حبة الحنطة .. مقال بقلم سيادة الاب بطرس انور

حبة الحنطة .. مقال بقلم سيادة الاب بطرس انور

خاص بالموقع – بقلم سيادة الاب بطرس انور راعى  كنيسة العائلة المقدسة بالفيوم

الحق الحق أقول لكم إن حبة الحنطة التي تقع في الأرض إن لم تمت تبق وحدها. وإذا ماتت أخرجت ثمراً كثيراً. ( يو12/24)

ما معنى كلام المسيح ” إن حبة إن حبة الحنطة التي تقع في الأرض إن لم تمت تبق وحدها. وإذا ماتت أخرجت ثمراً كثيراً. ” يسوع يتحدث عن سر موته وقيامته من بين الأموات، هذا السر الذي أعطى معنى للحياة وأعطي معنى للموت. موت السيد المسيح غير مفاهيم الموت ومعاييره كما غير نظرتنا إلى الحياة، فأصبح الموت ضرورة لأزمة للتمتع بالحياة المثمرة الكاملة، حيث لا موت فلا حياة صادقة، وحين يدفن الإنسان الآنا، يعلن المسيح الحياة ذاته فيه. وحينما يطلب الإنسان ذاته لا يجد المسيح له مكاناً فيه، فيفقد الإنسان مصدر حياته. بالتالي الموت هو ليس ألماً لأبد أن نقاسيه، وإنما هو حلقة أساسية في سلسلة أحداث كياننا ولكن نحن نحدد ما بعد الموت، من خلال حياتنا التي نعيشها، باختياراتنا، بإيماننا ، المسيحي الذي يعيش هذا النموذج والتدرج من الموت إلى الحياة، يشتاق أن يمضي ليكون مع المسيح على مثال بولس الرسول في رسالته في1 /21- 23 ” فالحياة عندي هي المسيح، والموت ربح ” الحياة الحقيقية هي في المسيح ” كما يموت جميع الناس في أدم فكذلك سيحيون جميعاً في المسيح : (1كو15/22). من هنا سر الموت هو سر انتقال من الحياة المادية إلى الحياة الروحية، الحياة الأبدية ولكن لكي نصل إلى الحياة الأبدية ” اسهروا أذن لأنكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة ” (مت25/13). والسهر يعني الجهاد الروحي اليومي، الارتباط بالله والإصغاء لكلمته والاتحاد بالأسرار الإلهية ومن هنا دينونتنا تكون انطلاقاً من ارتباطنا بالله والخير الذي أقدمه للأخر، وفي الحقيقة لقد جاء الرب لا ليدين العالم بل ليخلص العالم، فقد ولد من عذراء، وتألم وصلب، ومات، وقام من بين الأموات، ليخلصنا نحن البشر. وقال عن نفسه إنما أتيت لكي تكون لهم الحياة وتكون أفضل، وأيضاً أن ابن الإنسان لم يأت ليُهلك بل ليخلص. فقد أسس شريعة العهد الجديد، شريعة الحب وقدم لنا الخلاص مجاني. وعلى الإنسان أن يقبل أو يرفض. ففي قبوله ينال الحياة الأبدية، وفي رفضه يدين ذاته للأبد. والسؤال الأساسي والجوهري لمن الدينونة ؟ الله لن يدين أحد إنما الإنسان بأعماله يقدم نفسه للدينونة، ويحكم على نفسه أما بالحياة أو بالموت. فمن يرفض الإيمان بشخص يسوع المسيح، ويرفض تعاليمه وأقواله، وحفظ وصاياه، ويعيش في ظلمة الشر والفساد يدين نفسه كما يقول ق يوحنا ” هذه الدينونة هي أن النور جاء إلى العالم، فأحب الناس الظلام بدلاً من النور لأنهم يعملون الشر. فمن يعمل الشر يكره النور لئلا تنفضح أعماله ” (يو3/19-20). (غلا 6/ 7-8) ما يزرعه الإنسان فاياه يحصد. فمن يزرع في الجسد حصد من الجسد الفساد ومن زرع في الروح حصد من الروح حياة أبدية.

الدينونة بعد الموت:- يدين الله الإنسان حسب أعماله. فيفصل الرب الجداء عن الخراف بمعني الأشرار عن الأبرار، قائلاً للأبرار ” تعالوا إلىّ يا من باركهم أبي رثوا الملك المعد لكم منذ انشاء العالم لأني جعت فأطعتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريباً فآويتموني، عرياناً فكسوتموني، سجيناً فجئتم إليّ “. فالأبرار يقولون” متى يارب فعلنا معك كل شيء . فيقول لهم ” الحق أقول لكم كلما صنعتم شيئاً من ذلك لواحد من أخواتي هؤلاء الصغار، فلي قد صنعتموه. ويقول للأشرار ” ابتعدوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية، المهياة لأبليس وأعوانه، لأني جعت فما أطعمتوني …

أحبائي

يبقى سر الموت وسر الحياة يحتاج للتأمل ومراجعة الذات وأسال نفسي هل أنا بالفعل أعطى حياتي للرب حتى أجدها ؟ من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية. عليّ أن أكون شخص متفاني في حياتي. حتى أسمع صوت الرب يقول لي:- ” نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ”