رموز وألقاب مريم في العهد الجديد: تأمل في قراءات الثلاثاء 12 أغسطس 2014 الموافق التاسع عشر من مسرى1730

رموز وألقاب مريم في العهد الجديد: تأمل في قراءات الثلاثاء 12 أغسطس 2014 الموافق التاسع عشر من مسرى1730

رموز وألقاب مريم في العهد الجديد

تأمل في قراءات الثلاثاء 12 أغسطس 2014 الموافق التاسع عشر من مسرى1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

وتقَدَّمَ إليهِ يعقوبُ ويوحَنا ابنا زَبدي قائلَينِ: “يا مُعَلِّمُ، نُريدُ أنْ تفعَلَ لنا كُلَّ ما طَلَبنا”. 36فقالَ لهُما: “ماذا تُريدانِ أنْ أفعَلَ لكُما؟”. 37فقالا لهُ:” أعطِنا أنْ نَجلِسَ واحِدٌ عن يَمينِكَ والآخَرُ عن يَسارِكَ في مَجدِكَ”. 38فقالَ لهُما يَسوعُ: “لستُما تعلَمانِ ما تطلُبانِ. أتستَطيعانِ أنْ تشرَبا الكأسَ التي أشرَبُها أنا، وأنْ تصطَبِغا بالصِّبغَةِ التي أصطَبغُ بها أنا؟”. 39فقالا لهُ: “نَستَطيعُ”. فقالَ لهُما يَسوعُ: “أمّا الكأسُ التي أشرَبُها أنا فتشرَبانِها، وبالصِّبغَةِ التي أصطَبغُ بها أنا تصطَبِغانِ. 40وأمّا الجُلوسُ عن يَميني وعَنْ يَساري فليس لي أنْ أُعطيَهُ إلا للذينَ أُعِدَّ لهُمْ”.41ولَمّا سمِعَ العشَرَةُ ابتَدأوا يَغتاظونَ مِنْ أجلِ يعقوبَ ويوحَنا. 42فدَعاهُمْ يَسوعُ وقالَ لهُمْ: “أنتُمْ تعلَمونَ أنَّ الذينَ يُحسَبونَ رؤَساءَ الأُمَمِ يَسودونَهُمْ، وأنَّ عُظَماءَهُمْ يتسَلَّطونَ علَيهِمْ. 43فلا يكونُ هكذا فيكُم. بل مَنْ أرادَ أنْ يَصيرَ فيكُم عظيمًا، يكونُ لكُمْ خادِمًا، 44ومَنْ أرادَ أنْ يَصيرَ فيكُم أوَّلاً، يكونُ للجميعِ عَبدًا. 45لأنَّ ابنَ الإنسانِ أيضًا لم يأتِ ليُخدَمَ بل ليَخدِمَ وليَبذِلَ نَفسَهُ فِديَةً عن كثيرينَ”.0(مرقس 10:35-45).

نص التأمل

رموز وأسماء والقاب السيدة العذراء في العهد الجديد

1–  ألقاب من حيث عظمتها وصلتها بالله:

–      “الملكة” القائمة عن يمين الملك: ونذكر في ذلك قول المزمور “قامت الملكة عن يمينك أيها الملك”. ولذلك دائماً ترسم في أيقونتها على يمين السيد المسيح. ونقول عنها في القداس الإلهي “سيدتنا وملكتنا كلنا”.(مزمور 45 : 9)

–      “أمنا القديسة العذراء”: وفي ذلك قول السيد المسيح وهو على الصليب لتلميذه القديس يوحنا الحبيب “هذه أمك” (يوحنا 19 :27)

–      “سلم يعقوب”: وتشبه العذراء أيضاً تلك السلم الواصلة بين الأرض والسماء وهذا رمز للعذراء التي بولادتها للمسيح، أوصلت سكان الأرض إلى السماء(تكوين28:12).

–      “العروس”: وقد لقبت العذراء أيضاً بالعروس: لأنها العروس الحقيقية لرب المجد. وتحقق فيها قول الرب لها في المزمور “اسمعي يا ابنتي وانظري، وأميلي أذنك، وانسي شعبك وبيت أبيك. فإن الملك قد اشتهى حسنك، لأنه هو ربك وله تسجدين”. ولذلك لقبت بصديقة سليمان، أي عذراء النشيد. وقيل عنها في نفس هذا المزمور “كل مجد ابنة الملك من داخل، مشتملة بأطراف موشاة بالذهب مزينة بأنواع كثيرة”.(مزمور 84)وهي عروس الروح القدس.

–      ” الحمامة الحسنة “: ونلقبها أيضاً بلقب الحمامة الحسنة متذكرين الحمامة الحسنة التي حملت لأبينا نوح غصناً من الزيتون، رمزاً للسلام، تحمل إليه بشرى الخلاص من مياه الطوفان وبهذا اللقب يبخر الكاهن لأيقونتها وهو خارج من الهيكل. وهو يقول “السلام لك أيتها العذراء مريم الحمامة الحسنة”. والعذراء تشبه بالحمامة في بساطتها وطهرها وعمل الروح القدس فيها، وتشبه الحمامة التي حملت بشرى الخلاص بعد الطوفان، لأنها حملت بشرى الخلاص بالمسيح. (تكوين 8 : 11).

–      ” السحابة  النورانية”: وتشبه العذراء أيضاً بالسحابة لارتفاعها من جهة، ولأنه هكذا شبهتها النبوءة في مجيئها إلى مصر. نورد عن ذلك في سفر إشعياء النبي: “وحي من جهة مصر: هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر. فترتجف أوثان مصر. ويذوب قلب مصر داخلها” (أش 1:19). وعبارة سحابة ترمز إلى ارتفاعها. ونرمز إلى الرب الذي يجئ على السحاب (مت 16 : 27).

ب-ألقابها ورموزها من حيث أمومتها للسيد المسيح:

–       “ثيؤطوكوس أي “والدة الإله”: ومن الألقاب التي وصفت بها العذراء. وهذا اللقب الذي أطلقه عليها المجمع المسكوني المقدس المنعقد في أفسس سنة 431م.وهو اللقب الذي تمسك به القديس كيرلس الكبير رداً على نسطور. وبهذا اللقب “أم ربي” خاطبتها القديسة أليصابات (لوقا 1 : 43)

–       “المجمرة الذهب”: ونسميها (تي شوري) أي المجمرة بالقبطية. وأحياناً شورية هرون … أما الجمر الذي في داخلها، ففيه الفحم يرمز إلى ناسوت المسيح، والنار ترمز إلى لاهوته، كما قيل في الكتاب “إلهنا نار آكلة” (عبرانيين 12 : 29). فالمجمرة ترمز إلى بطن العذراء الذي فيه كان اللاهوت متحداً بالناسوت. وكون المجمرة من ذهب، فهذا يدل على عظمة العذراء ونقاوتها. ونظراً لطهارة العذراء وقدسيتها، فإن العذراء نسميها في ألحانها المجمرة الذهب.

–      “السماء الثانية”: وتلقب العذراء أيضاً بالسماء الثانية لأنه كما أن السماء هي مسكن الله، هكذا كانت العذراء مريم أثناء الحمل المقدس مسكناً لله.

–      “مدينة الله”: وتلقب العذراء كذلك بمدينة الله وتتحقق فيها النبوءة التي في المزمور “أعمال مجيدة قد قيلت عنك يا مدينة الله” (مزمور 86) أو يقال عنها “مدينة الملك العظيم” أو تتحقق فيها نبوءات معينة قد قيلت عن أورشليم .. أو صهيون كما قيل أيضاً في المزمور “صهيون الأم تقول إن إنساناً وإنساناً صار فيها، وهو العلي الذي أسسها..” (مز87).

–      “الكرمة”: التي وجد فيها عنقود الحياة أي السيد المسيح. وبهذا اللقب تتشفع بها الكنيسة في صلاة الساعة الثالثة، وتقول لها “يا والدة الإله، أنت هي الكرمة الحقانية الحاملة عنقود الحياة”…

–      أم النور الحقيقي: وبصفة هذه الأمومة لها ألقاب أخرى منها: على اعتبار أن السيد المسيح قيل عنه إنه “النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان” (يوحنا 1 : 9).

–      “المنارة الذهبية”: نفس الوضع لقبت بالمنارة الذهبية لأنها تحمل النور الحقيقي الذي انار المسكونة كلها

–        ” أم القدوس”: على اعتبار أن الملاك حينما بشر بميلاد المسيح قال لها “لذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله” (لوقا1 : 35)

–      “أم المخلص” لأن السيد المسيح هو مخلص العالم. وقد دعي إسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم (متى 1 : 21)

–      “العليقة النورانية”: ومن رموزها أيضاً العليقة التي رآها موسى النبي: ونقول في المديحة “العليقة التي رآها موسى النبي في البرية (خروج 3: 2)، مثال أم النور طوباها حملت جمر اللاهوتية، تسعة أشهر في أحشاها ولم تمسسها بأذية”. فالسيد الرب قيل عنه إنه “نار آكلة” (عبرانيين 12: 29) ترمز إليه النار التي تشتعل داخل العليقة. والعليقة ترمز للقديسة العذراء.