خبز الحياة والقيامة :  تأمل في قراءات السبت 10 مايو 2014 الموافق 15 بشنس 1730

خبز الحياة والقيامة : تأمل في قراءات السبت 10 مايو 2014 الموافق 15 بشنس 1730

خبز الحياة والقيامة

مَنْ يؤمِنُ بي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ

تأمل في قراءات السبت 10 مايو 2014 الموافق 15 بشنس 1730

الأب/بولس جرس

 

نص الإنجيل

“الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: مَنْ يؤمِنُ بي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ. أنا هو خُبزُ الحياةِ. آباؤُكُمْ أكلوا المَنَّ في البَرِّيَّةِ وماتوا. هذا هو الخُبزُ النّازِلُ مِنَ السماءِ، لكَيْ يأكُلَ مِنهُ الإنسانُ ولا يَموتَ. أنا هو الخُبزُ الحَيُّ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ. إنْ أكلَ أحَدٌ مِنْ هذا الخُبزِ يَحيا إلَى الأبدِ. والخُبزُ الذي أنا أُعطي هو جَسَدي الذي أبذِلُهُ مِنْ أجلِ حياةِ العالَمِ”.فخاصَمَ اليَهودُ بَعضُهُمْ بَعضًا قائلينَ:”كيفَ يَقدِرُ هذا أنْ يُعطيَنا جَسَدَهُ لنأكُلَ؟”. فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ لم تأكُلوا جَسَدَ ابنِ الإنسانِ وتشرَبوا دَمَهُ، فليس لكُمْ حياةٌ فيكُم. مَنْ يأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ، لأنَّ جَسَدي مأكلٌ حَقٌّ ودَمي مَشرَبٌ حَقٌّ. مَنْ يأكُلْ جَسَدي ويَشرَبْ دَمي يَثبُتْ فيَّ وأنا فيهِ.” (يوحنا 6: 47- 56).

نص التأمل

“أنا هو الخُبزُ الحَيُّ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ. إنْ أكلَ أحَدٌ مِنْ هذا الخُبزِ يَحيا إلَى الأبدِ”

بالطبع سبق وـاملنا في هذا النص مرارا وما احدثه من صراع وصدع بين يسوع واليهود عامة

ويسوع والفريسيين على وجه الخصوص ويسوع والكثير من التلاميذ الذين كانوا يتبعونه بصورة شكلية

وحينها نذكرجميعا كيف التفت يسوع إلى الإثنى عشر وسألهم:

” أتريدون انتم ايضاأن تمضوا؟” فأجابه حينها وكعادته بطرس على لسان الجميع :

” يا رب غلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك، نحن ” علمنا ونعرف”

أنك انت المسيح ابن الله وان عندك كلام الحياة…

يجب ان نتوقف إذن طويلا أمام هذا الموقف البالغ الأهمية من قبل يسوع

حيث نعرف جميعا كم احب خاصته الذين في العالم ” التلاميذ”

احبهم الى المنتهى واسلم ذاته من أجلهم ونحن،

لكنه مستعد وإلى اليوم ان يتنازل متألماً عن هذا الحب وعن تلك التبعية

إذ لم يقبولنه في هذه الصورة الشديدة التعقيد والغموض:

–       “الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: مَنْ يؤمِنُ بي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ: بينما هم وآبائهم يموتون وماتوا

           فكيف يهب وحده الحياة الأبدية لمن يؤمن به؟ والحياة والأبدية لله وحده؟

–        أنا هو خُبزُ الحياةِ.: كيف يجرؤ انسان ان يقدم نفسه بهذه الصورة الفريدة

          ولماذا يصر عليها بذلك الإلحاح برغم الرفض وعدم القبول؟

–       آباؤُكُمْ أكلوا المَنَّ في البَرِّيَّةِ وماتوا: أنت تعرف الكتب وتعرف الآباء وتعرف تاريخ حياتهم وموتهم

          فهل تظن نفسك أعظم منهم وقد نالوا من خيرات المواعيد

       فعبروا البحر وشربوا من الصخرة ماء وعاشوا في البرية

       يقوتهم الرب ويظلل عليهم نهارا وينيرهم ليلا

        ومع ذلك ماتوا…من تظن نفسك؟

–        هذا هو الخُبزُ النّازِلُ مِنَ السماءِ: تشير لنفسك ب” هذا” وتؤكد المعني ب ” أنا” …

        فلنتفرض أننا قبلنا إياك وبنزولك أيضا من السماء…

      لكن انت إنسان ولست خبزا،  انت جسد حي ولست رغيفا،

       أنت كائن يتنفس  ولست خبزا من قمح

     زرعناه وحصدناه وطحناه وعجناه وخبزناه ونأكله ونهضمه… إلخ

        اي علاقة بينك وبين الخبز إذن نحن لا نفهم؟

–        لكَيْ يأكُلَ مِنهُ الإنسانُ ولا يَموتَ: الإنسان لا ياكل إنساناً آخرهكذا علمتنا منذ البدء

          لسنا نحن على الأقلمن يأكل لحوم البشر، أنت تعلم مقدار تعففنا

          فكيف نأكلك وما علاقة هذا النوع من التغذية

         بالنجاة من الموت؟ هل هذا أمر يصدقه عقل؟

–       أنا هو الخُبزُ الحَيُّ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ: ها انت تصر وتلح وتكرر

        لتؤكد المعني المقصود وهو ليس رمزي أو صوري

        ولا هو مثل او تشبيه ولا هو معنى روحي مجرد عن أي صلة بالوقع.!!!!!

–        إنْ أكلَ أحَدٌ مِنْ هذا الخُبزِ يَحيا إلَى الأبدِ: كيف يا سيدي؟؟؟

        نحن مستعدون لأكل اي نوع من الخبز تقدمه

       بل وقد سبقنا وطالبناك ” يا سيد أعطنا في كل حين من هذا الخبز”

       ونحن مستعدون لعمل أي شيء للوصول إلى الحياة الأبديه …

       ههنا يمكن أن نلتقي هلم ….زدنا إيضاحا فنزداد إيمانا

–        والخُبزُ الذي أنا أُعطي هو جَسَدي: يا إله السماوات والأرض

        لماذا تشط بنا بعيدا بعد أن كنا قد التقينا في المطلوب

        ( الخبز الحي) والهدف ( الحياة الأبدية)

       فما علاقة جسدك بالموضوع؟ اتعبت قلوبنا

–        الذي أبذِلُهُ مِنْ أجلِ حياةِ العالَمِ”: يا للتعقيد والتركيب العجيب

       وما دخل العالم بنا نحن اليهود شعب الله المختار؟

        وكيف يبذل إنسانا أيّا كان  شخصه، جسده

        ليأكله العالم خبزا حياً فيحيا ؟؟

      عفوا لا نستطيع ان نفهم ما الداعي لكل التعقيد هذا 

      رافة بعقولنا وسامح ضعف منطقنا وقلة استيعابنا

–       “كيفَ يَقدِرُ هذا أنْ يُعطيَنا جَسَدَهُ لنأكُلَ؟”: جعلت الخصام يقع بيننا

        والشك والخلاف يحلقان في قلوبنا ونفوسنا وحياتنا..كيف كيف كيف ؟؟؟.

 فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”

“الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ لم تأكُلوا جَسَدَ ابنِ الإنسانِ وتشرَبوا دَمَهُ، فليس لكُمْ حياةٌ فيكُم. مَنْ يأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ، لأنَّ جَسَدي مأكلٌ حَقٌّ ودَمي مَشرَبٌ حَقٌّ. مَنْ يأكُلْ جَسَدي ويَشرَبْ دَمي يَثبُتْ فيَّ وأنا فيهِ.”

اؤمن يا سيدي فأعن ضعف إيماني