صلاتي اليوم: تلميذ أنا إلى الأبد بين يديك

صلاتي اليوم: تلميذ أنا إلى الأبد بين يديك

 

صلاتي اليوم

تلميذ أنا إلى الأبد بين يديك

ربي وإلهي: هكذا صرخ توما منفعلا إبان رؤيتك امام ناظريه

ولدى سماعه دعوتك الوديعة الموجهة بالإسم إليه:” تعال”

        حقا ما أروع تسامحك وما أعظم غفرانك

          جئت اليوم خصيصا كي لا تدعه يتخبط في ظلمة الشك الرهيب وحيداً

لا غرو وقد غفرت لصاليبيك وانت بعد معلق على الصليب

ولأجلهم صلّيت : أغفر لهم يا إبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون”

كيف لا تغفر بعد قيامتك وظهورك  للذين مازالوا في قيامتك يتشككون

لأجلهم خصيصا عدتاليوم و بعد ثمانية ايام

لتظهر ثانية وثالثة وورابعة ومائة ومليون مرة

وأنت الى اليوم مستعد للمجيء والحضور والظهور

بل أنت مستعدٌ ايضاً أن تُصلب من جديد

         كي تخلص الإنسان الذي احببته وأخترته

          ومن ظلمة الخطيئة وظلال الموت حررته و أقمته

وإلى حيرة والم الشك الرهيب لم تسلمه

مستعد أنت دوما لأن تفرد ذراعيك لتضمه إلى صدرك

وكل يوم من جديد متأهب كي تقف امامه تناديه وتدعوه باسمه

وجاهز لأن تعطي الإنسان الذي احببته فاصطفيته

آخر قطرات دم وماء تسيل من جنبك

حتى بجُرح جنبك وثقوب المسامير في يديك وسعيك الحثيث نحونا تشُفينا…

يا سيدي يسوع أيها القائم بمجد عظيم

اما كان بالإمكان ان تتجاهلني

أن تحتقر شكي وتستنكر نكراني

ان تغضب فتهملني أعيش في ظل شكوكي واشجاني

ان تعاقبني فأدفع ثمن جهلى وجحودي وسذاجة إيماني

لكن بجلال وبهاء أراك تدخل والأبواب مغلقة بما فيها ابواب قلبي القاسي

وبرقة وعذوبة اسمعك تناديني  باسمى وتدعوني “هات إصبعك”

” لا تكن غير مؤمن بل مؤمناً”…

ها قد اتيت اليوم يا سيدي

قارعا باب تعاطفاتك فأرحم شخصي المندفع دوما

وارفق بسذاجة إيماني الطفولي أبدا

وتراءف بهشاشي عواطفي المتقلبة على الدوام

وعلمني كيف أؤمن حقا

فسأظل إلى الأبد تلميذ بين يديك

إبنك الأب/ بولس جرس