رسالة شكر وامتنان

رسالة شكر وامتنان

    بمناسبة أعياد الميلاد

وحلول العام الميلادي الجديد 2016

 

رسالة شكر وامتنان

إلى المرجعيات الموقّرة والمنظمات الإنسانية والأممية والشخصيات المحترمة

 

     “أحبّنا فكان بيننا”، إنه المسيح الحي، أمام هذه الكلمات تستيقظ في داخلي عبارات المحبة والاحترام، وينفتح فؤادي لأكون أحشاءً جديدة، لحقيقة جديدة، بل لإنسانية شوّهتها الأيادي السوداء وتاجرت بها أدمغة المصالح والطائفية، وفيها اكتشفتُ حقيقتي _ وإنني شاهد لها _ وتلك هويتي وعزيمتي لوطني ولأبناء بلدي، ووقفة شامخة في مسيرة الحياة.

         عبر هذه الكلمات يسرني أن أقول لجميع الذين وقفوا معنا في محنة المهجرين والنازحين ولا زالوا، وكانوا يد العون والمساعدة، يد المعطاء والمحبة، منظمات إنسانية وأُممية، ولأشخاص كبار القلوب، وإرادة صالحة، رسميين وغير رسميين، فأنتم معنا بل فينا، وكلمات الشكر وفاءٌ لكم واجبة وأمينة، فقد أزحتم عنا نير الألم وثقل الحياة، وألبستم أجسامنا كسوةً ورداءً، وشمختم بعمق محبتكم وطول أناتكم وصبر وقفتكم… وما عملكم هذا إلا رسالة وصلاة، إيمان ومشاركة، فأصبحتم واحداً في الكل، والكل في الجماعة، والجماعة في شعوب أدمتها الحياة وأتعبتها إرادات البشر الفاسدين، وكنتم حجّاجاً تمشون في طريق السماء وإنْ كانت متعرجة في جبال الحياة ونزولاً إلى سهول الدنيا، وعون العلي رافقكم، والمسيح الحي كان كلمة بينكم، فملأتم الحارات سلة غذاء، وعالجتم بالدواء جرحى الأزقة بسبب البنادق والصواريخ والمفخخات، فكنتم بلسماً شافياً.

         فما أنتم إلا قديسو الزمن كي لا تصاب بصائر المهجرين بألم الشر والإرهاب، فكنتم لهم كتاباً، وللمختلف عنكم كلمةً، وتلاحم الإثنان وإنْ كانا مختلفين… فالحقيقة إننا أخوة في الإنسانية بامتياز، إذ قال الكلمة:”أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم”، و”إنْ لم يكن أخ لك في الدين فهو أخ لك في الخلقة”.

         نعم، بميلاد السيد المسيح أقول شكراً وألف شكر، وليبارك الرب شعب العراق، ولنجعل من الأرض سماءنا… وتلك رسالتكم ورسالتنا… وسنمدّ جميعاً أيادينا لندواي عراقنا الجريح، وكل عام وأنتم بألف خير.

 

   محبكم بيوس قاشا

خوري كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك

مسؤول مركز مار يوسف للمهجرين (النازحين) في المنصور