رغم الاعتداء عليها.. الكنائس المصرية ترفض الضغوط الغربية على مصر

رغم الاعتداء عليها.. الكنائس المصرية ترفض الضغوط الغربية على مصر

مايكل فارس – اليوم السابع

وجهت الكنائس المصرية الثلاثة الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية صفعة قوية للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، لرفض تدخلهم نهائيا في الشأن الداخلي المصري، وبالرغم من حرق قرابة 38 كنيسة والاعتداء على 23 أخرى ومئات الاعتداءات على منازل وممتلكات قبطية من قبل جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول المصري محمد مرسي، منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة الأربعاء الماضي، في سابقة لم تحدث في التاريخ المصري، إلا أن الكنائس المصرية أدركت اللحظة التاريخية الفارقة التي تمر بها البلاد، ورفضت خطابات الرئيس الأمريكي ضد مصر وحشد الولايات المتحدة الأمريكية لدول الغرب لاتخاذ مواقف معادية ضدها.

وأعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بيان شديد اللهجة رفضها القاطع لأي تدخل أجنبي في شؤون مصر الداخلية، ورفض المغالطات الإعلامية للدول الغربية، وقالت الكنيسة في بيانها: “تتابع الكنيسة القبطية المصرية تطورات الأحداث المؤسفة على أرض بلادنا مصر، وتؤكد وقوفها القوى مع الشرطة المصرية والقوات المسلحة وسائر مؤسسات الشعب المصري في مواجهة جماعات العنف المسلح والإرهاب الأسود في الداخل ومن الخارج، والاعتداءات على كيانات الدولة والكنائس الآمنة، وترويع المواطنين أقباطا ومسلمين، وبما يتنافى مع الأديان والأخلاق والإنسانية”.

وأضاف البيان “وإذ نقدر موقف الدول المخلصة والصديقة التى تتفهم طبيعة مجريات الأمور، فإننا نستنكر وبشدة المغالطات الإعلامية التي تنتشر في الدول الغربية، وندعوها إلى قراءة حقائق الأحداث بموضوعية، وعدم إعطاء غطاء دولي أو سياسي لهذه الجماعات الإرهابية والدموية وكل من ينتمى إليها، لأنها تحاول أن تنشر الخراب والدمار في بلادنا العزيزة”.

واستطرد البيان: “ونهيب بوسائل الإعلام الغربية والعالمية الالتزام بتقديم الصورة الحقيقية لما يحدث بكل صدق وحق وأمانة، وإننا نتمسك بالوحدة الوطنية الصلبة، ونرفض تماماً أي محاولات لجر البلاد نحو الفتنة الطائفية، ونعتبر كل تدخل أجنبي في الشأن الداخلي المصري مرفوض جملة وتفصيلاً”.

فيما استنكرت الكنيسة الكاثوليكية خطاب الرئيس الأمريكي الذي وجهه إلى مصر، الخميس الماضي، الذي انتقد من خلاله توجهات الحكومة المصرية، والتي وصفها بأنها تسير في الطريق الخاطئ، كما أعلن عن إلغاء مناورات النجم الساطع المشتركة بين القوات المصرية والأمريكية، كما رفضت حشد الولايات المتحدة الأمريكية لدول الغرب ضد مصر.

وقال الأب رفيق جريش، رئيس المكتب الصحفي بالكنيسة الكاثوليكية لـ”اليوم السابع” إن الإدارة الأمريكية إما متواطئة مع الإخوان المسلمين أو لا تفهم شيئاً، كما أنها لا تتعلم من أخطائها، مضيفا لم نسمع من أوباما أي شجب أو رفض للهجمات الإرهابية على الكنائس التي دمرت وحرقت، وإن شجبت فتستخدم ذلك من أجل مصالحها.

وأضاف: “كانت الإدارة الأمريكية تستخدم ورقة الأقليات والمسيحيين في عهد مبارك للضغط على الحكومة، وحالياً تحرق الكنائس بمختلف المحافظات، وكذلك مؤسسات الدولة، دون إدانة الإرهاب الموجه ضدها”.

فيما أكدت الكنيسة الإنجيلية دعمها ومؤازرتها للجيش المصري ورجال الأمن في حفظ أمن البلاد رغم الاعتداء على الكنائس مناشدة الدولة بحمايتها.

وقالت في بيان لها تم الاعتداء بالحرق والتدمير الكلي والجزئي لدور العبادة المسيحية وبعض الأديرة والمدارس، هذا غير الاعتداء على العديد من المحال والمساكن المملوكة لمسيحيين في العديد من المدن والقرى، وذلك فيما لم يسبق له مثيل، وقد عاش المسيحيون لأكثر من أربعة عشر قرناً أى منذ أن رحب أقباط مصر بعمرو بن العاص جنباً إلى جنب مع أشقائهم المسلمين، إيمانا منهم أنهم أقرب إليهم من الحاكم الروماني”.

وأضاف البيان: ” أن تهاجم دور العبادة ومراكز التعليم فإن مردود هذه الأفعال يسيء إلى المهاجمين أكثر من المعتدى عليهم، الأمر الذي لا نرضاه على مصرنا الغالية ولا على شعبها”.

وتابع البياضي في البيان، “أناشد الحكومة متمثلة في رجال أمنها وجيشها أن يقوموا بدورهم في حماية كل الأرواح والمنشآت المهددة، ونصلي من أجل حمايتهم وأن يعزي الله أسر كل من توفوا وهم يؤدون واجبهم، ويحمون وطنهم، وأشكر المواطنين المسلمين الذين لم يستجيبوا لدعاوى الفتنة، ولم يقبلوا على أنفسهم أو تاريخهم ما يحدث على مقربة منهم في كل هذه المواقع، وأصروا أن يحموا جيرانهم وإخوانهم الذين لم ولن يسيئوا إليهم ولا إلى وطنهم الذي دافعوا عنه بدماء أولادهم عبر كل اعتداء على هذه الأرض”.