طريق المحبة .. بقلم الشاب مايكل وليم

طريق المحبة .. بقلم الشاب مايكل وليم

اليوم  نتامل سويا فى الميلاد  ليلة بداية طريق المحبة طريق
المحبّة ليس كباقي الطّرق، فمنهجه البذل والتّخلّي، وشعاره الغفران والتّسامح،

بقلم موهبة شابة جديدة وهو  الشماس مايكل وليم  يطل علينا لاول مرة على موقعنا  نرجو ان تحوز اعجاب قرائنا الى موضوع التامل ” طريق المحبة ”

في عالم أصبحت فيه المادّة كلَّ شيء، علت أصوات حبِّ الامتلاك والغنى والثّروات الكثيرة في سبيل إرضاء رغبات بشريّة لن تشبع أبدًا بما هو زائل أو فانٍ، ظهرت الرّغبة في امتلاك من نوع آخر، امتلاك يختلف كلّ الاختلاف عن امتلاك الثروات والمتعلقات، امتلاك يسعى إلى تحقيق العيش السّعيد الّذي لا يحقّقه إلاَّ امتلاك طريق المحبّة…..

طريق المحبّة ليس كباقي الطّرق، فمنهجه البذل والتّخلّي، وشعاره الغفران والتّسامح، وهدفه التّأصّل بجذور الحبّ الإلهيّ والتي ظهرت قمتها على صليب رب المجد يسوع المسيح، الذي أحبّنا وأسلم ذاته فداء لأجلنا. هذا هو طريق الحبّ الذي رسمته الأيادي الإلهيّة في الطّبيعة البشريّة حتى تتحول الأراضي القاحلة إلى جنة ريَّا…..

طريق المحبّة هو ذاك الطريق الذي سلكه الأنبياء الذين كرّسوا حياتهم لرسالة إلهيّة، رسالة افتقاد الرب للبشريّة، فقدموا ذواتهم لتوصيل رسالة محبة الله الأبوية لكل الشعوب ولكل الأمم بمختلف الأديان والأجناس، فطريق محبّة الله هو للجميع وليس حكرًا لطبقة معيّنة أو ثقافة  أو مجتمع، فشموليّة المحبّة الإلهيّة هي التي حرّكت الأحشاء الإلهيّة لتفتقد أراضي نفوسنا الشقيّة، حتى نتحول إلى الصورة الإلهيّة صورة المحبّة البنويّة….

طريق المحبّة هو ذاك الطريق الذي سلكه الرّسل والقديسون والشّهداء، حتّى قدموا حياتهم علامة محبّة للفادي، هؤلاء لم يكن العالم مستحقًّا لهم، فتركوا خزي العالم محبّة في الإله الذي أحبهم إلى المنتهى. وبالطبع لم تنتهي حياتهم، بل تحوّلت شهادتهم إلى بذار حيّة بُنيت عليها كنيسة الفادي، بذار حيّة أعادت الحياة للموتى، والرجاء للبؤساء والإيمان للبعيدين عن الحظيرة الحقيقيّة التي لمخلصنا الصّالح. فكم أنت عظيمٌ أيها الحبُّ، فعندما تسكن القلب تملأه بالقوّة والرجاء والإيمان الذي يتجاوز هذه الحياة الماديّة ويدخل إلى عالم الحياة الإلهيّة….

يظنون أنَّ المحبّة ضُعفًا، والبساطة جهلاً، والإيمان تخلّفًا، والرَّجاء وهمًا…حقًّا لهم عيون ولا يبصرون، ولهم آذان ولا يصغون، قد أعمى الشرير بصيرة هؤلاء حتّى لا يبصروا النور الإلهيّ الذي لا يشع إلا من طريق المحبّة، ذاك الطريق الذي لا يدركه إلاَّ من هم أبناء المحبّة، أبناء الإله الذي تجسّد وما زال يتجسّد بقوّة هذه المحبّة في عالمنا البشريّ، فمحبّة المسيح تحصرنا في كلِّ حين…

فيا أيُّتها المحبَّة الإلهيّة، تعالِ إلى قلوبنا العطشة وإلى عالمنا التائه في أوهام المتعة واللّذة والرَّغبات الشَّريرة، تعالِ إلى كنائسنا الّتي تعاني من حروب الشرير وكراهية الرافضين لكِ، تعالِ إلى من يدّعون أنّهم يعرفون الله وهم يقتلون البشر ويقتلون الفضائل بتعصبهم وتكفيرهم للآخرين ظنًا منهم أنَّهم فقط يمتلكون الله، ولا يدركون أن الله لا يمتلكه أحد فهو غير المحوى وغير المفحوص، مالي الكل والذي لا يحده عقل….

يا أيتها المحبّة أعيدي النور السماويّ إلينا من جديد حتى نواجه التّحديات والصعوبات، فنحن بدون ضيائك لن نقدر على مجابهة الشرور.

One thought on “طريق المحبة .. بقلم الشاب مايكل وليم

  1. مغارة الميلاد … أوّل كنيسة
    عجبًا لكَ أيُّها الرّبّ يسوع، أن تتنازل وتتجسّد في صورة طفلٍ، مُولودًا في مغارةٍ حقيرةٍ تسكنها الحيوانات، لقد ألهمتَ عبدك فرنسيس الأسيزي أن يصنع مغارةً ذكرى لمغارتك الإلهيَّة، وتعطفتَ عليه بحلولك فيها أيضًا. أمام مشهد المغارة نستطيع أن نتبين كلَّ سمات الكنيسة الأربعة وهي: كنيسة واحدة، مُقدّسة، جامعة، رسوليَّة.
    أولاً: مغارة الميلاد … كنيسة واحدةٌ
    – ترتكز على ولادة طفلٍ واحدٍ هو الطفل يسوع، فهو محور ومركز وأساس المغارة.
    – مغارة الميلاد ما هي إلاَّ مشهدٌ يُعبّر عن اكتمال الوحدة والاتحاد بين الله والإنسان، وهدم حاجز الخطيئة، بواسطة مريم.
    – مغارة الميلاد هي مغارة ولادة ابن الله الوحيد (يسوع المسيح).
    – مغارة الميلاد تظهر مريم أمًّا وبتولاً في آنٍ واحدٍ.
    – مغارة الميلاد هي مكان تجمع (مصب وحدة) لكلا من يوسف النّجار، والصبية مريم، الرّعاة، وعلماء الفلك المجوس، وحيوانات الطبيعة.
    ثانيًّا: مغارة الميلاد … كنيسة مُقدّسة
    – المغارة مكانًا مُقدسًا، لأنَّ القدوس الأقنوم الثّاني هو الذّي يسكنها يسوع المسيح.
    – المغارة مُقدّسةً؛ لأنَّها مُكرّسة ومُخصصة ومفروزة لميلاد الطفل يسوع.
    – المغارة مُقدّسة؛ لأنَّها قدست كلَّ مَنْ فيها من أشخاص وبهائم فمثلاً:
     يوسف النّجار: مُكرّس للعناية بالعائلة المُقدّسة (حارس الفادي).
     مريم العذراء: أمّ الله القدوس/والدة الإله (ثيئوطوكوس).
     الرّعاة: تقدسوا بكلام الملاك: ” المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السّلام، وبالنّاس المسرة” (لو2: 14)، فقد قاموا بمسيرةٍ مُقدّسةٍ نحو لقاء الطفل يسوع.
     المجوس: مَن يسعى إلى القدوس، يصبح قديسًا، على طريق القداسة.
    ثالثًا: مغارة الميلاد … كنيسة جامعة
    – ضمت مغارة الميلاد فئاتٍ عديدةً من طبقات البشر، جاءول ليُقدّموا الإكرام والسّجود لسرّ التقوى الذّي ظهر في الجسد، وهو الطفل يسوع، حيثُ نجد:
     أمّ: تلد ابنًا دون زرع بشر.
     حارس بتول: زوج نجارًا يحرس ابن الله وأمّه من مخاطرٍ وصعوباتٍ.
     رعاة: يسهرون على رعيتهم، مشكوك في سمعتهم.
     مجوس: علماء بابليين في أحوال الفلك، يأتون من المشرق.
     حيوانات: حمارٌ يرمز إلى اليهود، وثورٌ يرمز إلى الأممي – فقد جاء يسوع إلى جميع الأمم.
    – مغارة الميلاد هي مثال إلى: كنيسة العائلة/الأسرة (يوسف ومريم والطفل يسوع)
    كنيسة كلّ الشّعوب (اليهود، الأممين)
    كنيسة الفئات البسيطة/العمال (الرّعاة)
    كنيسة العلماء والمثقفين والباحثين (المجوس)
    رابعًا: مغارة الميلاد … كنيسة رسوليَّة
    – إنَّ الميلاد العجائبيّ هو ثمرة عمل إرساليّ من قبل الله إلى مريم (لو1: 26-38)، حيثُ أرسل الله ابنه يسوع المسيح، ليُعلن محبَّته لجميع البشر، ويتمم مشيئة أبيه القدوسة.
    – مغارة الميلاد تُحمّل كلَّ مَنْ كان فيها برسالةٍ، فنجد مثلاً:
    مريم العذراء: تحمل رسالة الكلمة في أحشائها، بحيثُ تُشارك الله في سرِّ فداءه للبشر.
    يوسف النّجار: رسالتح حماية الله (يسوع المسيح) من شرور وفجور الإنسان.
    المجوس: رسالتهم البحث عن الطفل يسوع، للسّجود أمامه وتقديم الهدايا له (ذهب – لُبان – مُرّ). كلّفهم هيردوس برسالةٍ خبيثةٍ لقتل الطفل يسوع، بينما اختار لهم طريقًا آخر لعودتهم.
    الرّعاة: تحوّلت رسالتهم من مجرد السّهر لحراسة قطيع أغنام إلى اكتشاف الحمل الحقيقيّ والسّعي لرؤيته، وإعلانه للآخرين (لو1: 18-19).

Comments are closed.