دعوة إلى النّورُ والحياة :  تأمل في قراءات الأحد 18 مايو 2014 الموافق 23 بشنس 1730

دعوة إلى النّورُ والحياة : تأمل في قراءات الأحد 18 مايو 2014 الموافق 23 بشنس 1730

دعوة إلى النّورُ والحياة

النّورُ معكُمْ زَمانًا قَليلاً بَعدُ، فسيروا ما دامَ لكُمُ النّورُ لِئلا يُدرِكَكُمُ الظَّلامُ

تأمل في قراءات الأحد 18 مايو 2014 الموافق 23 بشنس 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”النّورُ معكُمْ زَمانًا قَليلاً بَعدُ، فسيروا ما دامَ لكُمُ النّورُ لِئلا يُدرِكَكُمُ الظَّلامُ. والذي يَسيرُ في الظَّلامِ لا يَعلَمُ إلَى أين يَذهَبُ. ما دامَ لكُمُ النّورُ آمِنوا بالنّورِ لتصيروا أبناءَ النّورِ”. تكلَّمَ يَسوعُ بهذا ثُمَّ مَضَى واختَفَى عنهُمْ.ومع أنَّهُ كانَ قد صَنَعَ أمامَهُمْ آياتٍ هذا عَدَدُها، لم يؤمِنوا بهِ، ليَتِمَّ قَوْلُ إشَعياءَ النَّبيِّ الذي قالهُ:”يارَبُّ، مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنا؟ ولمَنِ استُعلِنَتْ ذِراعُ الرَّبِّ؟”. لهذا لم يَقدِروا أنْ يؤمِنوا. لأنَّ إشَعياءَ قالَ أيضًا: “قد أعمَى عُيونَهُمْ، وأغلَظَ قُلوبَهُمْ، لِئلا يُبصِروا بعُيونِهِمْ، ويَشعُروا بقُلوبِهِمْ، ويَرجِعوا فأشفيَهُمْ”. قالَ إشَعياءُ هذا حينَ رأَى مَجدَهُ وتكلَّمَ عنهُ. ولكن مع ذلكَ آمَنَ بهِ كثيرونَ مِنَ الرّؤَساءِ أيضًا، غَيرَ أنهُم لسَبَبِ الفَرِّيسيِّينَ لم يَعتَرِفوا بهِ، لِئلا يَصيروا خارِجَ المَجمَعِ، لأنَّهُمْ أحَبّوا مَجدَ الناسِ أكثَرَ مِنْ مَجدِ اللهِ.فنادَى يَسوعُ وقالَ:”الذي يؤمِنُ بي، ليس يؤمِنُ بي بل بالذي أرسَلَني. والذي يَراني يَرَى الذي أرسَلَني. أنا قد جِئتُ نورًا إلَى العالَمِ، حتَّى كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بي لا يَمكُثُ في الظُّلمَةِ. وإنْ سمِعَ أحَدٌ كلامي ولم يؤمِنْ فأنا لا أدينُهُ، لأنِّي لم آتِ لأدينَ العالَمَ بل لأُخَلِّصَ العالَمَ. مَنْ رَذَلَني ولم يَقبَلْ كلامي فلهُ مَنْ يَدينُهُ. الكلامُ الذي تكلَّمتُ بهِ هو يَدينُهُ في اليومِ الأخيرِ، لأنِّي لم أتكلَّمْ مِنْ نَفسي، لكن الآبَ الذي أرسَلَني هو أعطاني وصيَّةً: ماذا أقولُ وبماذا أتكلَّمُ. وأنا أعلَمُ أنَّ وصيَّتَهُ هي حياةٌ أبديَّةٌ. فما أتكلَّمُ أنا بهِ، فكما قالَ لي الآبُ هكذا أتكلَّمُ”.(يوحنا 12: 35-50).

نص التأمل

دعوة إلى النّورُ والحياة

الديانة المسيحية هي دعوة للحياة ملء الحياة

” إنما جئت لتكون لهم الحياة وتكون لهم أوفر”

وهي دعوة فريدة من نوعها

وهي وإن وجدت بصورة باهتة في باقي الأديان إلا أنهه تظل

” يوتوبيا” أي الحلم  بعيد المنال مستحيل التحقق …

اما في المسيحية فالدعوة إلى النور والحياة

هي دعوة ثالوثية مؤسسة على كيان الله ذاته:

فالآب هو من يختار المدعوين إليها ويهبهم نعمته

والإبن هو الذين بدمه الثمين يخلصهم ويفتديهم

والروح القدس هو من يقدسهم ويكرسهم لهذه الدعوة

لذا فمسيح اليوم القائم والممجد إذ يعلن نفسه ” الطريق والحق والحياة”

يدعو كل من يؤمن به إلى الحياة ،

وحياته حياة أبدية لا تعرف غروبا

فهي حياة غلبت الموت بالقيامة ولا يعرف الموت إليها طريق…

لذا يؤكد القديس بولس في رسالة تسالونيكي أن هذه الدعوة خاصة وشخصية

” فإن الإيمان ليس للجميع” بمعنى أن هناك عملية فرز واختيار وانتقاء

وهذا ليس معناه الأفضلية والإمتياز بل النعمة المجانية بالدعوة والاختيار.

والعمل الشاق تجاوبا مع هذه العطية الفريدة الثمينة

المسيح نور العالم المنير في كنيسته المنيرة

يطلب من كل المسيحيين المؤمنين به ان يكونوا هم أنفسهم

نورا للعالم وملحاً للأرض وهذا يتم بطريقة واحدة: الإيمان به واتباعه والتمسك بتعاليمه السامية