صلاتي اليوم
علمني ألا اغتاظ
الأب/ بولس جرس
سيدي يا من:
تشرق شمسك على الأبرار والأشرار
ترزق بخيراتك الضالين والصالحين
تروي بمياه مطرك الأرض البور والصالحة
تغطي بزهرك المروج والحقول والحدائق
تغدق من رزقك على الكافرين والذين ينكرون وجودك
تهب الحياة للجميع وتغفر يومياوتصفح نهائيا وتسامح على الدوام
إيها الإله الذي
يسمح للشرير أن يتمادى في شره
والباغي أن يتعاظم في بغيه
والظالم أن يعسف في ظلمه
ويتأني عليهم ويصبر
ويبعث مرسليه إلى الجهال والضالين علهم يهتدون
إيها الإله الذي لا ينفك يدعو الإنسان إلى التوبة والرجوع
ويظل مرة تلو مرة يقدم المزيد من فرص التوبة والغفران
وحين يعود تذبح العجل المثمن وتفرح والسماء بخاطيء واحد
وكأنك غير مهتم ولا عابيء بالتسعة والتسعين الذين يتفانون في خدمتك
تقبل توبة لص لم يهتد سوى في اللحظة الأخيرة وهو على الصليب معلقا
تفتح أمامه فورا أبواب الفردوس فسيحة ليسكن معك
وكأنه يوحنا المعمدان الذي نال الروح القدس وهو في بطن إمه
إيها الإله الذي لا يتوقف عن الحب والصفح أبداً
أراك في الحياة تكثر رزق السفهاء وتعظم ربح الغشاشين
تداري على النصابين وتتستر على أعراض الذين بالخيانة يغدرون
حيرت قلبي يا سيدي فعلمني: علمني إلا أغتاظ…
علمني أن اتقمص فكرك وأتنفس حبك وينبض قلبي بنبض قلبك
أعط أن تلهف روحي بلهفة روحك وتعطش نفسي عطش نفسك وتتوق إرادتي لتحقيق مشيئتك
أفهمني كيف أقبل بتوبة زكا وأسعد بطهر الزانية
علمني أن افرح بعودة الإبن الضال وأسعد بتوبة المجدلية
فهم قلبي كيف تنظر بعد القيامة لتلاميذ باعوك وأنكروك ووحدك تركوك بكل هذا الحب والحرص
لقن نفسي كيف تتسامح مع قبلة يهوذا
وأفهمني كيف ترنو بعيني الغفران لإنكار بطرس
اعطني أن افرح لخير ناله قريبي واسعد بنجاح اصابه غيري
أنتشي برخاء يفيض بين يدي أهلى وأصدقائي
ومغفرة ينالها حتى خصومي واعدائي…
علمني يا سيدي ألا أغتاظ…
الأب/ بولس جرس
