حياة الطوباوية مارجريت كاياني

حياة الطوباوية مارجريت كاياني

فضيلة الإيمان في حياة الطوباوية مارجريت كاياني
سياق تقريبي للإيمان
نجد الكتبة والفريسىيين (منشغلين بوجوب قبول الطلاق من عدمه) مر 10 : 8. وجاء رد يسوع واضحا وبلا أدنى شك ((يصبح الاثنان واحدا !)). ثم يلتقي يسوع و((الأطفال)) فالتلاميذ الكبار كانوا ينهرونهم؛ يريدون أن يبعدونهم عن يسوع؛ يقول يسوع ((دعوا الأطفال يأتون إلي لان لهم ملكوت السموات)) مر 10 : 14. ثم يأتي الرجل الغنى الذي يسأل: ((ماذا يجب أن أفعل لأرث الحياة الأبدية ؟ )) وعندما رد يسوع (( اذهب وبع كل ما لديك ثم تعالى واتبعني)) مضى حزينا ! وهنا يحذر يسوع: ((ما أصعب دخول الأغنياء ملكوت الله)) مر 17 –23.
ويعلن يسوع عن ألامه: ((وسيسلمونه إلى رؤساء الكهنة والكتبة)) ((سيحكمون عليه بالموت)) ((وسيبصقون عليه وسيجلدونه وسيقتلونه)). وسأله التلاميذ وأبناء زبدي: ((هبنا أن نجلس في مجدك : واحد عن يمينك؛ وواحد عن يسارك!)) فيجبينهم يسوع: ((أنتم لا تعرفون ماذا تطلبون)) لإتباعي وأي “من أراد أن يصير أولا فيكم؛ فليكن للجميع عبدا” مر 10 : 33-44 .
والخاتمة هي خاتمة أعمى أريحا الذي (( كان جالسا على الطريق يشحذ؛ ليس بالطبع الطلاق ولا إبعاد الأطفال ولا ممتلكاتنا ولا المكان الأول لكن.. عندما يسمع يسوع يمر؛ يبدأ في الصراخ : يا يسوع ابن داود؛ ارحمني )) (( يا معلم أعد لي بصري )). ويرد يسوع : (( اذهب فإيمانك قد خلصك )) مر 10 : 46-52 وذاك بعد إن القي بعباءته بعيد أوقف على قدميه وسار وراء يسوع في الطريق.
وفضيلة الإيمان هي (( الطلب بلا شروط وبشمول وبفرح حتى يعود ألينا البصر )) موجود ويمر ويعود ويعلم ويشفى ويثير العجب؛ الله الذي يخلص ويسوع الذي يحب. يسوع هو النور؛ وقلب يسوع هو الذي يشتعل ويلتهب ويتلو القديس بونافنتورا : (( انهضي أذان
يا نفس المسيح الصديقة اكوني مثل الحمامة التي تضع عشها بين الجدران الدفينة ( قلب يسوع المشقوق ). مثل ( العصفور الذي وجد عشه ) ( لا تتوقفي عن السهر في هذا المزار المقدس ) أسرعي إلى ينبوع الحياة والنور هذا برغبة حية أيتها النفس المكرسة لله وبقوة القلب الحميمة اصرخي إليه : (يا قلب يسوع أعد بصري حتى أرى سطوع نورك الأبدي؛ إن فيك ينبوع الحياة؛ وبنورك نعاين النور) مز36 – 10
ها هو الإيمان كاتحاد حميم للعقل بالحقيقة؛ الاتحاد الذي يوحدنا بالله الكامل الثقة مدخلا إيانا في شركة حياة وفكر لنعيش فيه ! إن الدافع وراء الإيمان هو الله الذي يعمل ويقدسنا ( ويرينا ويثرينا بكيانه؛ ويقدسنا بنوره وهذا النور يتحول إلى قوة وتعزية وسلام.

ممارسة الطوباوية مارجريت كاياني لإيمان :
– لم يكن الإيمان عند إلام مرجريت مجرد فضيلة تمارس؛ ولكنها كانت مسيرة طويلة سلكتها حتى إن أصبح الإيمان هو نمط حياتها؛ فلم تعد تسعى إلى الإيمان بل تحيى الإيمان.
– تركت نفسها تماما لأرداه الله والعناية التي كانت تبحث عنها ببساطة الأطفال حتى أنها في البداية كادت أنها عادت طفلة.
– اتبعت السلطة الكنيسة ببساطه متناهية.
– كانت لديها دائما” الرغبة في الخدمة من أخر مكان؛ وكانت سلطتها ذاتها نتيجة لوعيها وإرادتها في أن تكون الأخيرة.
– لكن عندما يكشف لها قلب يسوع الطريق ( خدمة أفقر الفقراء والأطفال والمرضى والمسنين ) تلقي ((عباءة )) الرسميات وتهب واقفة؛ وتتبع قلب يسوع في طرقات العالم.
كانت إلام مارجريت كاياني لم يكن لديها إيمان فائق الطبيعة فقط؛ بل أظهرته بالكلمة والعمل عندما كان يتعلق الأمر باتخاذ القرارات وتنفيذها أيضا”؛ لم تتبع الاعتبارات البشرية؛ بل تعمل باء رشاد الإيمان الفائق الطبيعة كانت تظهر إيمانها في ثقتها الكبيرة بمعونة العناية الإلهية.
مظاهر خاصة لممارسة الإيمان في حياتها
كان الإيمان يظهر في حياتها من خلال أقوالها وأعمالها وقد ظهر روح الإيمان هذا بنوع خاص في صلاتها ودخولها في مدرسة قلب يسوع.

الصلاة
– كانت الصلاة تمثل العمود الفقري في حياة إلام كاياني وكان عندها احتياج واشتياق دائم لذلك الحضور الإلهي الذي يمنح القوة والتعزية ونعمة.
– كانت إلام كاياني تحب الصلاة الشفهية أكثر من الصلاة العقلية وهى في المرضى أحبت هذا النوع من الصلاة؛ وتبقى حتى الآن ملاحظاتها التي دونتها عن التأملات. وحديثها كان مليئا بالروح الفائق الطبيعة؛ وكل إشاراتها مرتبطة بأحداث ذات طابع ديني وترى أن روح الأيمان فيها كان ظاهرا جدا” كان اللجوء إلى الصلاة شيئيا معتادا عندها قبل القيام بأي عمل؛ إن تركيزها واتحادها بالله كأنها تحت تأثير الهام سماوي كانت تشترك في أعمال الرحمة الجماعية بطريقة نشطة ومثالية.

شهادة من بعض الراهبات تقول :
(( سمعت من الراهبات المسنات إن سلوك إلام كاياني في الكنيسة كان مدرسة فصيحة من الحماس والوقار فقد كانت تصلي بكامل شخصها وبكامل روحها بلا إي تشتت وشهادة أخرى عنها وعن شده استغراق خادمة الله في الصلاة والتأمل (( رأيتها تصلى في الكنيسة وجهها يلتهب حرارة وجدتها في بعض الأحيان وهى تتأمل في استغراق شديد لدرجة أنها لم تكن تلاحظ ما يدور حولها وأحيانا كانت تقترب من الذبح وتبدو أنها تتحدث بصوت مرتفع قليلا كما أن هناك شخص حاضر ا أمامها )).
في مدرسة يسوع
إن إلام كاياني؛ كانت تشعر بصغرها وبكل تواضع كانت في تلهف شديد لقلب يسوع ويبدو أنها تقول : لقد أرسلني الأب لأساعد البشر حتى يخلصون. وبالتالي فالتزام إلام و راهباتها نحو البشر كان بتعليمهم سبل الله وتعزيتهم في ضعفهم ومساعدتهم في عجزهم.
(( إن راهبات قلب يسوع المقدس من تأملهن قلب يسوع ينهلن القوة والحرارة كي يتممن دائما” بكل تواضع وبساطة وفرح الرسالة المحددة إلي أوكلت إليهن لابد من انجازها )).
ومن هنا يكون مدخلها إلى مدرسة قلب يسوع هو :
1-مدرسة الحب هي اعتناق الصليب الذي يرسله لك الرب.
2-حب الفادي يعني إن الآلام هي درر ثمينة.
3-الحب الرحيم : (( كنت سعيدة بالألم بدون إن يعرف احد ذلك )).

روح الرهبنة
إن الروح الذي يجب أن يحي أعضاء هذه الجماعة الرهبانية هو روح قلب يسوع المقدس ذاته الذي يحب ويفدي؛ روح التواضع والعذوبة والتضحية لذلك ستتخذ الراهبات هذا المثال الإلهي قدوة في كل أعمال وعلى مثاله وحبا” له سيضحين بذاتهن بسخاء لخلاصهن ولخلاص النفوس. لذلك سيفرحن حتى وسط المضايق والآلام عندما يستطعن ممارسة خدمة المحبة ليس في قيامهن بتعليم وتربية الصبايا في المدرسة فقط بل وأيضا” في تعزيتهن للحزانى وإعادتهن للنفوس المنحرفة إلى جادة الصواب؛ ومساعدة المحتضرين للقيام كمسيحيين بالخطوة الكبرى من الزمن الحاضر إلى الأبدية؛ وسينسين وذاتهن من اجل خير النفوس؛ بدون الاستسلام إلى لا مبالاة و جحود العالم؛ الذي يسعى في هذه الأزمنة اللعنة إلى إرهاق وتحطيم نفوس إتباع يسوع الناصري. إن بنات قلب يسوع الأقوياء بقوة الله ذاتها يقدن الجميع إلى حضن حبه. إن العالم لا يسامح من يقوم بتضحيات بأي شكل من الإشكال؛ حتى ينتزع النفوس من الله؛ وتضاعف الراهبات من صلاتهن وحماسهن وشجاعتهن لإعادة تلك النفوس إلى الله. ولتتذكر الراهبات حكمة احد القدسيين التي تقول (( إن من بين أكثر الأمور إلهية هو التعاون مع الله لخلاص النفوس )).
النفوس بطريقة فعالة إلى جانب الصلاة والعمل من الضروري إعطاء المثل الصالح.
وليتعبن إذن ليصبحن راهبات حقيقيات؛ وان يكون سلوكهن بلا عيب إمام الجميع. وفي كل إعمالهن تستطع فضيلة المحبة و روح إنكار الذات. وتشيها ” بقلب يسوع الإلهي فليحملن السلام والبركة أينما حللن وأينما أقمن.

الممارسة الملموسة كما أرادتها إلام مرجريت كاياني
إن إلام المؤسسة ( قبلت إسرار قلب يسوع الحبيب و أرادت إن تتعمق فيه وتعلن كنوز رحمته إلا متناهية؛ وتعلمت طريق التضحية وجعلت من نفسها محبة وضحية وعابدة دائمة.
كما أرادت إلام كاياني بدافع محبة ذلك القلب الذي وهب ذاته والمطعون من اجل خلاص العالم؛ أن تملأ بحب تعويضي فراغ حب الإنسانية الخاطئة و إن تقوم برسالة محددة ألا وهى قبول وتشجيع وخلاص الإنسان مهما كلف الثمن.
لهذا السبب موهبة الرهبنة التي تتقاسمها الراهبات الأوائل والمعتمدة من السلطة الكنيسة المختصة؛ تتحقق في الكنيسة عن طريق خدمة المحبة نحو الجميع ولنتذكر يو 12 : 47 ( إن سمع احد كلامي ولم يؤمن فانا لا أدينه؛ لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم ).
نريد نحن منقادات إلى الروح القدس أن نواصل في الكنيسة موهبة أمنا الأولى كي نصير مثلها محبات ومعوضات للقلب الإلهي المحب.
وفي تأمل قلب يسوع نحتذي بتوق الأم المؤسسة ملتزمات بالعيش بروح تواضع بسيط يحملنا إلى التمتع بالله؛ حتى لو رأينا أنفسنا منسيات وغير مفهومات واعتبرونا الأخريات.
ونحن المدعوات لإصلاح والتعويض نقبل بإيمان كل حافز من الروح؛ حتى نتحول إلى أسر تعمل لإصلاح والتعويض لنتعاون بتقديم كل وذاتنا وكل أعمالنا فداء لإنسان وللخليقة وفق المخطط الذي أراده الله الأب في المسيح الفادي.
نريد أن نعيش موهبتنا في الأخوية بحياة مبنية على الحب؛ وننوي التعبير عن السر الخلاصي للمسيح في تسبيحه الدائم لله؛ وفي بذل ذاته الكامل لإنسانية بحياة صلاتنا؛ وبتضحيتنا وبمحبتنا الملموسة في التبشير ورعوية التربية؛ وفي أعمال المساعدة و في التعليم المسحي بالرعايا بتفضيل الآخرين وفي تسمية بالراهبات الفرنسيسكانيات لقلب يسوع الصغيرات تكمن بعض الجوانب من هويتنا.

الطبيعة الداخلية لحب يسوع
إن يسوع قدم ذاته وأخفاها في أن واحد؛ قدم ذاته في واقع حضوره وأخفاها في مظاهر الأسرار؛ وذلك يعني للوصول إلى مشاهدته علينا نبتدئ بالدخول إلى الفهم الداخلي لهبته السرية.
إذا أردنا الفهم والتمتع بشيء ما علينا الدخول إلى المنطقة التي تعلو الحثيات للسر الإفخارستيا. وتكفي أحاديث العشاء الأخير برهان” لنا على ذلك؛ وهذا الدفق الذي يقودنا إلى الصداقة الحميمة مع المسيح يسوع علينا أن نتذكره ! كما علينا أن نتذكر الانطباعات الروحية أكثر من الأسرار الأخيرة التي؛ أسر بها يسوع إلى أصدقائه في الساعة التي العشاء الإفخارستيا وقبل ألامه التي لا مفر منها؛ تلك الانطباعات التي أثارت في قلوبنا بالطبع في لحظات أخرى مشاعر من العبادة عميقة.
وعلينا أيضا ” أن نؤكد عزمنا من جديد على استئناف القراءة المتأنية والصامتة لتلك الانطباعات والتأمل النفاذ والساحر فيها.
خاتمة
هاهو مدرسة قلب يسوع عند الآم كاياني
1-تعالوا إلي مدرستي (تعلموا مني !)
2-لأني ( وديع ومتواضع القلب )
3-و (ستجدون راحة لنفوسكم ) مت 11 : 29
خاتمة القديس بولس ( إن حملي هين ونيري خفيف ) غلا 20:2
ضمان يسوع : ( إن حملي هين ونيري خفيف ) مت 11: 30
حياة الصلاة ودخول في مدرسة يسوع كشف لنا عن إيمان إلام مرجريت كاياني؛ فعليها تنطبق كلمة يسوع التي قالها للمرأة الكنعانية (عظيم هو إيمانك أيتها المرأة).

راهبات صغيرات القلب الأقدس الفرنسيسكانيات