صلاتي اليوم:  قصة حب

صلاتي اليوم: قصة حب

صلاتي اليوم

قصة حب

أحكي اليوم قصة مؤسسة السامري الصالح للأطفال الأيتام وكيف بدأت

فهي رواية حقيقية معاشة في واقع كنيستنا القبطية الكاثوليكية….

عندما كان الأب الحبيب بيشوي راغب راعيا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة

حاول ان يشرك غيره فيما يعيش من خير وبركات

فابتدأ يحفز الناس هناك أن يتبرعوا لبعض المؤسسات

والرعايا والعائلات الفقيرة المحتاجة إلى دعم مادي

وكان يقول الدولار مش هايفرق معاك في شيء لكنه يعييش أسرة في الصعيد ليوم كامل

وهكذا بدأ الأب الجليل يشجع ويفعل أعمال الرحمة

وقد إكتشف بالصدفة أن الحكومة الفدرالية في لوس انجلوس تشجيعا للنظافة ولعملية تدوير المخلفات

قررت ان تشتري علب الكوكاكولا  الصفيح فارغة بسنت واحد

وإذ نعرف ولع المصريين بالمشروب وكمية استهلاكهم طلب من كل من يحضر إلى الكنيسة

أن يحضر معه علب الكوكا الفارغة وصار يستبدل تلك الألآف بسنتات يرسلها

مدعومة بعطاء وتبرعات المؤمنين إلى العائلات الفقيرة في مصر  والمؤسسات التي ترعى الفقراء

وهكذا ولدت في ذهنه فكرة إنشاء مكان يستقبل هؤلاء الأطفال

ويساعدهم على النمو السليم في ضوء ما ناله من علوم التربية وعلم النفس

وبالأخص ما يتميز به طبعه من حنان ورقة وعطف وطيبة وسخاء

وعندما التقى بالأب انطون فرنسيس الذي كانت حياته قد توجهت بالكامل

نحو إنشاء بيت للأطفال المعوقين لكن الإمكانتات كانت متوقفة

قرر الإثنان ان يشتركا في نفس قطعة الأرض التي كان قد غشتراها كاهن تقي آخر، لويس برايا

 فقاما سويا بما كان لديهما من اموال بسيطة  بإنهاء المبنى وافتتاحه بقسميه  الأول للمعوقين

والثاني شاء الأب الورع ان يسميه ” السامري الصالح”

 إشارة إلى نموذج هذا الرجل المجهول الإسم الغير معروف العائلة

لكنه استطاع ان يقتحم الإنجيل

وصار عبرة وموعظة على مدى الأجيال

بما قدمه في صمت وبلا انتظار حتى مجرد الشكر

وهكذا كان الأب بيشوى راغب

وهذا ما قام به  في صمت وصبر وسخاء وحب

داوى جراحاتنا ولملم اشلاء أطفال عائلاتنا الممزقة

وحملها جميعا على منكبيه

وسعى بكل طاقته ان ينير لها الطريق نحو المستقبل

ثم أوصى بها ومضى في صمت كامل…

وهكذا من أبسط الأشياء يستطيع الرب ان يبنيأهراما شامخات

متى حسنت النويا وخلصت النيات

نعم في كنيستنا القبطية نماذج مشرفة ومشرقة

وهذه اليوم صلاتي ان يهب الرب كنيستنا من الإكليروس والعلمانيين

نماذج حية تستمد وتستلهم من روح الإنجيل حياة

لها ولكنيستنا ولأبناء شعبنا وهناك الكثيرون بالفعل

الأب/ بولس جرس