رسالة المطران/ عادل زكي مطران اللاتين بمناسبة عيد الميلاد

رسالة المطران/ عادل زكي مطران اللاتين بمناسبة عيد الميلاد

” الويل لي إن لم أُكرز” (1كو 9: 16)
” نحن سفراء المسيح” (2كو 5: 20)

السبت 28 ديسمبر 2013 –

“أنا أرسلتهم إلى العالم كما أرسلتني إلى العالم”(يو 17: 18)
المسيحي بطبيعة دعوته، مرسل إلى العالم

ليس من الضروري أن يذهب بعيداً تاركاً أهله وبلده ( إلا في حالة دعوة خاصة) لكي يكرز ويشهد للمسيح ، لكن عليه أن يقيّم ويعتز بقيمة الإيمان والقناعة بضرورة نقله لأفراد الأسرة والأصدقاء والمجتمع الذي يعيش فيه. فينبغي عليه أولاً:
1)الصلاة الدائمة لأجل الرسالة وانتشار الملكوت: “إطلبوا أولاً ملكوت الله وكل شئ يزاد لكم” (مت6: 33).
القديسة تريزا الطفل يسوع شفيعة المرسلين لم تخرج من ديرها المحصّن، لكن صلواتها كانت تتقد ناراً لأجل الرسالة وخلاص النفوس.
2)التبّشير والشهادة دون حياء أو تردد. يوصي بولس الرسول تلميذه تيموثاوس: ” أعلن كلمة الله وألح فيها بوقتها وبغير وقتها، ووبخ وأنذر والزم الصبر والتعليم. ” (2 تيموثاوس 4: 2)
3)”القدوة الحسنة” والمثل الصالح
فقد قال رب المجد: “ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات” (مت16: 5) فهي كرازة صامتة قوية وفعّالة.
4)المبادرات والخطوات الإيجابية تجاه المجتمع دون تفرقة أو تمييز.”أنتم ملح الأرض” (مت 5: 13) “أنتم نور العالم” (مت 5:14)
“أنتم خميرة في العجين.. ” (لو13: 21) “السامري الصالح”
(لو 10: 30- 35)
نضع بين يديك هذه الصفحات لكي توقظ فيك المزيد من الحمية، والغيرة الرسولية تجاه الكرازة وإنتشارها. يقول بولس الرسول: “من يضعف وأنا لا أضعف ومن يقع في الخطيئة وأنا لا أحترق من الحزن عليه” (2 كو 11: 29) . “أنا أبذل حياتي في سبيلكم” (2كو 12: 15).
أين نحن من الكرازة والإرسال؟
أليس شئ من الفتور دخل في إيقاع الحياة والخدمات الكنسية؟
الرعية أو النشاط، الذي لا يصّب في الكرازة والإرسال، سوف يصاب بالعقم الروحي، الروتين والموت البطئ.
لابد من الإبتكار والإبداع والروح الخلاقة في تقديم وتوصيل الرسالة . ما زال الله اليوم يسألني ويسألك : “أين هابيل أخوك؟”
لا يكفي أن تكون متديناً، مشاركاً في الإجتماعات والقداسات، من الضروري أن تفعل:
-مثلما فعلت امنا مريم، حينما بعد البشارة ، “ذهبت مسرعة إلى أليصابات” تحمل البشرى الصالحة (لو 1: 36 – 45) .
-أن تصنع مثلما قام به الرجال الأربعة الذين حملوا المشلول ونقبوا السقف ووضعوه أمام يسوع، فنال شفاء الروح والجسد (مر 2: 1-11).
-أن تصنع مثلما فعلت السامرية، التي تركت جرتها وذهبت للمدينة وقالت للناس: “تعالوا أنظروا…” (يو4: 28)

جعلك الله آداة بشارة وفرح وخلاص.
المطران / عادل زكي