رسالة من الشباب العراقي المهجر قسرًا إلى البابا فرنسيس

رسالة من الشباب العراقي المهجر قسرًا إلى البابا فرنسيس

قام بتسليمها الكاردينال ليناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية

العراق, 4 مايو 2015 (وكالة زينيت)

باسم الاب والابن والروح القدس

ابانا ، صاحب القداسة، منذ أيام تجول في خاطرنا نحن الشباب المهجر قسرا فكرة ارسال رسالة الى قداستكم وها هي اليوم تختمر الفكرة بحضور مبعوث قداستكم الى اقليم كردستان العراق للاطلاع على ابنائكم المهجرين قسرا من ارضهم وبيوتهم ، ما دفع بنا الامر للكتابة الى قداستكم ، كي تطلعوا اكثر على معاناتنا نحدث قداستكم حديث الابناء مع أبيهم .
صاحب القداسة .
انها المرة الاولى التي نكتب لكم فيها، املين ان تلقى كلماتنا صدى لدى قداستكم ، كما واحببنا ان تكون رسالة في صيغة رسالة مفتوحة.
على مدى السنوات القليلة الماضية، ازداد إدراك الفاعلين الدوليين بوجود ظاهرة التهجير القسري في الأراضي العراقية. كما لم تستطع منظمات غير حكومية محلية ودولية ان تلعب دوراً كبيراً في الضغط على المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة. وفي عام 2003، وبعد الحرب على العراق حذر الكثير من خطورة ذلك ، وكان الكرسي الرسولي اول من ابلغ خطورة تلك الحرب ولكن قوى الشر تغلغلت الى قلب الانسان الذي غيب دور الاب السماوي للعمل في داخله ، وخاصة في المعني بحالة حقوق الإنسان في العراق من تعرُّض للتهجير بسبب الطائفة والعرق والدين . وفي السنة التالية، تفاقم هذا الامر ويزداد شدة الى يومنا هذا لم نجني من تلك الحرب سوى التهجير والقتل ، وتيار اخر هو الاكثر عقلانية حيت بني نفسه واخرون مستضعفون و يعتبرون اقليات لا قوة لهم حتى تحول بعض قادتهم الى بيادق تحرك متى ما اراد الغير تحريكه لمكسب سياسي .

صاحب القداسة .
“بات الواقع اليومي العبثي الذي نعيشه ، وبسبب الأزمة والتهجير ظهرت انعكاسات كثيرة ، على ما تعيشه العائلات بسبب التهجير، وقد باتت المناسبات روتينية وفرحتها قصيرة ، ومن زاوية اخرى عميقة وصادقة”. كيف يمكن ان نتواصل هذه العائلات التي فقدت احلام حياتها . باستمرار تعبر عن قلقها على أطفالها ، والخوف المستمر من أن يقعوا ضحية عمل اجرامي. وإزاء هذا القلق والضغط المعيشي ، تزداد الرغبة في البحث عن مستقبل أفضل في مكان آخر، خارج بلدهم. (ونحن نطالبكم بذلك وبقوة)اليس افضل حل اليوم هو اعادة قراءة واقع حياتنا وإلقاء كل ما هو بالي وغير مجدي بعيدا عن واقع حياتنا .
وتمشياً مع هذا الإدراك المتنامي لمشكلة التهجير، فقد ازداد الضغط من أجل تنفيذ استجابة أكثر تنسيقاً وشمولاً. طلبات بالحماية، والعمل على لائحة حقوق الإنسان بدعم من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية؛
نعم ياصاحب القداسة .
قد تولت المنظمات والهيئات الدولية والدينية منها بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة، بما في ذلك المأوي الطارئة والمساعدات النقدية والمواد الغذائية ومستلزمات السكن ، ولكن ما زالت بالمستوى الذي لا يرتقي الى بلسمة الجراح
مرت الشهور التسع على تهجيرنا ، والى يومنا هذا لا يوجد هناك ارتفاع في مستوى الوعي بقضية التهجير القسري وأصبحت الاستجابات الرامية إلى معالجتها أكثر تعقيدا. كما وهناك بعض القيود وأوجه القصور. ربما يكون بسبب الحرب الدائرة التي تنشغل بها الدولة .

وهناك أوجه قصور رئيسية التي تتحملها الحكومة العراقية في تكاسلها ، وعدم الاستجابة للكثير من المطالب خلال مختلف مراحل التهجير. فلم تُجرَ عملية تشخيص وافية لتحديد عدد المهجرين داخلياً وأماكن تواجدهم واحتياجاتهم.. إذ اقتصرت الاستجابة على منحة المليون فقط ، وبشكل عام لم يكن هناك اهتمام بخصوص المآوي، رغم أن المنظمات بدأت تولي اهتماماً أكبر بسبل العيش والدعم النفسي والاجتماعية والمسائل القانونية.
صاحب القداسة .

على الرغم من أن الفرق العاملة على الارض لخدمة المهجرين قسرا كانت موفقة من جهة في الدعوة إلى الخدمة لتعميم الاستجابات ، كما وإن المؤسسات التي تعمل بتفويض من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لا تزال مترددة بشكل عام في تأطير المشكلة ومعالجة أسبابها الجذرية، لأن القيام بذلك سيثير حساسيات سياسية. وقد لعب المناخ السياسي الدولي دوراً في عدم تفسير الطبيعة والمحافظة للاستجابة للطلبات المقدمة ، حيث لا تمارَس إلا ضغوط دبلوماسية محدودة لمعالجة مشكلة التهجير، وخاصة لمنع أو وضع حد للسياسات المسببة لها. وفي نهاية المطاف، لا يملك المجتمع الإنساني سوى قدرة محدودة في مواجهة التطرف.

بالنهاية ابانا صاحب القداسة . لا تعهدات لمعالجة مشكلة التهجير وأسبابه الجذرية ، والتصدي للسياسات التي تتسبب في التهجير. وأخيراً، ينبغي على المجتمع الدولي في ظل غياب الإرادة السياسة ، أن يقدم المزيد من الدعم والتشجيع للجهود الرامية إلى رفع الوعي بمشكلة التهجير والتخفيف من آثارها .
أبانا، صاحب القداسة، نرجو المعذرة، لأننا أطلنا عليكم .