رسالة عيد الميلاد المجيد 2015 للبطريرك اغناطيوس الثالث يونان

رسالة عيد الميلاد المجيد 2015 للبطريرك اغناطيوس الثالث يونان

“إذ لم يكن لهما موضعٌ…” (لوقا 2: 7)

باسم الأزلي السرمدي الواجب الوجود الضابط الكل

اغناطيوس يوسف الثالث يونان

بنعمة الله

بطريرك الكرسي الرسولي الأنطاكي للسريان الكاثوليك

إلى إخوتنا الأجلاء رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الاحترام

وأولادنا الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفاضل

وجميع أبنائنا وبناتنا المؤمنين المبارَكين بالرب

اللائذين بالكرسي البطريركي الأنطاكي في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار

نهديكم البركة الرسولية والمحبّة والدعاء والسلام بالرب يسوع، ملتمسين لكم فيض النِّعَم والبركات والخيرات:

“إذ لم يكن لهما موضعٌ…” (لوقا 2: 7)

هل للطفل الإلهي موضعٌ في قلوبنا وحياتنا وعائلاتنا؟

1ـ مقدّمة:

   في مستهلّ رسالتنا الميلادية هذه، يسرّنا أن نقدّم أطيب التهاني لكم جميعاً أيّها الإخوة والأبناء الأعزّاء في لبنان وفي بلدان الشرق الأوسط وعالم الإنتشار، بميلاد الرب يسوع، فادياً ومخلّصاً لجميع الشعوب. وفيما يشهد شرقنا الصراعات التي سبّبت الكثير من المعاناة، من قتلٍ وتشريدٍ، نتذكّر أنّ مريم ويوسف لم يجدا لهما موضعاً في بيت لحم، فوُلد المسيح المنتظَر غريباً مهجَّراً في مغارة!. ونضرع إلى الطفل الإلهي، عطية السماء لأرضنا المعذَّبة، أن يحلّ علينا العام الجديد 2016 بفيض النعم والبركات، فيسود السلام الحقيقي والدائم، بانتشار المحبّة والعدالة.

2ـ الفرح بلقاء الطفل الإلهي

   ميلاد الرب يسوع بالجسد حدثٌ تاريخي ولاهوتي بامتياز. إنه ميلاد الإله بشراً بيننا في زمنٍ محدّدٍ وخاصٍ، لكي يؤلِّه الإنسان خليقته، من أجل كتابة تاريخٍ جديدٍ للبشرية.

   هذا الحدث ـ المعجزة يدعونا إلى الإلتزام بتجديد العهد مع الرب، فنهرع إلى لقائه كما أسرعَ رعاةُ بيتَ لحم إلى المغارة، ورجعوا حاملين الرجاء والفرح، عندما عاينوا الطفل الإلهي المولود، متوسّطاً والدته مريم ومربّيه يوسف البار، في مغارةٍ بسيطةٍ، وكما سار المجوس من المشرق البعيد باحثين عن الطفل، الملك الجديد المولود، ورجعوا ممتلئين حكمةً وفطنةً وسعادةً لا توصف. وقد أجاد لوقا البشير في وصف حالة الطفل المولود: “فولدت ابنها البكر وقمّطته وأضجعته في مذودٍ، إذ لم يكن لهما موضعٌ في المضافة” (لوقا 2: 7).

3ـ الطفل الإلهي يقدّس العائلة

   ها هو يسوع الطفل ـ الإله يولد في كنف عائلةٍ متّخذاً جسداً بشرياً لكي يقدّس العائلة، ولكي يتهيّأ فيها لعيش كلّ أبعاد إنسانيته، ويحقّق رسالة الفداء. وهكذا جعل من العائلة “كنيسة بيتية” للصلاة، ولنقل الإيمان من جيلٍ إلى جيل، وللإصغاء إلى صوت الله واكتشاف إرادته. فأضحت العائلة إذ ذاك نواة مشروع الله الخلاصي.     

   وقد أكّد سينودس الأساقفة الروماني الذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس على أهمية العائلة ودورها المحوري في مسيرة الخلاص، إذ ورد في تقريره النهائي: يسوع، الذي صالح بنفسه كلّ شيء، وافتدى الإنسان من الخطيئة، إنّما أعاد الزواج والعائلة إلى صيغتهما الأصلية من جهة، ورفع الزواج علامةً لحبّه للكنيسة من جهةٍ ثانية.

  

 

وهكذا، في العائلة البشرية، التي جمعها المسيح في عائلة الناصرة، أُعيدت “صورة الثالوث الأقدس ومثاله”. من هذا السرّ الإلهي ينبع كلّ حبّ حقيقي، ويصبح الزواج والعائلة شاهدين لإنجيل محبّة الله” (التقرير النهائي لسينودس الأساقفة الروماني، 37-38).

   في تأمّلٍ رائعٍ، يصف مار يعقوب السروجي تواضع الرب يسوع باتّحاده بالعائلة البشرية وهو ساكن السماء، ترجمته: أنظر إليه جالساً على مركبة السماويين، فيما تحمله الصبية في أحضانها، وهو هو نفسه. إنّ جوق جبرائيل، أي الملائكة، ينحنون جاثين أمامه، في حين جماعة يوسف، وهم البشر، يزيّحونه على أذرعتهم.

4ـ تجلّي الرحمة الإلهية بميلاد الطفل الإلهي

   بميلاد الرب يسوع بالجسد أُعلنتْ رحمة الله: فيسوع هو وجه رحمة الآب، وذروة ظهورها في تاريخ البشر. وكان الآب “الغنيّ بالرحمة” (أفسس 2: 4، وعنوان رسالة البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني) قد كشفَ اسمه لموسى بأنّه “إلهٌ حنونٌ رحومٌ، طويل الأناة، كثير الرحمة والوفاء” (خروج 34: 6).

   ولأهمية ذكر الرحمة في مسيرة إيماننا وشهادتنا للمسيح، أعلن قداسة البابا فرنسيس سنة يوبيل الرحمة الإلهية التي بدأت في 8 كانون الأول الجاري وتنتهي في 20 تشرين الثاني 2016. “وفي ملء الزمان” (غلاطية 4: 4)، “كشف يسوع رحمة الله بكلامه وأفعاله وبكلّ شخصه” (البابا فرنسيس: وجه الرحمة، براءة إعلان يوبيل الرحمة غير العادي، 1). وأشار قداسته إلى أنّ الغاية من هذا اليوبيل هي “أن نركّز نظرنا على الرحمة، لكي نصبح نحن أيضاً علامةً فاعلةً لعمل الآب الرحوم. فرحمة الله تظلّ دائماً أكبر من خطيئة الإنسان. ولا أحد يستطيع أن يفرض حدّاً لحبّ الله الذي يغفر” (الفقرة 3 من المرجع عينه).

5ـ الطفل الإلهي يسكن في قلوبنا وعائلاتنا

   في غمرة احتفالنا بعيد ميلاد الرب يسوع، هل أعددنا له موضعاً ليولد في قلوبنا وحياتنا وعائلاتنا ومنازلنا؟ إنها لفرصةٌ سانحةٌ ووقتٌ مقبولٌ كي نستعدّ لاستقبال الطفل الإلهي، فنتشارك معه ومع بعضنا البعض فرح العيد، ولا تبقى المناسبة طقوساً روتينيةً وعاداتٍ اجتماعيةً فقط. فالرب يسوع لا ينظر إلى زينة الجسد، ولا يُدهَش بالمظاهر الخارجية البرّاقة، بل يتوق إلى القلوب التي تحبّه وتعبده بالروح والحق، وتحيا به ومعه وله. فلنسرع إلى الملك السماوي، متسلّحين بالإيمان، متّشحين بالرحمة، متحلّين بالفرح، الفرح الحقيقي، بالرغم من المشاكل والمحن والضيقات، وما أكثرها في هذه الأيّام في بلادنا وشرقنا وعالمنا. فهو “يوجِد من المحنة خلاصاً”، ويعطي “مع التجربة المنفَذ، حتى تستطيعوا أن تحتملوا” (1قورنتس 10: 13).

 

 

   يدعونا الرب إلى الفرح كلّ حين: “تفرح قلوبكم ولا أحد ينزع فرحكم منكم” (يوحنا 16: 22). فلنمتلئ بالرجاء والثقة بأمانة الله الذي يفي بعهوده ووعوده، ويمنحنا القدرة على التجديد. فهو يملأ الدنيا فرحاً وسلاماً، ويُبهج قلوب الناس، ويكفكف كلّ دمعة حزنٍ من عيونهم. تعالوا نعطي الطفل الإلهي المكانة الأولى والفضلى في هذا العيد، مقتدين بمريم العذراء وجميع القدّيسين والقدّيسات والشهداء والشهيدات الذين سلّموا حياتهم كاملةً بيدَي الرب.

6ـ عيد الميلاد هذا العام

   إن كان زمن الميلاد زمن السلام والرجاء والأمل بولادةٍ جديدةٍ للإنسان، فإنّ عالمنا الحاضر بأمسّ الحاجة لكلّ بصيص أملٍ نوفّره لبلداننا وشعبنا المضطهَد والمهجَّر والمقتلَع قسراً من أرض الآباء والأجداد، ليس لذنبٍ سوى أنه مؤمنٌ بمعجزة الميلاد، لقاء الله مع الإنسان.

   نحن، رعاة هذا الشعب المضطهَد، نقف اليوم أمام مفترقٍ تاريخي في مسيرة شعبنا الذي وُلد وعاش على هذه الأرض، ونراه اليوم يهجرها مُكرَهاً، تاركاً وراءه تاريخاً متجذّراً تجذُّر المسيحية في هذا الشرق، وفي أحسن الأحوال تعصف به الأزمات لتدفعه إلى الهجرة.

 

   فإن نظرنا إلى لبنان، وإلى المسيحيين فيه، تحسّرنا على ما آلت إليه الأمور. صحيحٌ أنه لا يزال بمنأىً عن الحروب التي تعصف حوله، ما عدا مناطق محدودة فيه أصرّ أعداؤه الإرهابيون على تهديدها، إلا أنّ انقسامات السياسيين أدّت إلى الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية منذ أكثر من سنةٍ ونصف، وهو الموقع المسيحي الوحيد في هذا الشرق، والقادر أن يعيد إلى الجمهورية عنفوانها وكرامتها وموقعها بين الدول، وأن يجدّد الحياة السياسية السويّة في النظام اللبناني. إنّنا نكرّر مطالبتنا، مع جميع المخلصين لميثاق لبنان ودستوره، بانتخاب رئيسٍ للبلاد، وإقرار قانونٍ عادلٍ للإنتخابات النيابية، يُنصِف السريان ويعطيهم حقّهم في التمثيل النيابي أسوةً بالطوائف الأخرى.

   وإننا إذ نغتنم الفرصة لنهنّئ العسكريين الذين تمّ تحريرهم من يد المنظّمات الإرهابية، نصلّي من أجل تحرير رفاقهم المأسورين، سائلين الطفل الإلهي أن يحفظهم ويُنجِح مساعي القيّمين على هذا الملف لإعادتهم سالمين آمنين إلى مؤسّستهم ووطنهم وعائلاتهم.

 

   أمّا في سوريا، فقد دخلت الأزمة عامها الخامس، وكانت سبباً في تدميرٍ لا مثيل له للأرض والبنيات التحتية والمعالم الحضارية، وحملت معها قتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، وزرعت البغض في النفوس، ونشرت التعصّب الطائفي بين المكوّنات التي كانت عنوان غنى هذا البلد المحبوب في التعدّدية والتسامح والإشعاع. إنّنا نناشد المجتمع الدولي التوقّف عن تأجيج الإقتتال الداخلي في سوريا، فلا يكون هذا الشعب وحريته وحياته أهدافاً لصراعات الدول ومصالحها الإقتصادية والسياسية. فليتّحد العالم، وليطرد الإرهابيين من سوريا. فهل أنّ صور تدمير المدن والمعالم الأثرية لا تستحقّ التفاتةً من قادة هذا العالم؟ ونذكر هنا خاصةً تدمير دير مار اليان الناسك وضريحه في القريتين، وكذلك الإعتداءات الهدّامة على الكنائس والأديرة والمعالم المسيحية في معلولا وصدد وقرى الخابور. ألا تُدمي مشاهد القتل والدمار قلوب العالم؟ ألا يستحقّ الذين يغرقون لحظة رحمةٍ من الذين يموّلون هذه الحرب العبثية ويديرونها؟، هذا كلّه وكثيرون من مسيحيي سوريا

 

 

 

قرّروا البقاء وعدم الهجرة. إنّنا نتضرّع إلى طفل المغارة ليكون ميلاده نوراً يشعّ في العقول والقلوب، فتتوقّف هذه الحرب العبثية، ويتّحد الشعب السوري لبناء دولته، دولةً حديثةً ديمقراطية.

   وفيما نشكر الله فرحين لعودة الأب جاك مراد إلى الحرية، لا يسعنا إلا أن نعلي الصوت مع جميع أصحاب النيّات الحسنة، فنجدّد مطالبتنا بالإفراج عن جميع المخطوفين، وفي مقدّمتهم المطرانان مار غريغوريوس يوحنّا ابراهيم وبولس اليازجي، والآباء الكهنة ميشيل كيّال واسحق محفوظ وباولو داللوليو، والمدنيون، وبخاصة أبناء شعبنا في القريتين وحلب وقرى الخابور.  

 

   أمّا العراق، فقد مرّت سنةٌ ونيّف على طرد أبناء شعبنا من مدينة الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى، وتدمير الكنائس والمعالم الدينية والآثار التي تشهد على عمق تجذُّر شعبنا في أرض العراق الغالي، ولعلّ أحد أبرزها دير مار بهنام الشهيد الذي يضمّ ضريحه. كلّ هذا يحدث والمجتمع الدولي لا يحرّك ساكناً، بل يبقى صامتاً غير مبالٍ تجاه هذه الجرائم ضدّ الإنسانية.

   أمّا في الداخل العراقي، وفيما نسمع الكثير من الوعود والتمنّيات بغية تطمين المسيحيين وسائر المكوّنات في العراق، فإنّنا نرى مجلس النواب يسعى لتشريع قوانينَ تخالف أبسط حقوق المواطنة وتضرب بالصميم الوجود المسيحي فيه، كأنهم يقولون لهذا المكوّن الأصيل والمؤسِّس: “إننا وداعش نطلب منكم الرحيل”.

   في خضمّ هذا كلّه، تقف الكنيسة مع شعبها، فهي لن تتركه ولن تتنازل عن حقوقه. ونحن معها نصلّي للرب يسوع، الطفل الإلهي، حامل الرجاء إلى البشرية، طالبين منه أن يعزّز إيمان القيّمين على هذا الشعب بأرضهم ووطنهم، ليكونوا قدوةً له، وأمناء لتراث بلاد الرافدين وتاريخها.

 

   في هذا العيد، نتوجّه بالقلب والفكر إلى أبنائنا الذين يكابدون آلام النزوح والهجرة والإقتلاع، من العراق وسوريا، إلى لبنان والأردن وتركيا، وإلى ما وراء البحار والمحيطات، إذ أضحوا، مثل الطفل الإلهي، لا موضع لهم ولا منزل يأويهم، مؤكّدين لهم تضامننا الأبوي واستعدادنا الدائم لتأمين حاجاتهم ومساعدتهم بكلّ الإمكانات المتاحة.

 

   ما أشبه اليوم بالأمس، إنّه يعزّ علينا أن نعيش هذا الواقع الأليم فيما نختتم مئوية مذابح الإبادة السريانية “سيفو ـ السوقيات”، وقد استذكرناها باحتفالاتٍ ومؤتمراتٍ ونشاطاتٍ تشارَكْنا في عددٍ منها مع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة. وكان الإحتفال بتطويب المطران الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل ملكي، بعد مئة عامٍ من استشهاده، قمّة احتفالاتنا وعلامةً ساطعةً على قداسة الشهداء الذي قدّموا حياتهم قرابين حبّ وإخلاص ليسوع الرب الفادي.  

 

   كما نتوجّه بشكلٍ خاص إلى العائلات التي تعاني الحزن لفقدان أحد أفرادها، وجميع الذين لا يستطيعون أن يعيشوا فرح العيد، من فقراء ومعوَزين ومهمَّشين ومستضعَفين، سائلين لهم فيض النعم والبركات والتعزيات السماوية.

 

 

 

   ويطيب لنا أن نتقدّم بالتهاني الأبوية بمناسبة عيد ميلاد الرب يسوع بالجسد والعام الجديد 2016 إلى جميع إخوتنا وأبنائنا وبناتنا السريان في لبنان وسوريا والعراق والأردن والأراضي المقدسة ومصر وتركيا وأوروبا وأميركا وأستراليا، ونحثّهم جميعاً على التمسّك بالإيمان بالرب يسوع، والتعلّق بكنيستهم وأوطانهم والإخلاص لها، فيحيوا على الدوام شهوداً ليسوع “حتى أقاصي المسكونة” (رومة 10: 18).

 

7ـ خاتمة:

   في جوّ التأمّل الخاشع بسرّ الميلاد الذي عاشته مريم “العذراء التي ولدت عجباً”، نرفع أعيننا إلى السماء، ونصلّي: “تعالَ أيّها الربّ يسوع، يا مشتهى الأمم! تعالَ واسكن فينا، واملك على قلوبنا وحياتنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا”.

   وخير ما ننهي به رسالتنا، هذه التعزية الروحية التي منحنا إيّاها الرب بلسان قداسة البابا فرنسيس في مستهلّ رسالته بمناسبة اليوم العالمي للسلام 2016، بعنوان: “تغلَّبْ على اللامبالاة واكسب السلام”، إذ يقول: “الله ليس غير مبالٍ! الله يكترث بالبشرية، الله لن يتخلّى عنها!”.

   وفي الختام، نمنحكم أيّها الإخوة والأبناء والبنات الروحيون الأعزّاء، بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية. ولتشملكم جميعاً نعمة الثالوث الأقدس وبركته: الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

   كلّ عام وأنتم بألف خير.

وُلد المسيح… هلّلويا

صدر عن كرسينا البطريركي في بيروت ـ لبنان

في اليوم السابع عشر من شهر كانون الأوّل سنة 2015

وهي السنة السابعة لبطريركيتنا