خرجتُ مِنْ اللهِ وأتَيتُ إلى العالم  تأمل في قراءات الجمعة  9 مايو 2014 الموافق 14 بشنس 1730

خرجتُ مِنْ اللهِ وأتَيتُ إلى العالم تأمل في قراءات الجمعة 9 مايو 2014 الموافق 14 بشنس 1730

خرجتُ مِنْ اللهِ وأتَيتُ إلى العالم

تأمل في قراءات الجمعة  9 مايو 2014 الموافق 14 بشنس 1730

الأب/بولس جرس

نص الإنجيل

“فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”مَتَى رَفَعتُمُ ابنَ الإنسانِ، فحينَئذٍ تفهَمونَ أنِّي أنا هو، ولستُ أفعَلُ شَيئًا مِنْ نَفسي، بل أتكلَّمُ بهذا كما عَلَّمَني أبي. والذي أرسَلَني هو مَعي، ولم يترُكني الآبُ وحدي، لأنِّي في كُلِّ حينٍ أفعَلُ ما يُرضيهِ”.وبَينَما هو يتكلَّمُ بهذا آمَنَ بهِ كثيرونَ. فقالَ يَسوعُ لليَهودِ الذينَ آمَنوا بهِ:”إنَّكُمْ إنْ ثَبَتُّمْ في كلامي فبالحَقيقَةِ تكونونَ تلاميذي، وتعرِفونَ الحَقَّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ”. أجابوهُ:”إنَّنا ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ، ولم نُستَعبَدْ لأحَدٍ قَطُّ! كيفَ تقولُ أنتَ: إنَّكُمْ تصيرونَ أحرارًا؟”.أجابَهُمْ يَسوعُ:”الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعمَلُ الخَطيَّةَ هو عَبدٌ للخَطيَّةِ. والعَبدُ لا يَبقَى في البَيتِ إلَى الأبدِ، أمّا الِابنُ فيَبقَى إلَى الأبدِ. فإنْ حَرَّرَكُمْ الِابنُفبالحَقيقَةِ تكونونَ أحرارًا. أنا عالِمٌ أنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إبراهيمَ. لكنكُمْ تطلُبونَ أنْ تقتُلوني لأنَّ كلامي لا مَوْضِعَ لهُ فيكُم. أنا أتكلَّمُ بما رأيتُ عِندَ أبي، وأنتُمْ تعمَلونَ ما رأيتُمْ عِندَ أبيكُمْ”. أجابوا وقالوا لهُ:”أبونا هو إبراهيمُ”. قالَ لهُمْ يَسوعُ:”لو كنتُم أولادَ إبراهيمَ، لكُنتُمْ تعمَلونَ أعمالَ إبراهيمَ! ولكنكُمُ الآنَ تطلُبونَ أنْ تقتُلوني، وأنا إنسانٌ قد كلَّمَكُمْ بالحَقِّ الذي سمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذا لم يَعمَلهُ إبراهيمُ. أنتُمْ تعمَلونَ أعمالَ أبيكُمْ”. فقالوا لهُ:”إنَّنا لم نولَدْ مِنْ زِنًا. لنا أبٌ واحِدٌ وهو اللهُ”.فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”لو كانَ اللهُ أباكُمْ لكُنتُمْ تُحِبّونَني، لأنِّي خرجتُ مِنْ قِبَلِ اللهِ وأتَيتُ. لأنِّي لم آتِ مِنْ نَفسي، بل ذاكَ أرسَلَني. (يوحنا 8: 28- 42).

نص التأمل

خرجتُ مِنْ اللهِ وأتَيتُ إلى العالم

ما أجمل الوصف وما أدق الكلمات وما أعمق المعاني

عندما أراد الرب  أن يخلصنا أتى إلينا  على الأرض

ورأيناه بالأمس  يصف هذه العملية الدقيقة

هذا الحدث الذي حدد مصير الكون وغير التاريخ البشري

بكلمة  “خرجت ” هذا هو التعبير الذي اختاره لتصوير تجسده العجيب

حقا خرج من الله فهو بالحقيقة إله من إله ونور من نور

وكما يخرج النور من مصدر النور خرجت ايها النور الحقيقي.

من منبع الأنوار من مصدر الضياء، كخروج الشعاع من الشمس

وحين أراد ان يرفعنا اليه قال “نزلت” ليصف عملية الهبوط إلى الأسفل

وكما يهبط شعاع خرج من الشمس على الأرضكذلك نزل إلينا المخلص

لكن الشعاع يغيب حين تغيب الشمس بينما شمس الآب لا تعرف غروبا

ونور الشعاع يختفي بغروب شمسه لكن نور الكلمة

المتجسد فينا لا يغلبه موت  ولا يعرف  غيابا ولا يخفيه أفول.

وها قد اتم الرسالة واكمل مشيئة ابيه مصدره، منبعه، ومرسله

وقد سبق واعلنها ” ما جئت لأعمل مشيئتي بل مشيئة من ارسلني واتمم عمله”

وحين شعرت حين رفعناه على الصليب أنه اتم كل شيء

حينئذ اعلنها واضحة جليه من فوق الصليب  ” قد أُكمل”

فتقبل أبوه الذبيحة وانفتحت الأبواب الدهرية ليدخل كما خرج

وليرتفع كما نزل وليظل إلى الأبد ملكا للمجد ورباً للدهور.

حقا قد أُكمل الفداء لنا ايضا واليوم نستطيع أن نقول بلا إدعاء

نحن اولاد الله فبموته على الصليب حقق نبؤة اليهود

” لنا أبٌ واحِدٌ وهو اللهُ”

وبفداءه الذي تم علمنا كيف نحقق نبؤته وطلبته هو:

“لو كنتُم أولادَ إبراهيمَ، لكُنتُمْ تعمَلونَ أعمالَ إبراهيمَ”

أي أن نتيع إيمانه القوي وتسليمه المطلق وثقته العمياء في الذي دعاه ووعده

كما اتبع يسوع مشيئة من ارسله وتمم عمله

وأن نعيش كل يوم إرادته التي هي صلاته من اجلنا:

 “لو كانَ اللهُ أباكُمْ لكُنتُمْ تُحِبّونَني”

وهذه وصيتي ان يحب بعضكم بعضا”

نعم يا سيدي نحبك نؤمن بك نتبعك

وبين يديك بهدوء وحنان نستودع حياتنا

لأننا نحن ايضا من جنبك المطعون خرجنا

وإلى صدرك الحنون نبتغي أن نعود