سيارة بابا الفاتيكان

بقلم حمدى رزق
 
رفض البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، استخدام أسطول السيارات الفارهة التى أعدتها له دولة الإمارات، وأصر على استخدام سيارته البسيطة من نوع كيا سول Kia Soul، حتى بدا المشهد عجيبًا، بين بساطة البابا، وفخامة القصر الأميرى، الذى استقبل فيه.

وبحسب نشرة دلتا الاقتصادية نقلًا عن موقع amp.thenational.ae، فإنه رغم كرم الضيافة وفخامة الاستقبال المعهود من الإمارات تجاه ضيوفها، فقد فضل قداسته استقلال سيارة بسيطة وعادية، وظهرت السيارة الكورية يحيط بها الفرسان والخيالة، ويرافقها الموكب المخصص لتأمين ومرافقة البابا فرانسيس.

سيارة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية أحد طرازات السيارات الصغيرة من كيا Kia، والتى لا يتجاوز ثمنها 14 ألف دولار، وترافقه فى جولاته الخارجية جميعًا، وشوهدت فى كوريا الجنوبية وفى أوغندا، لا يرتضى عنها البابا بديلًا فاخرًا.

المقربون من بابا الفاتيكان يلفتون إلى أن البابا فرانسيس يحرص على الحد من استخدام السيارات الفارهة، كإشارة إلى أن الإنسان لا بد أن يهتم بالجوهر أكثر من الشكل، وأن رجل الدين ينبغى أن يقدم نموذجًا عمليًا للزهد فى ترف الحياة.

البابا فرانسيس يضرب مثلًا، ما حاجة رجل الدين ورع تقى زاهد ناسك لسيارة فارهة يمتطيها وفى الجوار فقير يترجى، أو مريض يتلوى، كيف تعظ الفقراء وتصبرهم وتأخذ بأيديهم، وتتموضع بينهم ناصحًا ومرشدًا، وأنت تترجل من سيارة أمام أعينهم ثمنها يكفيهم شر العوز والحاجة.

نرى بعض رجال دين فى ظهرانينا ينافسون النجوم، ويقتنون أحدث السيارات الفارهة، بأسعار خرافية، ويرتدون فاخر الثياب، فى مفارقة يعجب منها الطيبون، ومن رجال الدين من صاروا نجومًا للمجتمع ويتبارون بآخر وأحدث الموديلات، ينافسون بها آخرين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة.

مثال البابا حرى أن يحتذى أولًا بين رجال الدين، البابا يضرب نموذجًا طيبًا لرجال الدين، استقيموا يرحمكم الله، فاخر السيارات التى يمتطيها بعض من رجال الدين، تحتاج إلى وقفة مع النفس تجاه المجتمع، وقفة أمام رب العالمين، مطلوب ممارسة عملية على الأرض تقرب النجوم ترصع السماء من أرضية الشارع الموحلة بالفقر والمرض.

للأسف، ما بين النجوم وأرض الشارع زجاج سيارة فيميه، الشارع لا يرى النجوم إلا فى فيديوهات صارخة بالثراء تخزق العيون بصور لا مثيل لها إلا من محدثى النعمة من رجال الدين ونجوم الفن والكرة الذين فتح الله عليهم من وسع الدنيا.

المعنى الكامن فى حديث سيارة البابا فرانسيس الصغيرة أن الأهمية والمكانة ليست بأساطيل السيارات الفاخرة، ولا بالمواكب والأبهة، ولكن بمصداقية الفعل تأمينًا على القول الدينى بتصرفات يلمسها الناس فيصدقون القول بالفعل، تواضعك كرجل دين طريق الوصول لقلوب البسطاء، تخلوا عن السيارات الفاخرة التى تحمل أرقامًا مميزة وتتبختر تخزق عيون الفقراء التى ابيضت من البكاء طلبًا للرحمة والمغفرة.

بالله عليكم تواضعوا لله، وشيروا أموال الله إلى الله، ولا تستحلوا الدين بضاعة لمتعكم الدنيوية، كيف تطلبون من الفقراء العمل للآخرة وأنتم تعملون للدنيا، وفى هذا يقول الحكيم فى محكم التنزيل : أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ وفى موضع آخر من الكتاب الكريم: كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ، والغاية من هذا الحكى، لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ.

هذا الخبر منقول من : اليوم السابع