صلاتي اليوم: المسيح قام حقا قام

صلاتي اليوم: المسيح قام حقا قام

 صلاتي اليوم

المسيح قام

حقا قام

 

أضع بدل  صلاتي اليوم هذه القصة

كان من عادات اهل إحدى الجزر في المحيط الأطلنطي ان يقيموا كرنفالا سنويا يمارسون فيه كل اشكال اللهو والعربدة، وكان يختتم عادة باختيار شخص ما ايا كان سنه او جنسه ويقيمونه ملكا عليهم للعام القادم ، يتعدون له بالطاعة والخضوع وتلبية كل طلباته ونزواته مهما بلغت من شطط او مبالغة فكان المختار يقضي العام كله في التمتع واللذة وايغترف من شتى انواع الشهوات ولا يوقفه أحد فهو الملك… وعندما يحين اوان المهرجان كان الشعب في نهايته يقوم بنفس عملية اختيار الملك الجديد للعام القادم، اما الملك القديم فكانوا يحملونه على الاعناق ويذهبون به في قارب صغير الى جزيرة نائية حيث لا زرع ولا ضرع ولا حياة فسرعان ما ينتهي هناك ويجف ويزبل ويهلك ويبيد الى الأبد…

وفي أحدى السنين قاموا باختيار شاب رائع اجمال حاد الذكاء طيب القلب زكي الروح متسع الخيال… فكان اول ما صنع صباح يوم صحى من نومه في ذلك القصر الملوكي المهيب هو ان استدعى العلماء والكهنة والسحرة والوزراء وطالبهم أن يحددوا له الوجهة التي ذهب إليها من سبقه من ملوك كان ذلك السؤال مفاجئا لكل من حوله فلم يسبق أن سأله أحد بل كان الجميع يروحون في سكرة اللذات وكثرة المشغوليات وتعدد المشروعات من اللحظة الأولى حتى النهاية الحزينة…. فكشفوا له عن مصير جميع من سبقوه وعن المكان الذي كانوا يُحملون إليه… فبدأ من تلك اللحظة وفي هدوء تام يستعد لتلك الساعة : فارسل الفلاحين ليستصلحوا ار تلك الجزيرة الجدباء والمهندسين لحفر الأبار والبناؤون لبناء قصر منيف والقادة والجنود لتاسيس قلعة وبناء حصن… كل ذلك تم في صمت كامل وهدوء بلا إعلان ولا ضجيج…. وعندما انتهى العام وجاء موعد الكرنفال السنوي كان قلب ذلك المير النبيل يخفق فرحا انتظارا لتلك اللحظة التي سيتحرر فيها من اعباء المملكة وصخب أهلها…حملوه في ذلك القارب الحزين إلى ” جزيرة الموت” وحين وطأتها قدماه كان يتقافز فرحا وشوقا ليشاهد ما سبق واعد له من مجد وفرح وحياة…

هذه هي حياة المسيحي إنه يملك على الأرض سنوات عمره وهو متوجه نحو القيامة نحو الأبدية نحو ما هو باق لا ما هو فان… ولقد وهبنا المسيح بقيامته القيامة والحياة…