته.

البابا يوحنا الثالث والعشرون:

هو بابا الكنيسة الكاثوليكية الحادي والستون بعد المائتان منذ 1958 إلى 1963، في أقصر بابويّة خلال القرن العشرين بعد يوحنا بولس الأول، غير أنها كانت حافلة، سيّما بعد دعوته لعقد المجمع الفاتيكاني الثاني. ويعتبر من البابوات الأكثر شعبيّة في التاريخ المعاصر ويلقب بـ”البابا الطيب”. ولد باسم أنجيلو جيوسيبي رونكالي عام 1881 في إيطاليا، وسيم كاهناً عام 1904، ومن ثم أسقفاً، كما مثل الكرسي الرسولي في الحقل الدبلوماسي، ثم أصبح بطريركاً للبندقية عام 1953. وخلال حبريته عَمِل على انفتاح الكنيسة الكاثوليكية على العالم. غير أنه لم يعشْ ليرَ ختام أعمال المجمع، ليكمل خليفته بولس السادس سائر دوراته. أعلن طوباوياً في 3 أيلول 2000 على يد البابا يوحنا بولس الثاني.