جوهر المسيحية: تأمل في قراءات الأحد 22 يونيو 2014  الموافق 28 بؤونة1730

جوهر المسيحية: تأمل في قراءات الأحد 22 يونيو 2014 الموافق 28 بؤونة1730

 

جوهر المسيحية

تأمل في قراءات الأحد 22 يونيو 2014  الموافق 28 بؤونة1730

 

 

 

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

 

 

“لكني أقولُ لكُمْ أيُّها السّامِعونَ: أحِبّوا أعداءَكُمْ، أحسِنوا إلَى مُبغِضيكُمْ، بارِكوا لاعِنيكُمْ، وصَلّوا لأجلِ الذينَ يُسيئونَ إلَيكُمْ. مَنْ ضَرَبَكَ علَى خَدِّكَ فاعرِضْ لهُ الآخَرَ أيضًا، ومَنْ أخَذَ رِداءَكَ فلا تمنَعهُ ثَوْبَكَ أيضًا. وكُلُّ مَنْ سألكَ فأعطِهِ، ومَنْ أخَذَ الذي لكَ فلا تُطالِبهُ. وكما تُريدونَ أنْ يَفعَلَ الناسُ بكُمُ افعَلوا أنتُمْ أيضًا بهِمْ هكذا. وإنْ أحبَبتُمُ الذينَ يُحِبّونَكُمْ، فأيُّ فضلٍ لكُمْ؟ فإنَّ الخُطاةَ أيضًا يُحِبّونَ الذينَ يُحِبّونَهُمْ. وإذا أحسَنتُمْ إلَى الذينَ يُحسِنونَ إلَيكُمْ، فأيُّ فضلٍ لكُمْ؟ فإنَّ الخُطاةَ أيضًا يَفعَلونَ هكذا. وإنْ أقرَضتُمُ الذينَ ترجونَ أنْ تستَرِدّوا مِنهُمْ، فأيُّ فضلٍ لكُمْ؟ فإنَّ الخُطاةَ أيضًا يُقرِضونَ الخُطاةَ لكَيْ يَستَرِدّوا مِنهُمُ المِثلَ. بل أحِبّوا أعداءَكُمْ، وأحسِنوا وأقرِضوا وأنتُمْ لا ترجونَ شَيئًا، فيكونَ أجرُكُمْ عظيمًا وتكونوا بَني العَليِّ، فإنَّهُ مُنعِمٌ علَى غَيرِ الشّاكِرينَ والأشرارِ. فكونوا رُحَماءَ كما أنَّ أباكُمْ أيضًا رحيمٌ. ولا تدينوا فلا تُدانوا. لا تقضوا علَى أحَدٍ فلا يُقضَى علَيكُمْ. اِغفِروا يُغفَرْ لكُمْ. أعطوا تُعطَوْا، كيلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهزوزًا فائضًا يُعطونَ في أحضانِكُمْ. لأنَّهُ بنَفسِ الكَيلِ الذي بهِ تكيلونَ يُكالُ لكُمْ”.0لوقا 6: 27-38)

 

 

نص التأمل

 

ليس في كتابات البشر ما هو اروع من هذه الصفحة

 

وليس في قراءات العالمين ما هو ابهى من كلماتها

 

وليس بين كل ما سطرت الأقلام ما يشبه حروفها المنيرات

 

وليس بين ما استنارت به البشرية من تعاليم ما يقارب سموها.

 

حاولت التعاليم السابقة ان تثبت دعائم العدالة والسلام

 

وعدم الإعتداء والمساواة وشيئا من الرفق والرحمة…

 

وحاول الأنبياء ان يبثوا المباديء بين البشر

 

وحاولت الأديان أن تتكلم عن العلاقات الإنسانية وتنظمها

 

لكن  ابداً

 

لم يتكلم إنسان قط ولا ملاك ولا رئيس ملائكة

 

ولم يتصور عقل الإنسان الضيق أن يستوعب يوما

 

مثل تعليم يسوع اليوم عن محبة العدو

 

ومازالت البشرية إلى اليوم في قرنها الحادي والعشرين

 

تتلمس الطريق

 

نحو شيء من هذا القبيل والطريق امامها مازال طويلا طويلا

 

وحتى نحن المسيحيون مازلنا اطفالا نحبو نحو عيش هذه الدرر

 

ومازال أغلبنا يجهل كنهها والعالمون بالمعرفة وحدها يكتفون

 

لكن من يعيش ومن عاش ومن سيعش كلمات  يسوع تلك

 

فهو المسيحي الحقيقي الذي يعرف أن الدين هو المحبة

 

وأن المحبة تطلب الصفح وأن الغفران يتطلب قلبا كقلب يسوع

 

المعلق المصلوب الذي قبل ان يستودع روحه بين يدي ابيه

 

وهو مهان مظلوم مدان بغير حق يصرخ لا طالبا الإنتقام

 

بل الرحمة والغفران: “إغفر لهم يا ابتاه لأنهم لا يدرون ما يفعلون”

 

فافحص اليوم ضميرك

 

أن كنت قادر على الصفح والغفران فأنت مسيحي

 

وإلا لا تفتخرن بما يملك غيرك وانت عنه بعيد غريب…