حوارغبطة ابينا البطريرك الانبا ابراهيم إسحق  مع جريدة الشعب الايطالية

حوارغبطة ابينا البطريرك الانبا ابراهيم إسحق مع جريدة الشعب الايطالية

الى نص الحوار :
1 – كم عدد المسيحيين والأقباط في مصر؟ وما نسبة هذا العدد مقارنةً مع المسلمين؟
يفوقُ تعدادُ سكانِ مصر 100 مليون نسمة؛ 60% منهم تحت سن الأربعين، أي هو بلدٌ شاب، وبالتالي لديه إمكانيّاتٌ عديدة إن وُجِّهَت جَيِّدًا. أمّا أغلبيّة السكان فهُم المسلمون، ويُشَكِّل المسيحيّون 10% من إجمالي السكان؛ والقسم الأعظم من المسيحيين هم الأقباط الأورثوذوكسيين، بينما 10% منهم بين كاثوليك وبروتستانت.
2 – هل يمكن الاحتفال بالقدّاسِ عَلَنًا أم توجد قيودٌ أو قواعد تنبغي مراعاتها؟
مِن المُهِمّ أيضًا الإشارة إلى أنَّ مصر كانت بلدٌ مسيحيّ منذ القرن الأوّل، وقد دخلها الإسلام في القرن السابع. وللردّ على السؤال فالجواب نعم؛ ولكن توجد صعوبات في بعض المناطق تتعلّق بتشييد كنيسة، وهذا يتوقّف على عقليّة الناس.
3 – تشيرُ أرقام التفجيرات أنَّ الإرهابيين يستهدفون المسيحيين. كيف تغيَّرَت حياتكم بعد تلك الأحداث؟
حقٌّ بالفعل أنَّه يجري استهداف المسيحيين من قِبَلِ الإرهابيين، ويجوز القول أيضًا أنَّ مصر كانت ودائمًا مَحَطَّ ترصُّد الإرهاب، وخصوصًا المسيحيين، فَهُم نقطة الضُعفِ. وفي الوقت نفسه أيضًا، من المنظور السياسي، عندما يحدث أمرٌ ما في كنيسةٍ أو للمسيحيين فإنَّ المجتمع بأكمله يتأثَّر به؛ فالتفجيرات تهدف لتعكير حياة السكان والبلد، ويفزع السائحون فيحجمون عَن المجيء، مِمّا يكونُ له تداعياتٌ قويّة على اقتصاد الدولة.
وحمدًا لله بعد 30 يونيو 2013 قد تحسَّن الوضع كثيرًا؛ خصوصًا بعد زيارة الرئيس لكنيسةٍ كي يُهَنِّئ المسيحيين بعيد الميلاد وبات الأمر كالمعتاد منذ ذلك الحين.
4 – كيف وَجَد تنظيم داعش طريقًا إلى مصر؟
لم يتواجد تنظيم داعش في مصر أبدًا كجيش؛ ربما فقط في منطقة شمال سيناء، ولكن تمّت محاربته على يَدِ القوات المسلحة المصريّة. المشكلة دائمًا في العقليّة، وفي العقيدة التي يسعَى الإخوان المسلمون والسلفيّون لِنَشرِها بين الشباب باسم الدين.
5 – ما طبيعة العلاقة مع المواطنين المسلمين؟
يُمكن القول أنّه مُنذُ البَدءِ كان لَدَى مُسلمي مصر انفتاحًا كبيرًا على الشرق الأوسط، ومع الأوربيين كالإيطاليين والفرنسيين؛ فالمصريّ في حدِّ ذاتِهِ هو شخصٌ مُنفَتِحٌ وطَيِّب. لدينا الحياة نفسها، بخيرِها وصعوباتِها، وكلّنا نواجه التحدّيّات المختلفة مَعًا، ونعيشُ حِوارًا معيشِيّ في الحياة اليوميّة. ولذلك فالعلاقة طَيِبةٌ عمومًا، ولكنّه مُضطَرِبٌ، ويجري استغلاله والتلاعُب بِهِ مِن جانب بعض المتطرِّفين والأصوليين الذين يستغِلّون فقر وجهل المواطنين.
6 – من المُعتادِ أنّه حيثما تواجَد المسيحيّون توجد أيضًا مدارس ومستشفيات؛ هل يتحَقَّق هذا الواقع لديكم؟ ولِمَن تكونُ مُتاحةٌ؟
فيما يَخُصُّ المدارس والمستشفيات؛ فإنَّ الكنيسة الكاثوليكية لديها قرابة 170 مدرسة كاثوليكية. أمّا المستشفيات فهي تعاني جراء قِلّة دعوات الراهبات المُمَرِّضات؛ ومع ذلك يوجد بعض المُسعِفين يساعدون الناس في المناطق الأكثر كثافة سكانيّة. والمدارس والمستشفيات مفتوحةٌ لجميع المصريين، مسلمين ومسيحيين.
7 – يكثر الجدل في أورُبا حول استضافة المهاجرين / اللاجئين، ولديكم منهم أيضًا؛ مِن أينَ يأتون وماذا يمكنكم فعله لهم؟
يتواجد المهاجرون بكلِّ مكان حول العالم كما لدينا أيضًا. والقسم الأعظم منهم أفارقة وأسيويّون، خصوصًا من السودان وسوريا. والكنيسةُ اليومَ تلتزم بتقديم خدمةً إنسانِيّة، كما تهتمّ الدولة أيضًا بتقديم الدعم.
8 – تمَّ في العام الماضي اللقاء مع البابا فرنسيس في مصر، وكان حدثًا فريدًا؛ فما الأثر الذي تركه؟
لقد كان حدثًا مُهِمًّا جِدًّا لِكُلِّ المصريين. لقد تحدّث البابا على نحوٍ رائع قبل وأثناء الزيارة، وقد أظهر حُبَّهُ ودَعمِهِ للشعب المصري.
وقد استقبله الشعب المصري خيرَ استقبال، وأبدَى له المَوَدّة والاحترام وتَلَقَّ رسائِله المُتَضَمِّنة في خطاباتِهِ. وكانت الزيارة أيضًا مناسبةً عظيمة لكثيرٍ من المُثَقَّفين المصريين، وكانت تعليقاتهم عليها إيجابيّة جِدًّا، مِمّا أسفرَ عَن تَغَيُّرٍ في المناخ الثقافِيّ والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين، خصوصًا بين الأزهر والفاتيكان والكنيسة المصريّة. وقد كان الحدثُ إيجابِيًّا جِدًا أيضًا على المستوى المسكونِيّ بين المسيحيين.
9 – والتقى البابا فرنسيس أيضًا بالإمام الأكبر؛ فماذا كان الانطباع عَن هذا اللقاء، سواء من جانب المسيحيين وكذلك المسلمين؟
لقد اشَرْنا إلى ذلك في الإجابة على السؤال السابق؛ ونؤَكِّدُهُ مُجَدَّدًا. لقد كان لقاء البابا بالإمام الأكبر خطوةً للأمامِ بِكُلِّ تأكيد، وحازَ على تقدير المسلمين أنفسهم وتقدير الإمام، وساعَد اللِقاء كثيرًا في تَحَسُّن العلاقة بين الفاتيكان والأزهر.
10 – تلقَّت مصر انخفاضًا حادًا في التدفُّقات السياحيّة؛ فكيف يمكن لتواجُد السائحين أن يُمَثِّل عَونًا للجماعات المسيحيّة أيضًا؟
لا شكّ أنَّ السياحةَ جُزءٌ جَوهَرِيٌّ وبالغُ الأهمّيّةِ في الاقتصادِ المصريّ. ولِذا فحينَ يحدث فيهِ انخِفاضٌ، كما في السنوات العشر الماضية أو أَقَلَّ قليلاً، ويتمُّ تسجيلُ تراجُعٍ قَوِيّ في السياحة عمومًا، فإنَّ جميع سُكّانِ مصر يتأثّرون بالصعوبات الاقتصاديّة، وليس فقط مجموعة واحدة منهم. عائلاتٌ كثيرة تعمل في هذا الحقل، وبالتالي فكلّها تتأثَّر اقتصادِيًّا.