جولة مع مطران أسيوط للاقباط الكاثوليك

جولة مع مطران أسيوط للاقباط الكاثوليك

 

الاثنين 07 ابريل 2014 – مايكل فيكتور- وطني
أثناء زيارتى الأخيرة لأيبارشية أسيوط، فى مارس الماضى أحتفالاً بعودة نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط و شيخ مشايخ الكنيسة القبطية الارثوذكسية من رحلته العلاجية التى خضع لها نيافته بألمانيا، توجهت بكل سرور على هامش زيارتى لمقر مطرانية الأقباط الكاثوليك الكنيسة الشقيقة التى تعايش الكنيسة الارثوذكسية بأسيوط كل أفراحها و آلامها.. و الحقيقة فى طريقى لنيافة الانبا كيرلس وليم مطران أسيوط للاقباط الكاثوليك كنت أعلم أنى ذاهب لأحاور ليس فقط المطران الذى قاد الكنيسة القبطية الكاثوليكية بكل امانة و حكمة و جدارة فى فترة تولية “المدبر البطريركى” – عام 2012- بل هو أيضاً المطران الذى برعايته لإيبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك أهتم بالتكوين الدينى لأبناء الإيبارشية، من خلال دعم رسالة معهد التربية الدينية، وتأسيس مكتب للتكوين الدينى، وعقد الندوات التكوينية الصيفية للشباب، كذلك هو المطران الذى أهتم بالدعوات الكهنوتية والرهبانية، فأسس لجنة الدعوات الكهنوتية والرهبانية بالإيبارشية، كما أسس مكتباً متخصصاً لإعداد المخطوبين وحديثي الزواج.. وحديثاً، أسس نيافته مكتب اللجنة المصرية للعدالة والسلام.. وفي الشأن التنموى، أنشأ نيافته، منذ شهر سبتمبر 1990، مكتبا للتنمية الشاملة بالمطرانية، للمساعدة في توفير فرص عمل للشباب، من خلال القروض الميسرة والمشروعات الانتاجية الصغيرة، كذلك تشهد إيبارشية أسيوط حركة عمرانية واسعة تمثلت فى بناء وترميم عدد كبير من الكنائس ومبانى الخدمات وبيوت للطلبة المغتربين، وتعد دار أم المحبة للضيافة بدير درنكه أحدث المنشأة العمرانية بالإيبارشية، و على الصعيد الكنسي يشغل نيافة الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط  موقع أمين سر السينودس البطريركى للكنيسة القبطية الكاثوليكية ورئيس اللجنة الأسقفية للعائلة ورئيس اللجنة الطقسية إلى جانب عضويته للمجلس الخاص لسينودس الأساقفة لكنائس أفريقياً، ولنيافته العديد من الدراسات و الأبحاث فى الكتاب المقدس و الطقس القبطي وعلم الآباء..
بكل محبة أستضافنا نيافته لساعات طويلة بمقر كرسيه و تحدث لنا من عمق قلبه الفياض بالمحبة عن تاريخ و خدمات الايبارشية فقال:
تأسست إيبارشية ليكوبوليس أسيوط في 9 أغسطس 1947 بقرار من الكرسي ألرسولي وكانت تابعة لإيبارشية طيبة فأصبحت تشمل الحدود القديمة لمحافظة أسيوط، من مركز ملوي شمالاً إلى مركز صدفا جنوباً، وعين أول أسقف لها مثلث الرحمات الأنبا الكسندروس إسكندر الذي تنيح يوم 30 ديسمبر 1964، وخلفه مثلث الرحمات الأنبا يوحنا نوير الذي عين مطراناً على كرسي أسيوط يوم 26 مارس 1965، إلى أن قدم استقالته لظروفه الصحية يوم 20 مارس 1990، ثم عدلت حدود الإيبارشية لتتناسب مع الحدود الإدارية الحالية لمحافظة أسيوط، من مركز ديروط شمالاً إلى مركز صدفا جنوباً، ويقوم على رعاية الإيبارشية حالياً ضعفى – نيافة الانبا كيرلس- ، بسيامتى الأسقفية يوم 3 يونيه 1990.
■ و عن الآباء الأساقفة الذين خدموا بإيبارشية أسيوط، وأهم انجازاتهم قال نيافة الانبا كيرلس:
●● نيافة الأنبا الكسندروس اسكندر (1947 – 1964)
هو أول أسقف للإيبارشية فقد شيد طيب الذكر مبنى الكاتدرائية والذى يعد صرحاً خالداً فى البناء والتصميم. كذلك أرسى مثلث الرحمات مبادئ الإيمان بتعاليمه الروحية وكتاباته العميقة وكان بعيد النظر ورائداً وسابقاً لعصره حينما أسس معهداً لتكوين خدام النشاط الديني إيماناً منه بأهمية التكوين لمستقبل الكنيسة، كما عمل على المحافظة على طقوسنا وتقاليدنا الغنية والعميقة .
●● نيافة الأنبا يوحنا نوير (1965 – 1990)
جاء خلفاً للانبا الكسندروس و شيد نيافته وجدد كنائس عديدة ومساكن للكهنة ومدارس ومستوصفات، ونمت في عهده الرهبانيات في الإيبارشية من 3 إلى 8 رهبانيات وذلك إيماناً من نيافته بقيمة عمل تلك المؤسسات الرهبانية في كل ميادين الرسالة بالإيبارشية، وله عدة مؤلفات تصل إلى ثلاثين كتاباً منها عن سر التجسد ومجموعة كتب عن قانون الإيمان والوصايا العشر.
■ اما عن عدد الكنائس لإيبارشية الأقباط الكاثوليك بأسيوط قال الانبا كيرلس:
●● تعد إيبارشية أسيوط أكبر إيبارشية من ناحية عدد المؤمنين وعدد الكنائس وربما يعود ذلك إلى كثافة التواجد المسيحي في أسيوط حيث يوجد بالإيبارشية 38 رعية قبطية كاثوليكية و 17 بيت للراهبات وتتميز الإيبارشية أيضاً باحتضانها لمزار ودير السيدة العذراء بجبل أسيوط ( قرية ديردرنكه) حيث يتقاطر إليه المؤمنون طوال العام وبالأخص في شهر أغسطس، ويسهر على خدمته الرهبان الفرنسيسكان، وذلك بالإضافة إلى مزار ودير الآباء الفرنسيسكان بأسيوط وهو من أعرق المؤسسات الكاثوليكية بصعيد مصر .كذلك لا ننسى أن بأسيوط جامعة عريقة تجتذب إليها الطلاب من كل مكان مما يضع على اكتافنا رسالة الاهتمام بالطلبة المغتربين ورعايتهم، وأخيراً تتسم إيبارشية أسيوط بتنوع الدعوات الكهنوتية والرهبانية إذ يخدم بالإيبارشية 46 كاهنا و5 رهبان و 65 راهبة بالإضافة إلى عدد من الأباء الكهنة يخدمون خارج الإيبارشية أو ببلاد المهجر.
■ و عن المشروعات الهامة بالإيبارشية يقول نيافته:
●● كانت بداية متواضعة فى بداية خدمتى الاسقفية ثم توالت المشروعات والبرامج للنهوض بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي لأبناء الكنيسة وغيرهم، أما عن شأن التكوين الديني فإنه العمل الأهم في حياة الكنيسة فمن خلال التكوين يمكن صياغة العقول وتنمية الإيمان، ولقد قام نيافته الاهتمام بهذا الشأن. بداية بمعهد التربية الدينية بالإيبارشية والعمل على توازيه في المناهج مع معهد السكاكيني ثم بدأ الاهتمام بالندوات التكوينية الصيفية لتحقيق ما يصبو إليه من أهداف. أرسلنا بعض العلمانيين والكهنة للدراسة بالخارج وهم يشكلون الآن فريق مكتب التكوين الديني بالإيبارشية.
●● و بعد الحديث اصطحبنا نيافة الانبا كيرلس وليم للمتحف الذى أعده بمقر المطرانية  للمخطوطات و لملابس الاباء المطارنة المتنيحيين تخليداً لذكراهم العطرة و الصور التاريخية و النادرة الموضحة تاريخ الايبارشية، مع المدافن الخاصة بالاباء أسفل الكاتدرائية…
يذكر أن نيافة الأنبا كيرلس وليم من مواليد أسيوط فى 1 أكتوبر عام 1946، سيم كاهناً فى 10 يونيه عام 1974، و حصل على اللسانس من معهد الكتاب المقدس بروما فى يونيو 1981، و الدكتوراه من الجامعة الجريجورية بروما يوم 13 مايو 1983، ثم قام بتدريس الكتاب المقدس و الطقوس فى كلية العلوم الإنسانية و اللاهوتية بالمعادى، و عين نائباً للرئيس ثم رئيساً للكلية يوم 24 أكتوبر 1986، و أختاره السينودس البطريركى أسقفاً على أسيوط يوم 16 مايو 1990، و تمت سيامته الأسقفية يوم 3 يونيو 1990، و قدم نيافته فى فترة المدبر البطريركى – عام 2012 –  نموذجاً رائعاً فى المحبة و الخدمة المقدسة حيث قاد الكنيسة بعد استقالة غبطة الكاردينال الانبا أنطونيوس نجيب عن البطريركية لظروفه الصحية، حتى أنتخب غبطة الانبا ابراهيم اسحق بطريركاً فى يناير العام الماضى 2013.