رسالة الانبا يوسف ابو الخير مطران سوهاج في عيد القيامة

رسالة الانبا يوسف ابو الخير مطران سوهاج في عيد القيامة

لماذا تطلبن الحي بين الأموات
أنه ليس هنا…… إنه قام كما قال
لو 24 : 6
ما أجمل من أن نربط البداية بالنهاية ….. فنرى يسوع الطفل يستقبل ضيوفه المجوس فيضعون له هدايا ” ذهب ولبان ومر ” أنها هدايا رمزية نبوية للدلالة علي أنه ملك وكاهن ورجل الآم .. يوم أحد الشعانين نحتفل بيسوع ملكاً …… يوم الخميس ” خميس العهد ” نحتفل بيسوع كاهناً .. ويوم الجمعة نحتفل بيسوع رجل الآم .
لقد عشنا هذه الاحتفالات المقدسة طالبين من الله أن يملك علي قلوبنا ويكون هو الآلة الأوحد الذي يجب أن نعبده …. وأن يبارك خدمتنا الكهنوتية وتكون سبب خلاص لنا ثم لجميع أبنائنا المؤمنين ….. وان تكون الآمة مصدر تعزية لنا جميعاً…
واليوم نحتفل بعيد القيامة المجيد الذي رآه داود النبي بعين النبوة فهتف “هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنبتهج فيه …. نحن يجب أن نفرح أمام حدث القيامة لأن مصدر هذا الفرح ليس شيئاً مادياً بل هو مغفرة الخطايا لأنه أن لم يقم يسوع فإيمانكم باطل وانتم بعد في خطاياكم. أن سر التوبة وسر التناول هما هدية القائم من الموت يوم القيامة …. وفي أول ظهور له مع تلاميذه كسر معهم الخبز ونفخ في وجوههم وقال لهم ” أقبلوا الروح القدس .. من غفرتم خطاياه غفرت ….. لهذا نقول أن القيامة هي مصدر فرح ورجاء للجميع .
أنها القيامة بمعنى أنه في فجر الأحد عادت الحياة إلي من قال ” أنا الحياة ..” وخرج من القبر المظلم من قال ” أنا نور العالم ….” وما نلاحظه في القيامة هو تواضع الرب يسوع الذي سمح بأن يكون موته في وقت الظهر و أمام الجميع أما قيامته فكانت في الجر حيث الجميع نيام.
ورغم أن القيامة قد حدثت في الخفاء في الفجر إلا أنها أزعجت اليهود وحاولوا منع تسرب خبر القيامة بكل طاقتهم :
– حاولوا منع القيامة عن طريق السلطات الرومانية حيث توجهوا لبيلاطس وقالوا له : أننا تذكرنا أن ذلك المضل قال : ” أني بعد ثلاثة أيام أقوم …” وطلبوا منه أن يضع حجراً علي القبر وحراسه مشددة ….إذا كان المسيح مضلاً كما تصفونه أيها الكتبة ورؤساء الكهنة فلماذا تصدقونه وتخافون من القيامة ؟ ووضعوا حجراً وختموا القبر وحراسة مشددة كل هذا لم يمنع القيامة وقام المسيح حقاً قام ..
– حاولوا منع القيامة بالرشوة والكذب ” التلاميذ أخذوا الجسد” فلم تفلح هذه المحاولة أيضاً .
– حاولوا منع الكرازة بالقيامة بالمواجهة : قبضوا علي التلاميذ وقدموهم للمحاكم والسجن والتعذيب فلم يستطيعوا أن يمنعوهم وقالوا : يجب أن يطاع الله أكثر من البشر … وامتلأت الدنيا بخبر القيامة …. حقاً لقد صدق الكتاب : ” كل آله صورت ضدك لا تنجح .
أننا نتعلم من القيامة أن الشر مهما بقى وسيطر فأنه لابد أن يزول … الألم والصلب والموت استمروا ثلاثة أيام ..أما القيامة فهي إلي الأبد …
أننا بالقيامة ندخل علم القوة والانتصار ونؤمن بأن عالم الشر وقواه لها حدود وحتى أن بدت منتصرة فمصيرها الزوال لأن الخير أبقى وأقوى .. حتى وأن صلب الخير ومات فأنه سيقوم مرة أخرى .
أن القيامة هي مصدر افتخارنا لأننا نتبع مسيحاً حياً غير ماءت…… منتصرا غير مهزوم…… قائماً غير نائماً .
” أن الألف والياء .. البداية والنهاية .. الحي وكنت ماءتاً وها أنا حي إلي أبد الآبدين ”
رؤ1 : 17 – 18
وكل عام وانتم بخير …