راهبات نوتردام ديزابوتر

سؤال: أنا مؤمنة بالرب يسوع ولي رغبة شديدة في أن أكرس له ذاتي فيا ليتك يا أختي تزيديني من معلوماتك؟

بهذه الكلمات استهلت الفتاة حديثها مع الأخت ماريا أحدى راهبات نوتردام ؟

الجواب: سأكلمك عن رهبنايتنا رهبنة نوتردام ديزابوتر

س: ومن أسس رهبانية نوتردام ؟

أسسها الأب بلانك وهو كاهن غيور محب للفقراء، شغوف عطوف تأثر كثيراً بالظلم الواقع من المستعمرين على أبناء القارة السوداء فقرر أن يمد لهم يد الرحمة بالمساعدة المادية.
والفكرية والروحية وأراد أن يكون له في ذلك شركاء، ولما تعذر على الرجال دخول بيوت الأفريقيين ومقابلة السيدات كان لابد من مثلهن تذهب إليهن لذا كون الآب بلانك جمعية نسائية أسماها ” راهبات نوتردام ديزابوتر ” وجعل هدفها زيارة الأسرة وتعليم المرأة والعناية بالأطفال والتمريض والتعليم وغير ذلك من الخدمات التي يمكن أن تؤديها امرأة ولا يستطيع أن يقوم بها الرجل
ومتى تأسست رهبانيتكم ؟
تأسست سنة 1876 وجاءت على مصر الراهبات الأوائل تقريباً مباشرة بعد هذا التاريخ
وكم عدد الأديرة الآن في مصر ؟
لنا الآن اثنا عشر ديراً. أربعة في القاهرة وأربعة في الصعيد وأربعة أيضاً في الدلتا.
هل جميع الراهبات العاملات في مصر مصريات
كلا لأننا بانتسابنا لجنسيات مختلفة نبرز الطابع الجامعي لكنيسة المسيح، وفي حياتنا معاً علاقة وشهادة للعالم أن في الإنجيل حياة لجميع الجنسيات وجميع البشر
وما عدد الراهبات في الرهبنة في العالم ؟
عدد الراهبات يزيد قليلاً عن ألف ومائتين راهبة من 22 دولة ؟
وما عدد الراهبات المصريات ؟
عدد الرهبات المصريات أكثر من 40 راهبة
هل يعملن جميعاً في مصر ؟ نعم الأغلبية تعمل في مصر، ولكن بعضنا يعمل أيضاً في السودان وساحل العاج ولبنان، والبعض الآخر يدرس اللاهوت في روما. وسواء كنا هنا أو هناك فإن نفس الهدف يجمعنا ونفس الروح تهدينا.
وما هي سائر البلاد التي تعلمن بها
نحن نعمل في أوربا وكندا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وفي بلاد كثيرة من أفريقيا لذلك فعقلية راهباتنا متفتحة على العالم أجمع وروحانيتنا مسكونية كما أننا نسعى دائماً للتقارب بين الكنائس ونصلي من اجل الوحدة المسيحية.
وكيف تبدأ مرحلة التكريس الرهبني في دير راهبات نوتردام ؟
تبدأ عادة بسنة انتساب بمعنى أن الفتاة التي ترغب في تكريس ذاتها للمسيح تمضي مدة في الدير تتراوح بين سنة كاملة أو ثلاثة شهور حسب ما تراه رئيسة الدير مناسباً لسن ودراسة وظروف المبتدئة بدون ارتباط لتختبر هي ذاتها كما أن الدير أيضاً يختبرها قبل أن تبدأ الخطوات الأولى في الحياة الرهبانية
وبعد هذه الفترة ماذا يحدث ؟
إذا رأت الفتاة أن مناخ الدير يناسبها، ورأت كذلك رئيستها المباشرة أن للفتاة العمق الروحي والفكري الذي يمكنها من المضي في دعوتها للارتباط بالمسيح وخدمة البشر، تطلب الفتاة بخطاب رسمي للإلتحاق بالسلك الرهبني، حينئذ تدرس حالتها ويوافق لها المجلس الاستشاري بارتداء الزي الرهبني، هذه هي الخطوة الأولى وبعدها تبقى الفتاة سنتين آخرتين في دير الأبتداء للتكوين الروحي وممارسة حياة الصلاة والخدمة والعبادة مع قيامها بدراسات لاهوتية وكتابية كما إنها تلتزم بمتابعة دروس معهد التربية الكنسية، كذلك تدرس نصوص قانون الدير وتقاليده وسيرة الأب المؤسس وجهاد أخواتنا الأوائل في الخدمة والرسالة.
وماذا بعد سنتي الابتداء ؟
طبعاً بعد اختبارات عديدة للتأكد من حب المبتدئة للمسيح وارتباطها به والتأكد أيضاً من دعوتها للحياة الرهبانية، كذا معرفة مقدار رغبتها في الارتباط بالدير وانتمائها له، يسمح للمبتدئة إبراز نذورها الرهبانية، عندئذ يقام حفل كنسي حضره مدعوون كثيرون ليكونوا شهوداً عليها بأنها تلتزم بالنذور والرهبانية من عفة وفقر رهبني وطاعة لقوانين الدير والرؤساء.
هل معنى ذلك أن هذه الفتاة لن تسترد حريتها ولن تستطيع بعد ذلك العودة إلى حياة العالم؟
أما عن استرداد حريتها فهي ليست مرغمة على شيء البتة، إنها تفعل ذلك بكامل إرادتها وملء حريتها والناس على ذلك شهود، والكنيسة لا تقبل نذور من تستشعر أنه عليهن ضغط خارجي أو تشك في الدافع لهن باتخاذ طريق الرب بدون دعوة إلهية، ثم إنه لا يمكن الافتعال في ذلك أو التمثيل إذا غالباً ما تتوقف المبتدئة قبل انتهاء فترة التكوين إن لم تكن فعلاً قد دعيت من قبل الرب لتتبعه في حياة النسك ونكران الذات.