سمَّيتُكُمْ أحِبّاءَ:  تأمل في قراءات الخميس 5 يونيو 2014 الموافق11 بؤونه 1730

سمَّيتُكُمْ أحِبّاءَ: تأمل في قراءات الخميس 5 يونيو 2014 الموافق11 بؤونه 1730

سمَّيتُكُمْ أحِبّاءَ

تأمل في قراءات الخميس 5 يونيو 2014 الموافق11 بؤونه 1730

الأب/ بولس جرس

نوة النقطة: شرقية ساخنة يومين

نوة النقطة: أي زيادة النيل وكان المصريين القدماء يعتقدون أن زيادة النيل تبتدئ في الليلة الثانية عشرة من شهر بؤونة  (نزول النقطة) بسبب دمعة إيزيس آلهة الخصب والنماء وهي الدمعة التي أراقتها حزنا علي زوجها ” اوزيريس اله الخير الذي قتله ” تيفون ” اله الشر.

نص الإنجيل

“لا أعودُ أُسَمِّيكُمْ عَبيدًا، لأنَّ العَبدَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سيِّدُهُ، لكني قد سمَّيتُكُمْ أحِبّاءَ لأنِّي أعلَمتُكُمْ بكُلِّ ما سمِعتُهُ مِنْ أبي. ليس أنتُمُ اختَرتُموني بل أنا اختَرتُكُمْ، وأقَمتُكُمْ لتذهَبوا وتأتوا بثَمَرٍ، ويَدومَ ثَمَرُكُمْ، لكَيْ يُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ ما طَلَبتُمْ باسمي. بهذا أوصيكُمْ حتَّى تُحِبّوا بَعضُكُمْ بَعضًا.”إنْ كانَ العالَمُ يُبغِضُكُمْ فاعلَموا أنَّهُ قد أبغَضَني قَبلكُمْ. لو كنتُم مِنَ العالَمِ لكانَ العالَمُ يُحِبُّ خاصَّتَهُ. ولكن لأنَّكُمْ لستُمْ مِنَ العالَمِ، بل أنا اختَرتُكُمْ مِنَ العالَمِ، لذلكَ يُبغِضُكُمُ العالَمُ. اُذكُروا الكلامَ الذي قُلتُهُ لكُمْ: ليس عَبدٌ أعظَمَ مِنْ سيِّدِهِ. إنْ كانوا قد اضطَهَدوني فسَيَضطَهِدونَكُمْ، وإنْ كانوا قد حَفِظوا كلامي فسَيَحفَظونَ كلامَكُمْ. لكنهُمْ إنَّما يَفعَلونَ بكُمْ هذا كُلَّهُ مِنْ أجلِ اسمي، لأنَّهُمْ لا يَعرِفونَ الذي أرسَلَني”. (يوحنا 15: 15- 21).

نص التأمل

تأملنا بالأمس عن “لا أعودُ أُسَمِّيكُمْ عَبيدًا”

وكان التأمل في التغيير الجذري الذي أحدثه يسوع في نوعية العلاقة

بين الله والإنسان بحيث تحولت من علاقة عبودية إلى علاقة بنوة.

واليوم نتأمل في تطور جديد لهذه العلاقة: “سميتكم أحبائي”

ما اجمل هذا أن تتحول علاقة مشحونة بالمخاوف والعقوبات

معبأة بالطاعة والخضوع والتذلل إلى علاقة حب…

أي حب ؟ حب حقيقي، حب صادق لا يعرف زيفا ولا خداعا.

في الحياة مقاييس ومعايير لكل شيء:

فنحن نقيس المسافات بالمتر

والأوزان بالكيلو والحرارة بالترمومتر

والزلازل بمقياس رختر….

فكيف يمكن أن نقيس الحب؟

سألت هذا السؤال مرةً  للجالسين في الكنيسة أثناء عظة

وكان معظمهم من الأجانب من مختلف الجنسيات…

تعددت الإجابات بين الشوق والحرارة والرغبة والسعادة

والشعور بالارتياح والرضا، إلى التناغم والتوافق …إلخ

حتى تحدثت أمٌ شابة عن الحب فقالت إن الحب بالنسبة لها:

 هو الإستعداد للبذل والتضحية

وهنا اردت ان اتوقف عن الأسئلة والإستماع وبدات العظة

لأن ذلك هو حقا المقياس الحقيقي والوحيد للحب حسب الإنجيل

ف “هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد”

و “ليس لأحد حب اعظم من هذا ان يبذل الإنسان نفسه في سبيل احباءه”

فليس الحب مجرد كلمات… وإلا لكان الشعراء والكتاب ابرع المحبين

ولا يقف الحب على اللمسات … وإلا لكان الفنانون والرسامون والنحاتون أبدع المحبين

وما الحب  محض همسات … وإلا لكان الممثلون والمطربون اعظم المحبين

وليس الحب هدايا ووهبات …وإلا لكان بابا نويل هو  المحب الوحيد

وما بالفلتات  واللفتات والأعمال البهلوانية… وإلا لكان البلياتشو أبدع المحبين

ولا الحب انغام واحلام ومراسم وقوانين…

فقانون الحب الوحيد هو العطاء ومقياسه هو الإستعداد للبذل

ومحوره هو الإنسكاب بلا حدود

في الآخر ومن أجل الآخر ولصالح الآخر

بلا شرط بلا قيد بلا انتظار حتى لشكر او عرفان

وهكذا هو حب يسوع …. إلى آخر قطرة من دم وماء

فإلى أي درجة نستطيع أن نقول أننا نحبه؟