زيارة البابا إلى رومانيا وأهميتها على الصعيد المسكوني

زيارة البابا إلى رومانيا وأهميتها على الصعيد المسكوني

متابعة مراسل الموقع من القاهرة – ناجى كامل

نقلا عن اذاعة الفاتيكان : vatiacn news

ترك البابا فرنسيس يوم أمس الخميس، وعشية بداية زيارته الرسولية إلى رومانيا تغريدة تويترية ذكّر فيها بأنه يستعد للتوجه إلى هذا البلد كحاج ليسير مع الأخوة في الكنيسة الأرثوذكسية المحلية ومع المؤمنين الكاثوليك أيضا: عبارات تعكس الرغبة المتجددة في إرساء أسس الحوار بين الأرثوذكس والكاثوليك في رومانيا.

مما لا شك فيه أن المحط الأبرز فيما يتعلق بهذا التقارب والحوار بين الكنيستين يتمثل في اللقاء الذي سيجمع البابا فرنسيس مع بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية دانيال وأعضاء السينودس المقدس، وستُرفع خلاله صلاة الأبانا بحضور حشد غفير من المؤمنين الأرثوذكس والكاثوليك في بوخاريست. وكانت البطريركية الأرثوذكسية قد نشرت بياناً تناقلته وسائل الإعلام في رومانيا أكدت فيه أن جميع الأشخاص الراغبين في المشاركة في اللقاء بين البطريرك دانيال والبابا فرنسيس والذي سيتم في الكاتدرائية الأرثوذكسية الجديدة عليهم أن يتوجهوا إلى الساحة المقابلة لهذا البناء قبل ساعات قليلة على بدء اللقاء. ورأى كثيرون في هذه الدعوة مبادرة إيجابية جداً من طرف الكنيسة الأرثوذكسية الساعية هي أيضا إلى مد جسور للحوار مع الكنيسة الكاثوليكية من أجل هدم الجدران وتخطّي انقسامات الماضي.
واللافت أيضا الدعوة التي وجهتها كنيسة الروم الكاثوليك إلى بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية دانيال للمشاركة في الاحتفال الليتورجي الذي سيترأسه البابا فرنسيس في مدينة بلاج يوم الأحد القادم وسيعلن خلاله سبعة أساقفة من هذه الكنيسة طوباويين. مما لا شك فيه أن هذه الدعوة تشكل بحد ذاتها مبادرة هامة من قبل الكنيسة الكاثوليكية المحلية خصوصا إذا ما أُخذت في عين الاعتبار القضايا التاريخية العالقة التي ما تزال تلقي بثقلها على العلاقات بين الأرثوذكس في رومانيا والجماعة المسيحية التي تتبع الطقس البيزنطي. ولم يُعرف حتى الساعة ما إذا كان البطريرك دانيال سيُلبي هذه الدعوة لكنه أكد أنه سيُرسل المتروبوليت يوزيف موفداً عنه إلى القداس الذي سيحتفل به البابا مساء الجمعة في كاتدرائية القديس يوسف في بوخاريست.
في هذا السياق كان البابا فرنسيس وخلال زيارته الأخيرة إلى بلغاريا قد سلط الضوء على ثلاثة أبعاد للمسكونية يمكن أن توحّد المسيحيين وتساهم في تخطي الانقسامات التاريخية ألا وهي مسكونية الدم ومسكونية الفقراء ومسكونية الرسالة. ومما لا شك فيه أن زيارة البابا فرنسيس إلى رومانيا ولقاءه المرتقب مع البطريرك دانيال يعيدان إلى الأذهان الزيارة التاريخية التي قام بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى هذا البلد لعشرين سنة خلت وبالتحديد في شهر أيار مايو من العام 1999 وما تزال مطبوعة في الأذهان معانقته لبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية آنذاك تيوكتيست. زيارةٌ قال عنها أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إنها كانت تاريخية فعلاً، لأنها فتحت البابَ أمام زياراتٍ قام بها البابوات لاحقاً إلى دول أخرى ذات الأغلبية الأرثوذكسية مضيفا أن الجميع يتذكرون الصرخة التي تصاعدت من الساحات آنذاك والمطالِبة بالوحدة