صلاتي اليوم : مثقال شعرة

صلاتي اليوم : مثقال شعرة

صلاتي اليوم

مثقال شعرة

يا مريم نموذج الإيمان على مر الأجيال طوباك

نعم مع امك مريم، سيدي القائم والممجد،

وإلى جوارها اود ان اقف وأصلي:

أن تهبي مقدار مثقال شعرة من عظيم إيمانها

فهي الوحيدة التي برغم كل الظروف ظلّت تؤمن:

                     أن الأبدي لا يمكن ان ينتهي بالقبر

                     وان فم الهاوية مهما اتسع فلا يمكن ان يحوي لاهوته

                     وان مبديء الحياة لا يمكن ان يموت فصانع الكون لا يعرف الزوال

لقد آمنت تماما كما آمن إبراهيم ابوها بالقيامة

                   قبل ان تعرفنها لأنها امنت بالله القادر على كل شيء

                   ووضعت فيه كامل ثقتها فاسلمته حياتها وجودا وكيانا

فلم تستسلم لسلطان الحواس: عيون ترى الجلد وإكليل الشوك والصلب والموت والقبر

ولم تستسلم لمملكة العواطف: احاسيس متفاقمة  من الألم والحزن والإنكسار واليأس

ولم تعطي الزمام لسلطان العقل: ليثبت  ويبرهن بالدليل الدامغ ان كل ما عشته كان وهما

                                                   وكل ما آمنت به كان مجرد أضغاث أحلام

                                  بل تركت كيانها كاملا بين يدي من انشأئها وتجسد من أحشائها

وظلت كلمات إليصابات تتردد في إذنيها:

” طوبي للتي آمنت فسيتم لها ما قيل من الرب”

لذا ظلّت من صميم أحشائها أمي تصرخ:

            رغم الحواس أومن يا سيدي برغم ما ارى واسمع وألمس واشهد

            رغم الإحساس أؤمن يا سيدي برغم ما أشعر من حزن ووجع وبؤس وخذلان

            رغم المنطق أؤمن يا سيدي برغم غياب المنطق وانتفاء البديهة وحكم الواقع

وواظبت في باطنها تردد

            أؤمن انك هناك وانك حي وانك وإن رقدت فستقوم كالثمل من الخمر

            وان الحياة منك تنبع وأن القوة والمجد والسلطان هي ملك لك

           وان الموت لا يمكن ان يبتلعك فانت سيده وأنت قاهره

وانه لو اجتمع العالم بما فيه وبكل ضجة وضجيجه

فلن يغيير قيد انملة من انشودة كياني

مريم مريم مريم مريم يا ام الكنيسة ويا امّنا جميعا وأمي

إمنحي نارا لقلبي ليشتعل بيسوع ربي

امنحيني امي هبة ولو مقدار شعرة من إيمانك

إمنحيني أن اكون مسيحيا

فكم هو عظيم إيمانك

 

إبنك الأب/ بولس جرس