رسالة البابا فرنسيس لشعب الإمارات العربية المتحدة قبل زيارته 3-5 فبراير 2019

رسالة البابا فرنسيس لشعب الإمارات العربية المتحدة قبل زيارته 3-5 فبراير 2019

يا شعبَّ الإماراتِ العربيّةِ المُتّحِدةِ العزيزِ،

السّلامُ عليكُم!

 سعيد لِتمُكُّنّي مِن زيارةِ بلدِكِم العزيز بعد أيامٍ قليلةٍ، تِلك الأرضِ الّتي تسعى لأن تكوّنَ نموذجًا لِلتعايُشِ وللإخوةِ الإنسانية، ولِلِقاءِ بيْن مُختلِفِ الحضاراتِ والثّقافاتِ، حيْثُ يجِدُ فيها الجميعُ مكانًا أمنًا لِلعملِ ولِلعيْشِ بحريّةٍ، تحترِمُ الاِختِلافَ.

فرِحٌ أن ألتقيَ بِشعبٍ يَعيشُ الحاضِرَ بأعينٍ تَنظُّرُ إلى المُستقبِلِ. لقد صدقَ طيبُ الذّكرُ الشّيْخ زايَد، مُؤسِّسُ دوَلةِ الإماراتِ العربيّةِ المُتّحِدةِ، حين قالَ: “إنّ الثروةَ الحقيقيّةَ ليْستْ في الإمكاناتِ المادّيّةِ وحدِّها، وإنّما الثروةُ الحقيقيّةُ للأمةِ تَكمُنُ في أفرادِ شعبِها الّذين يَصنِّعون مُستقبلَ أمُتِّهم… الثروةُ الحقيقيّةُ هي ثروةُ الرِّجالِ”.

أتوَجُّه بِجزيلِ الشُّكرِ لِسُموِّ الشّيْخِ مُحمّد بن زايَد بن سُلطان آلِ نهيانِ، الّذي دعاني لِلمُشاركةِ في لِقاءِ حِوارِ الأديان تَحت عُنوان: “الأُخوةِ الإنسانية”. وأنا ممتن كذلك لِسُلطاتِ الإماراتِ العربيّةِ المُتّحِدةِ على التّعاوُنِ الرّائِعِ، وحُسنِ الضّيافةِ، والترحابِ الأخويِّ الّذي قُدِّمَ بِنُبّلٍ لإتمام هذِهِ الزّيارة.

كما أَشُكرُ الصّديقَ والأخَ العزيزَ فضيلةَ الإمام الأكبر للأزهرِ، الدُّكتور أحمد الطّيبِ، على الشّجاعةِ وعلى العزمِ في تأكيدِ أن الإيمانَ بِاللهِ يَجمَعُ ولا يُفرِّقُ، ويُقرِبُ حتّى في الاِختِلافِ، ويُبعِدُنا عن العِداءِ والجفاءِ.

إنني سعيدٌ بِهذِهِ المُناسبةِ، الّتي مُنَحني إيّاها الرّبُّ، ليُكتَبَ، فوْق ثرا أرضِّكُم، صفحةً جديدةً مِن تاريخِ العَلاّقاتِ بيْن الأديان، لتأكيدِ أنّنا إخوةٌ حتّى وإنّ كنَّا مُختلفيْنَ. بِفرحٍ استعدُّ لِلِقاءِ وتحيّةِ “عِيال زايَد في دارِ زايَد”، أرضِّ الاِزدِهارِ والسّلامِ، أرضِّ الشّمسِ والوئام، أرضِّ التّعايُشِ واللِّقاءِ!