سلامٌ لكِ أيَّتُها المُمتلئة نعَمة: تأمل الثلاثاء 25 مارس

سلامٌ لكِ أيَّتُها المُمتلئة نعَمة: تأمل الثلاثاء 25 مارس

 

سلامٌ لكِ أيَّتُها المُمتلئة نعَمة

الأب/ بولس جرس

تأمل في قراءات الثلاثاء 25 مارس 2014 الموافق29 شهر برمهات

السنكسار

عيد البشارة المجيد

في هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار بشارة أمنا والدة الإله العذراء القديسة مريم وذلك أنه لما جاء الوقت المعين منذ الأزل من الله لخلاص البشر . أرسل الله رئيس الملائكة جبرائيل إلى القديسة مريم البتول التي من سبط يهوذا ومن قبيلة داود الملك ليبشرها بالحبل الإلهي والميلاد المجيد . كما شهد بذلك الكتاب المقدس بقوله : في الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم فدخل إليها الملاك وقال : سلام لك آيتها الممتلئة نعمة . الرب معك مباركة أنت في النساء فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسي أن تكون هذه التحية فقال لها الملاك ” لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحلبين وتلدين أبنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك علي بيت يعقوب إلى الأبد و لا يكون لملكه نهاية’ ” فقالت مريم للملاك ” كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا ؟ ” فأجاب الملاك وقال لها ” الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله ” . ثم قدم لها دليلا علي صدق بشارته قائلا : ” هوذا اليصابات نسيبتك هي أيضا حبلي بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا , لأنه ليس شيء غير ممكن لدي الله ” فقالت مريم ” هودا أنا أمة الرب . ليكن لي كقولك ” فمضي من عندها الملاك (لو 1 : 26 – 38). وعند قبولها هذه البشارة الإلهية نزل الابن الوحيد قوة الله الكلمة أحد الثلاثة الأقانيم الأزلية وحل في أحشائها حلولا لا يدرك البشر كيفيته واتحد للوقت بإنسانية كاملة اتحادا كاملا لم يكن بعده افتراق . فهذا اليوم آذن هو بكر الأعياد . لأن فيه كانت البشري بخلاص العالم وفي مثله تم الخلاص بالقيامة المجيدة لآدم وبنيه من أيدي الشيطان نسأل إلهنا وفادينا أن يتفضل فيغفر لنا آثامنا ويتجاوز عن خطايانا . أمين

نص الإنجيل

وفي الشَّهرِ السّادِسِ أُرسِلَ جِبرائيلُ المَلاكُ مِنَ اللهِ إلَى مدينةٍ مِنَ الجليلِ اسمُها ناصِرَةُ، إلَى عَذراءَ مَخطوبَةٍ لرَجُلٍ مِنْ بَيتِ داوُدَ اسمُهُ يوسُفُ. واسمُ العَذراءِ مَريَمُ. فدَخَلَ إليها المَلاكُ وقالَ:”سلامٌ لكِ أيَّتُها المُنعَمُ علَيها! الرَّبُّ معكِ. مُبارَكَةٌ أنتِ في النِّساءِ”. فلَمّا رأتهُ اضطَرَبَتْ مِنْ كلامِهِ، وفَكَّرَتْ:”ما عَسَى أنْ تكونَ هذِهِ التَّحيَّةُ!”. فقالَ لها المَلاكُ:”لا تخافي يا مَريَمُ، لأنَّكِ قد وجَدتِ نِعمَةً عِندَ اللهِ. وها أنتِ ستَحبَلينَ وتلِدينَ ابنًا وتُسَمِّينَهُ يَسوعَ. هذا يكونُ عظيمًا، وابنَ العَليِّ يُدعَى، ويُعطيهِ الرَّبُّ الإلَهُ كُرسيَّ داوُدَ أبيهِ،ويَملِكُ علَى بَيتِ يعقوبَ إلَى الأبدِ، ولا يكونُ لمُلكِهِ نِهايَةٌ”.فقالَتْ مَريَمُ للمَلاكِ:”كيفَ يكونُ هذا وأنا لستُ أعرِفُ رَجُلاً؟”. فأجابَ المَلاكُ وقالَ لها: “الرّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ علَيكِ، وقوَّةُ العَليِّ تُظَلِّلُكِ، فلذلكَ أيضًا القُدّوسُ المَوْلودُ مِنكِ يُدعَى ابنَ اللهِ. وهوذا أليصاباتُ نَسيبَتُكِ هي أيضًا حُبلَى بابنٍ في شَيخوخَتِها، وهذا هو الشَّهرُ السّادِسُ لتِلكَ المَدعوَّةِ عاقِرًا، لأنَّهُ ليس شَيءٌ غَيرَ مُمكِنٍ لَدَى اللهِ”. فقالَتْ مَريَمُ: “هوذا أنا أَمَةُ الرَّبِّ. ليَكُنْ لي كقَوْلِكَ”. فمَضَى مِنْ عِندِها المَلاكُ.( لوقا 1 : 26-38).

نص التأمل

سلامٌ لكِ أيَّتُها المُمتلئة نعَمة

“سلامٌ لكِ أيَّتُها المُمتلئة نعَمة”

            ما عسى ان يكون هذا السلام

            سلام غير مألوف، غريب غير معتاد

           سلام لم تسمعه اُذن بشر منذ الخليقة

           سلام يملأ قلب العذرا عجبا واستغرابا

أي بشر يستحق هذا السلام الفريد وقد ضل البشر جميعا

” الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله ليس من يصنع الصلاح ولا واحد”

ما عسى ان يكون هذا السلام؟ هناك سر إذن وراءه! ثم من هو ذاك الذي يلقيه؟

إنه جبرائيل الواقف امام الله الجبار ، جبرائيل الذي ترتعد الفرائص لمجرد ذكر إسمه

فما الحال أمام لقياه وسماع صوته يتحدث موجها هذا السلام الفريد

وفيما هي متحيرة تسمعه يستطرد قائلاً: ” الرَّبُّ معكِ، مُبارَكَةٌ أنتِ في النِّساءِ”

ها هو يستانف الحوار مضيفا مجدا إلى مجد فالإمتلاء بالنعمة يعني الإتحاد الكامل بالله مصدر كل نعمة

وينتجم عن ذلك بركة خاصة سامية لم ينلها أحد قبلها:

فبين كل النساء في كل جيل ومن كل جنس

توجد العذراء مباركة إلى الأبد

تتزايد الدهشة في داخل البكر البتول الجاثية تصغي وهي لا تصدق أُذنيها

ترفع طرف عينيها ويا للهول“فلَمّا رأتهُ اضطَرَبَتْ مِنْ كلامِهِ”

 من يقف امامها هو “جبرائيل” نفسه ذاك الواقف امام الله يقف الآن امامها

كيف دخل؟ ماذا عساه يحمل من رسالة؟ وما معنى ما يقول….

يقرا الملاك ما يجيش في قلب الفتاة وما يعصف بعقلها فيستطرد

“لا تخافي يا مَريَمُ، لأنَّكِ قد وجَدتِ نِعمَةً عِندَ اللهِ”

يريد ان ينزع من قلبها الطاهر أي ظل لأي خوف ويرد على تساؤلاتها البريئة بسبب وجوده

“وها أنتِ ستَحبَلينَ وتلِدينَ ابنًا وتُسَمِّينَهُ يَسوعَ “

هذا يكونُ عظيمًا، وابنَ العَليِّ يُدعَى،

ويُعطيهِ الرَّبُّ الإلَهُ كُرسيَّ داوُدَ أبيهِ،

ويَملِكُ علَى بَيتِ يعقوبَ إلَى الأبدِ، ولا يكونُ لمُلكِهِ نِهايَةٌ”.

ثم يستطرد معلنا الخبر الرهيب، هدف نزوله من  السماء وحضوره أمامها

ها قد إكتمل الزمان وحان ملؤه وجاءت اللحظة التي اشتهتها جميع الأجيال

وكل ذلك يتحقق فيها هي مريم ن فتااة الناصرة، في شخصها الوديع الوادع المتواضع

1-    ستحمل العذراء وتلد وتظل عذراء

2-    ستلد ابنا “عظيما” وهو “إبن العلي” الإسم المستخدم عن الله في العهد القديم

كما سأل حنانيا رئيس الكهنة يسوع اثناء المحاكمة  “أإبن العلي انت؟”

وهو ايضا “عظيم” إسم آخر من اسماء الله الأكثر تداولا إلى اليوم

هذا هو قول الملاك جبرائيل لمريم ، لم يخترعه او يبتكره أحد…

3-    سيرث هذا المولود عرش أبيه البشري داوود فيتحقق به وفيه عهد الرب الذي لا يسقط ابداً

4-    ويملك على بيت يعقوب ليس نسل يهوذا بل السامرة فأبناء يعقوب إثني عشر كوكباً

وملكه على يعقوب يعني شمولية الملك الممتد من يعقوب إلى سائر الجنس البشري

وهو سيستمر إلى “الأبد بلا نهاية” مما يعني أن يسوع الإبن

هو إله ابدي ملك سماوي كإبن العلى، وملك ارضي كإبن داوود

طوباك يا ام ملك الملوك

طوباك يا سلطانة السماوات والأرض