خمسة مليار شخص يجهلون المسيح

خمسة مليار شخص يجهلون المسيح

مقابلة مع عميد مجمع تبشير الشعوب

روما، الجمعة 2 مارس 2012 (zenit.org)

إنّ رئيس مجمع تبشير الشعوب الكاردينال الايطالي فرناندو فيلوني مسؤول عن ما يقارب من 40 % الأماكن التي تتواجد فيها الكنيسة الكاثوليكية في العالم ويخضع نحو ألف أسقف لولايته. بعد أن عيّن كاردينالاً يوم 19 فبراير، ناقش في مقابلة مع زينيت دعوة الكنيسة التبشيرية.
زينيت: ما هو شعورك بعد أن عينك البابا كاردينالاً؟
الكاردينال فيلوني- لم أتفاجأ بتسميتي كاردينالًا لأنّ جميع رؤساء مجمع تبشير الشعوب السابقين كانوا كرادلة. ولكني أشعر بعرفان كبير. أعتقد أنّ البابا أراد تأكيد تقديره للمجمع، ولجميع الأشخاص الذين يهبون حياتهم من أجل الانجيل.
ويرتبط “لقبي” بأبرشية سيدة كوروموتو في سان جيوفاني دي ديو، إذ لكلّ كاردينال “لقب” بحيث يصبح عضوًا في إكليروس مدينة روما. ويساعد الكاردينال البابا في خدمته الرعوية وفي خدمة الكنيسة جمعاء وفقًا للتقاليد القديمة التي تنصّ على أنّ الكرادلة هم أعضاء في أبرشية البابا. والارتباط بكنيسة يعني إشراك جميع المؤمنين في الصلاة وفي دعم البابا.
أمّا على الخاتم الذي يقدّمه البابا فيمثّل شخصيتي القديس بطرس والقديس بولس لأنّهما يعتبران شهيدي الايمان. بطرس بواسطة إيمانه وبولس بواسطة وعظاته. كما ورسمت نجمة صغيرة ترمز للايمان.
طلب البابا في رسالته من الكرادلة عدم إتباع “منطق العالم” بل منطق يسوع. كيف فهمت هذه الرسالة؟
يعتبر البابا أنّ الكنيسة لا تكتفي بذاتها فهي وسيلة أوجدها يسوع ليعرف العالم الانجيل وبالتالي للتقرب من الله. فرسالتها إذًا هي التبشير بالانجيل. وإن كان التبشير قبل خمسين سنة قد اقتصر فقط على المؤسسات الدينية، فهو الآن رسالة الكنيسة بأكملها. والتبشير ضروري لأنّ أكثر من 5 مليار شخص يجهل يسوع. ومن هنا أهمية الايمان فمن لا يحبّ إيمانه ويثق به لا يملك القوّة والدافع ليبشّر.
تعاني الكنيسة في كثير من الأماكن لأن اعضاءها معرضين للاضطهاد أو طردوا من أرضهم، ولا يمكنهم عيش دينهم. ما نظرة الكنيسة للاستشهاد في العالم اليوم؟
يستشهد الكثير من أعضاء الكنيسة ويضطهدون بسبب إخلاص الكنيسة للربّ فمن الطبيعي أن لا تنفصل الكنيسة عن الشهادة الممتلئة أحيانًا بالدم.
فخلال حرب العراق مثلاً لم نفكّر بالاستشهاد بل برسالتنا فكانت مسؤوليتي الحفاظ على إتحاد الأساقفة والكهنة والمؤمنين. فإنّ المسيحيين في العراق قدموا شهادة رائعة للكنيسة جمعاء وللشعب العراقي إذ إنّ الكهنة لم يغادروا أبرشياتهم ورعياتهم بل فتحوا الأبواب للاجئين المسيحيين والمسلمين.
في الصين وكوريا الشمالية وفيتنام لا يسمح للمؤمنون بالتعبير بحرية عن معتقداتهم الدينية. هل هناك أي تقدّم في هذه البلدان؟
يختلف هذا المجتمع تمامًا عن مجتمعنا والكنيسة تمثّل الأقلية في هذه البلدان. فلا تفرض الكنيسة نفسها بل تطالب بحرية الانسان والايمان. ولن نفقد الأمل بل تستمرّ الكنيسة على التأكيد للحكومات أنّ لا خوف من الكاثوليكيين فهم موالون لبلادهم ولحكوماتهم ولكنّهم يطالبون بحرية الايمان والصلاة.
ما هي الرسالة التي ترسلها للمرسلين قراء زينيت؟
نحن نقدر ونفتخر برسالتكم ونحن هنا لمساعدتكم وتقديم الدعم. أحيانًا ننجح كثيرًا وأحيانًا ننجح أقلّ ولكنّ هذا هو جزء التطور الطبيعي. أنتم الجزء الأكثر أهمية والأجمل في النشاط الكنسي. أنتم الجزء الأفضل من مجمع تبشير الشعوب.