سيدي أعطني هذا الماء- تامل اليوم الخميس 23 يناير 2014

سيدي أعطني هذا الماء- تامل اليوم الخميس 23 يناير 2014

سيدي أعطني هذا الماء

الأب/ بولس جرس

نص إنجيل باكر اليوم

بدلا عن نص أنجيل متى 25 : 1 – 13 العذارى الحكيمات الذي سبق وتاملناه مراراً عدة…

“قالت له المرأة : يا سيد أعطني هذا الماء ، لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي قال لها يسوع : اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى ههنا أجابت المرأة وقالت : ليس لي زوج . قال لها يسوع : حسنا قلت : ليس لي زوج لأنه كان لك خمسة أزواج ، والذي لك الآن ليس هو زوجك . هذا قلت بالصدق قالت له المرأة : يا سيد ، أرى أنك نبي آباؤنا سجدوا في هذا الجبل ، وأنتم تقولون : إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه قال لها يسوع : يا امرأة ، صدقيني أنه تأتي ساعة ، لا في هذا الجبل ، ولا في أورشليم تسجدون للآب أنتم تسجدون لما لستم تعلمون ، أما نحن فنسجد لما نعلم . لأن الخلاص هو من اليهود ولكن تأتي ساعة ، وهي الآن ، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق ، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له الله روح . والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا “. ( يوحنا 4 : 15 – 24).

نص التأمل

في  لقاء المسيح بالسامرية كتبت رسائل ودونت أشعار وسطرت كتب…

في هذا اللقاء الفريد الذي يجمع في تدبير عجيب: بين نفس الله المحب العطشان إلى خلاص كل نفس

ونفس الإنسان الذي مهما بلغ من الفساد والضلال يظل عطشانا إلى النبع الأصيل، إلى الله الخالق

من هذا اللقاء الخالد تنطلق نفس السامرية وكل نفس بشرية محلقة بعيدا

إذ تتحرر الروح فيغرد اللسان وحين يسأل السيد : أتؤمنين أنت؟

يكون الرد القاطع الملهوف: نعم أؤمن يا سيدي

نعم أؤمن يا رب فأعن ضعف إيماني…طال انتظار المسيا، وها أنت تخبرني أنك إياه

أؤمن بما توحي به فأنت الوحيد الذي في حضن أبيه منذ البدء ويخبر

ها أنت اليوم ههنا، بعد أن تجليت بأشكال مختلفة  وكلمتنا بطرق ووسائل عديدة

أراك  جالس أمامي الآن كواحد منّا تكشف لنا ذاتك بعد أن احتجبت طويلاً

لم يعد شيء يهمني في الحياة يكفي أني لقيتك وهاأنذا اليوم واقف في حضرتك:

اسمعك تقدم لي كل يوم ” كلمتك ” كماء حي، يروي تلوم نفسي بعد عطش

تفتح أذني فتكشف لي ذاتك، وتعلمني فتكشف لي نور الآب

أشعر بيدك الطاهرة تلمسني فاستدفيء بحضورك يا بن الإنسان

ألمح نظرة عينيك الممتلئتين حباً فيزول من قلبي كل خوف

تفتح شفتي يا رب فيجود فمي بالتسبيح لك

كانت نفسي عطشى فوجدتك نبعاً للحياة

كنت في شوق أن أرى نور الله فرأيتك نوراً للعالم

كنت في بحث عن ذاتي فوجدت فيك ذاتي وقريبي وإلهي لذا:

    أؤمن بشخصك الذي قلب موازين حياتي

    أؤمن أن كلماتك هي كلمات الحياة الأبدية

    أؤمن أن كل وعودك سوف تتحقق أكيداً

أعطني يا سيدي من ماء الحياة

أعطني أن ابقي معك، أن اتبعك حيث تمضي، فحاشى لي لن أتركك بعد ان وجدتك.

من يفصلني عنك بعد أن عرفتك وأي شيء يشغلني عن حبك

أشدة: وكم من الشدائد عرفت قبل أن أعرفك

أضيق: لقد كانت روحي تضيق فيّ قبل أن ألقاك

أم اضطهاد: كم عانيت منذ طفولتي

أم جوع: وهل هناك جوع أصعب من حرماني منك

أم عطش: وكم عانيت العطش بدونك حتى تشققت أركان نفسي

أم عري: عريان ظللت منذ آدم إلى أن غطيتني برداء حبك

أم خطر: الخطر الوحيد الذي يهدد كياني هو انفصالي عنك

أعطني ربي.. أن أبت اليوم معك اليوم عهداً جديداً، عهداً أبدياً

    أعطني ربي أن أسجد أمامك باقي ايام عمري،

    دعني أجلس تحت قدميك، فحسن أن أظل ها هنا…

    دعني أستمع إليككمريم، واستمتع بحضورك فأنشغل عن مهام العالم

    دعني أبقى شاخصا وكأني على الطابور أشاهد جلالك

    دعني أستقبلك في بيتي كما فعل متى وزكا فتتغير كل مسارات حياتي

    دعني أدعوك إلى البقاء معي كتلميذي عماوس، فاقوم لأنطلق مبشرا بقيامتك

يا سيدي أعطني من هذا الماء