صرخة الأرملة: تأمل الإثنين 3 مارس

صرخة الأرملة

2-  استمرارية الصلاة

تأمل في قراءات الإثنين 3 مارس 2014 الموافق السابع من شهر برمهات1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

وقالَ لهُمْ أيضًا مَثَلاً في أنَّهُ يَنبَغي أنْ يُصَلَّى كُلَّ حينٍ ولا يُمَلَّ،قائلاً:”كانَ في مدينةٍ قاضٍ لا يَخافُ اللهَ ولا يَهابُ إنسانًا. وكانَ في تِلكَ المدينةِ أرمَلَةٌ. وكانَتْ تأتي إليهِ قائلَةً: أنصِفني مِنْ خَصمي!وكانَ لا يَشاءُ إلَى زَمانٍ. ولكن بَعدَ ذلكَ قالَ في نَفسِهِ: وإنْ كُنتُ لا أخافُ اللهَ ولا أهابُ إنسانًا، فإنِّي لأجلِ أنَّ هذِهِ الأرمَلَةَ تُزعِجُني، أُنصِفُها، لِئلا تأتيَ دائمًا فتقمَعَني!”.وقالَ الرَّبُّ:”اسمَعوا ما يقولُ قاضي الظُّلم.أفلا يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ، الصّارِخينَ إليهِ نهارًا وليلاً، وهو مُتَمَهِّلٌ علَيهِمْ؟ أقولُ لكُمْ: إنَّهُ يُنصِفُهُمْ سريعًا! ولكن مَتَى جاءَ ابنُ الإنسانِ، ألَعَلَّهُ يَجِدُ الإيمانَ علَى الأرضِ؟”.( لوقا 18: 1-8)

نص التأمل

تأملنا بالأمس في كيفية الصلاة والإتراز من أن تتحول إلى فعل روتيني طقسي

مجرد من الروح والحميمية وبعيدا عن روح البنوة…

اليوم يضيف المعلم السرمدي الضياء إلى معاني الصلاة المسيحية بعداً جديداً

لا يقل اهمية وعمقا عن البعد السابق وغن بدا للوهلة الأولى متناقضا…

نتعلم من الأرملة:

أولا : وضوح الهدف: هي تعرف قضيتها وتعي خطورة موقفها، وتدرك ان ضعفها وهشاشتها وعدم قدرتها ستظل عوائق لا يمكنها التغلب عليها وحدها ولا الوصول بمفردها إلى حل منصف…

ثانياً: وضوح الرؤية:بهذا الإدراك وذاك الوضوح تحدد إلى من ينبغي أن تتوجه ” من بيده القضية برمتها”فتتوجه مباشرة غليه وفي بيته كل يوم…لأنها تعرف قدرته وتدرك انه لا يخشى أحدا في السماء وعلى الأرض.

ثالثاً: وضوح الأسلوب: ليس بيدها ولا بين وسائلها غير الصلاة والدعاءوالطلب بلجاجة وإلحاح

كل يوم وكل ساعة وكل لحظة…فليس بقدرتها مواجهة الخصم وأعلى من طاقتها الوصول معه إلى حلّ مرضي.

رابعاً: الثقة المطلقة: يبدو ان إنعدام الحيلة والشعور المتزايد بالعجز والعوز يدفعانها إلى الوثوق والتيقن بل الإيمان الصادق بأن ” ذلك القاضي” يستطيع ويقدر وحدهن  متى شاء وأراد،  أن يحقق المرام إذا استمرت في الطلب وثابرت على الإلحاح.

بعد ان عرف يسوع شخص الله  بالآب الحنون الذي يعلم ما يحتاجه البنون حتى قبل ان يطلبونه. ويطلب منهم ألا يهتموا بأمور الدنيا من مأكل وملبس ومشرب…  يكاد الرب يشبهه اليوم بالظال. كيف!! كي يوصل لنا معنىً خاصا جداً ألا وهو انه حتى بافتراض أن يكون هذا الآب قاسيا ظالما ” فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون ان تعطوا بنيكم عطايا حسنةن فكم بالحري ابوكم السماوي يا قليلي الإيمان” فلن يتوان عن الإستجابة لصلاة الذين يصرخون نحوه نهاراً وليلاً

تاكد ان حارسك لن يغفل فهو لا ينام

وأعلم أن أباك السماوي لن ينساك وإن نسيت الأم رضيعها

واعرف ان طلبتك  حتماً ستستجاب حتى وإن بدت بعيدة مستحيلة التحقيق

ولا تنسى أن إلهك هو إله المستحيلات

وأن غير المستطاع عند الناس هو بكل بساطة عند الله مستطاع

أمن فتُعطى إسأل فتستجاب وأطلب فتنول

صلِ كل يوم وباستمرار واقرن صومك بالصلاة.