عجباً كيف لا تعرفون خالق النور … تأمل يوم الأحد الرابع من طوبه

عجباً كيف لا تعرفون خالق النور … تأمل يوم الأحد الرابع من طوبه

أعجباً كيف لا تعرفون خالق النور

الأب/ بولس جرس

تأمل في قراءات الأحد19 يناير2014 – 25 طوبه 1730 اليوم الخامس والعشرون من شهر طوبة

السنكسار نياحة القديس بطرس العابد

في مثل هذا اليوم تنيح القديس بطرس العابد. وكان في أول أمره عشارا، وكان قاسيا جدا، لا يعرف الرحمة، حتى انه لكثرة بخله وشحه لقبوه بعديم الرحمة . فتحنن عليه الرب يسوع ، واحب ان يرده عن أفعاله الذميمة. فأرسل إليه يوما فقيرا يطلب منه شيئا يسيرا . واتفق وصول خادمه وهو يحمل الخبز إليه ، في الوقت الذي كان فيه الفقير أمامه ، فتناول العشار خبزة من علي راس الغلام ، وضرب بها الفقير علي رأسه، لا علي سبيل الرحمة ، بل علي سبيل الطرد، حتى لا يعود إليه مرة ثانية . ولما اقبل المساء رأي في نومه رؤيا ، كأنه في اليوم الأخير، وقد نصب الميزان، ورأي جماعة تجلبوا بالسواد ، وفي ابشع الصور تقدموا ووضعوا خطاياه وظلمه في كفة الميزان اليسرى . ثم أتت جماعة من ملائكة النور حسني المنظر ، لابسين حللا بيضاء، ووقفوا بجوار كفة الميزان اليمني . وبدت عليهم الحيرة لأنهم لم يجدوا ما يضعونه فيها . فتقدم أحدهم ووضع الخبزة التي كان قد ضرب به راس الفقير ، وقال ليس لهذا الرجل سوي هذه الخبزة ، عندما استيقظ بطرس من النوم فزعا مرعوبا ، واخذ يندب سوء حظه ، ويلوم نفسه علي ما فرط منه . وبدا ان يكون رحوما متعطفا ، وتناهي في أعمال الرحمة ، حتى كان يجود بالثوب الذي له ، وإذ لم يبق له شئ ترك بلده ومضي فباع نفسه عبدا ودفع الثمن للمساكين . ولما اشتهر أمره هرب من هناك وأتى إلى البرية القديس مقاريوس ، حتى ترهب وتنسك وسار سيرة حسنة مرضية ، أهلته لان يعرف يوم انتقاله . فاستدعي شيوخ الرهبان وودعهم وتنيح بسلام . صلاته تكون معنا امين .

استشهاد القديس اسكلاس المجاهد

نص إنجيل قداس اليوم

“وفيما هو مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ ولادته فسأله تلاميذه قائلين : يا معلم ، من أخطأ : هذا أم أبواه حتى ولد أعمى أجاب يسوع : لا هذا أخطأ ولاأبواه ، لكن لتظهر أعمال الله فيه ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار . يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل ما دمت في العالم فأنا نور العالم قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له : اذهب اغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره : مرسل ، فمضى واغتسل وأتى بصيرا فالجيران والذين كانوا يرونه قبلا أنه كان أعمى ، قالوا : أليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي آخرون قالوا : هذا هو . وآخرون : إنه يشبهه . وأما هو فقال : إني أنا هو فقالوا له : كيف انفتحت عيناك أجاب ذاك وقال : إنسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عيني ، وقال لي : اذهب إلى بركة سلوام واغتسل . فمضيت واغتسلت فأبصرت فقالوا له : أين ذاك ؟ قال : لا أعلم فأتوا إلى الفريسيين بالذي كان قبلا أعمى وكان سبت حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه فسأله الفريسيون أيضا كيف أبصر ، فقال لهم : وضع طينا على عيني واغتسلت ، فأنا أبصر فقال قوم من الفريسيين : هذا الإنسان ليس من الله ، لأنه لا يحفظ السبت . آخرون قالوا : كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات ؟ وكان بينهم انشقاق قالوا أيضا للأعمى : ماذا تقول أنت عنه من حيث إنه فتح عينيك ؟ فقال : إنه نبي فلم يصدق اليهود عنه أنه كان أعمى فأبصر حتى دعوا أبوي الذي أبصر فسألوهما قائلين : أهذا ابنكما الذي تقولان إنه ولد أعمى ؟ فكيف يبصر الآن أجابهم أبواه وقالا : نعلم أن هذا ابننا ، وأنه ولد أعمى وأما كيف يبصر الآن فلا نعلم . أو من فتح عينيه فلا نعلم . هو كامل السن . اسألوه فهو يتكلم عن نفسه قال أبواه هذا لأنهما كانا يخافان من اليهود ، لأن اليهود كانوا قد تعاهدوا أنه إن اعترف أحد بأنه المسيح يخرج من المجمع لذلك قال أبواه : إنه كامل السن ، اسألوه فدعوا ثانية الإنسان الذي كان أعمى ، وقالوا له : أعط مجدا لله . نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطئ فأجاب ذاك وقال : أخاطئ هو ؟ لست أعلم . إنما أعلم شيئا واحدا : أني كنت أعمى والآن أبصر فقالوا له أيضا : ماذا صنع بك ؟ كيف فتح عينيك أجابهم : قد قلت لكم ولم تسمعوا . لماذا تريدون أن تسمعوا أيضا ؟ ألعلكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ فشتموه وقالوا : أنت تلميذ ذاك ، وأما نحن فإننا تلاميذ موسى نحن نعلم أن موسى كلمه الله ، وأما هذا فما نعلم من أين هو أجاب الرجل وقال لهم : إن في هذا عجبا إنكم لستم تعلمون من أين هو ، وقد فتح عيني ونعلم أن الله لا يسمع للخطاة . ولكن إن كان أحد يتقي الله ويفعل مشيئته ، فلهذا يسمع منذ الدهر لم يسمع أن أحدا فتح عيني مولود أعمى لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا أجابوا وقالوا له : في الخطايا ولدت أنت بجملتك ، وأنت تعلمنا فأخرجوه خارجا فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا ، فوجده وقال له : أتؤمن بابن الله أجاب ذاك وقال : من هو يا سيد لأومن به فقال له يسوع : قد رأيته ، والذي يتكلم معك هو هو فقال : أومن يا سيد . وسجد له. (يوحنا 9 : 1 – 38).

نص التأمل عجباً كيف لا تعرفون خالق النور

انتظرت البشرية طويلا ذاك المخلص وهام اليهود عشقا به وترقبوا وصوله ترقب الحراس للفجر

واخيرا في مليء الزمان حل المخلص مولودا من عذراء في مغارة بيت لحم مصداقا لكل ما عرفوه من نبؤات

فما كان منهم بداية سوى ان طاردوه طفلا رضيعا ففر هاربا إلى أرض الغربة واللجوء في مصر

وحاصروا قرية بيت لحم وازهقوا أرواح أطفال برياء طلبا للقضاء على الملك الوليد “ملك اليهود” حسب تعبير المجوس فكانت ابشع مجازر التاريخ…

عاش الإبن الإله والمخلص المنتظر حياة بسيطة متخفية وديعة متواضعة في الناصرة…

ولما اعتمد على يد يوحنا المعمدان وحل عليه الروح القدس وسُمع صوت الاب مجلجلا من السماوات ” هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا”

لم يسمعوا ولا حتى صوت الآب نفسه

وحين ابتدأ يسوع المخلص كرازته، حاولوا الإيقاع بينه وبين يوحنا المعمدان فصرخ ذاك البار: ” له ان ينمو ولي ان انقص”

تربصوا به في كل خطوة ورصدوا عليه كل كلمة وانتقدوه في كل آية ورفضوا كل معجزة

وهكذا ظلوا يرصدون خطاه الطاهرة التي لم يستطيعوا برغم سعيهم الحثيث أن يجدوا عليه ” علة تستوجب الموت” بحسب تعبير بيلاطس الوثني…

وبحسب تعبيره هو : ” من منكم يمسك علىّ خطيئة واحدة”….

معجزة اليوم شفاء الأعمى منذ مولده

خير دليل على كل ذلك العند الأعمى، والرفض الصارخ والتعنت القاتل مما دفع الأعمى نفسه ان يصرخ: ” عجباً إنكم لا تعرفون”

فإذا كان المولود اعمى قد أبصر واعترف وآمن فكيف للمبصرين المنتظرين الباحثين المترجيين تعزية إسرائيل ألا يدركوا ويعرفوا ومن ثم يؤمنون!!!!

عمت العيون وصُمت الآذان وأُغلقت القلوب…وما ارتاحت حتى صلبوه ووضعوا على القبر حرساً يرقبوه

والعجب ان امر الرفض والإنكار والتعنت ما زال قائما في عالم اليوم…

يسوع اليوم إذا يبصق على تراب أرضنا من ريقه ولعابه يمزج لاهوته بناسوتنا ي

سوع اليوم إذ يخلص الأعمى منذ مولده من خطيئته وخطيئة أبويه، يخلصنا جميعاً من ربق سلطان الظلام

يسوع اليوم إذ يفتح عيني الاعمى يدعو كل الأمم التي ولدت عمياء بعيدا عن نور الرب ان تتذوق النور فتبصره

يسوع اليوم إذ يصنع طينا يعيد خلق بشريتنا البائسة ليخرجها من الظلمة إلى النور

يسوع اليوم إذ يأمر العمى بالاغتسال في بركة المبعوثة يرسله نحو معمودية العهد الجديد

كما ان يسوع اليوم إذ يذهب مفتشا عن الأعمى المبصر طريد البشرية المبصرة العمياء يلقاه ويلقانا

يسوع اليوم إذ يسأله أن يرتقي بإيمانه ” إنه نبي” إلى الدرجة العليا ” أتؤمن أنت بإبن الله؟”

يطالبنا ان نعترف به وحده ربا وإلهاً ومخلصاً.

يسوع اليوم إذ يقبل منه السجود والإعتراف بربوبيته، يطالبنا نحن ايضا بمثل ذلك في حياتنا

يسوع اليوم إذ ينهضه ويقيمه، يقول له ولنا، حتى إن رفضك العالم وانكرك والداك

فأنا سافتش عند واجدك وأرفعك

هلا فتحنا اليوم عيوننا لنراه ونبصره ونعترف به رغم الصعاب ونتبعه أينما حل ومهما كلفنا ذلك من عناء؟؟؟