رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في لبنان

نحتاج الى إعلام مسيحي يساعد على صنع نسيج العيش معاً والحوار بين الثقافات والأديان

مقابلة مع المطران بشارة الراعي

– أوسيب لبنان أجرى موقع أوسيب

لبنان مقابلة خاصة مع رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بشارة الراعي، في إطار المؤتمر العالمي المنعقد في روما الذي نظمه المجلس الحبري لوسائل الاتصالات الاجتماعية تحت عنوان “وسائل الإعلام الكاثوليكية في العصر الرقمي” من 4 ولغاية 7 تشرين الأول 2010 .

بداية كيف تقيّم هذا المؤتمر ؟

فتح المؤتمر أمامنا آفاق واسعة لراعوية وسائل الإعلام، وبخاصة الصحافة الكاثوليكية والمسيحية.

أدركنا من جديد قيمة الوسائل الإعلامية وتقنياتها لنقل الحقيقة والقيم والخبر البناء، ولتكوين رأي عام واعٍ وموضوعي. وإتضح لنا مسؤولية إستخدام وسائل الإعلام لنعلن سر المسيح والكنيسة، وسر الإنسان، ومعنى التاريخ، ولكي نصغ إلى أصوات شعبنا والعالم ونعطي أجوبة مسؤولة وملائمة لخطاب يكلم عقل الإنسان اليوم وقلبه.

وضعنا المؤتمر في إتصال مباشر مع أوضاع الصحافة الكاثوليكية ووسائل الإعلام في مختلف مناطق العالم، من خلال الممثلين عن 85 بلداً فأدركنا حقيقة أن “العالم أصبح قرية كبيرة” بفضل وسائل الإعلام وتقنياتها، وإن الكنيسة مدعوة لتكون صاحبة حضور فاعل ومتفاعل مع هذه “القرية الكبيرة”.

أي رسالة حملتم عن الإعلام في لبنان ؟

أطلعنا المشاركين في المؤتمر على واقع الصحافة ووسائل الإعلام في لبنان، التي تتكلم بإسم المجتمع اللبناني وبإسم الكنيسة في لبنان، وتخاطب العالم العربي وتعبر عن مواقفه، هو الذي يعاني من حرمانه حرية التعبير والرأي.

وأوضحنا كيف أن الكنيسة لا تحتاج الى صحف كاثوليكية يومية، لأن كل الصحف اليومية المسيحية والإسلامية تنقل ما تقوله الكنيسة، وأخبار الكنيسة. وهذه ميزة خاصة في لبنان، وتشكل فرادته وغناه.

وبيّنا أيضاً أن الكنيسة في لبنان تنقل، عبر وسائل الإعلام، الخاصة بها وسواها، فضلاً عن تعليمها الروحي والكنسي والليتورجي والعلمي واللاهوتي، موقفها ورأيها في الشؤون الوطنية والسياسية.

ولذلك يترقب الجميع مسيحيون ومسلمون وسياسيون وديبلوماسيون، داخلياً وإقليمياً ودولياً، صوت الكنيسة حول الشؤون العامة المطروحة.

كيف ستتابع اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في لبنان نتائج هذا المؤتمر ؟

نتابع نتائج المؤتمر بعقد لقاء مع المسؤولين عن الإعلام المسيحي لوضع خطة عمل فاعلة لراعوية وسائل الإعلام ، نتابعها بإعطائها الوسائل الإعلامية وسائر تقنياتها مضمون أغنى، يكون على مستوى تقدم التقنيات وكلفتها. ونتابعها بنوع خاص من خلال سماع أصوات الشباب والعائلات والشعب، المعبّر عنها في مختلف التقنيات الإعلامية، ومن خلال إعطاء أجوبة ملائمة لتطلعاتهم وإنتقاداتهم وإقتراحاتهم ورغباتهم.

نتابعها بالتعاون الوثيق مع المسؤولين عن الإعلام الكنسي، من خلال اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، لكي تكون صوتاً واضحاً وموحداً وموضوعياً للكنيسة في لبنان، عبر كل مؤسسة إعلامية وفقاً لموهبتها وحقل عملها وتنظيمها وهيكليتها.

ونتابعها عندما نعمل بهدفين أساسيين :

– إعلان صوت الكنيسة والحقيقة.

– تكوين رأي عام واعٍ وموضوعي ومسؤول.

أي دور للإعلام المسيحي اليوم في لبنان ؟

إن لبنان الذي يزخز بالوسائل الإعلامية وتقنياتها، يحتاج حاجة ماسة إلى إعلام مسيحي يقول كلمة الحق التي تبين وتحرر وتجمع. فالإعلام المسيحي يكون مسيحياً بمقدار ما يستمر بالحقيقة التي أعلنها يسوع المسيح، وهي حقيقة الله والإنسان والتاريخ.

نحتاج إلى إعلام مسيحي يتكلم بوضوح لغة إنسان اليوم من حيث الشكل والأسلوب وتنوع المواضيع وجدّتها، على أساس من الثوابت اللاهوتية والأخلاقية والوطنية.

نحتاج الى إعلام مسيحي يتلاءم في طرحه وخطابه ومضمونه المتغيرات السريعة والمتواصلة في وجه مجتمعنا وفي طريقة عيش شعبنا الذي تطغو عليه تغييرات عدة، والروح الإستهلاكية، إلى جانب إبتعاد ملحوظ عن الممارسة الدينية وعن القيم الأخلاقية والإجتماعية.

نحتاج الى إعلام مسيحي يساعد على صنع نسيج العيش معاً والحوار بين الثقافات والأديان.

نحتاج الى إعلام مسيحي يتكلم بحرية وواقعية مع العالم العربي على أساس من المحبة والحقيقة.

لا يستطيع المسيحيون في لبنان إهمال دور الإعلام المسيحي وأهمية رسالته