عذراً..  من كنيسة الشهداء الى كنيسة الهجرة والرحيل!!

عذراً.. من كنيسة الشهداء الى كنيسة الهجرة والرحيل!!

المونسنيور بيوس قاشا

        في البدء

حضورنا في هذه البلاد ليس صدفةً أو عبثاً أو ضياعاً لهدف أو لمسيرة أو لغاية، بل هو رسالة تحملنا إلى حيث مشيئة الله. وما يحصل معنا وبإمكاننا أن نخافها إذا لا نرغب في إتمامها فالله في ذلك خلقنا أحراراً وهو غفور رحيم. فحضورنا والوضع القائم لشعبنا ومؤمنينا اليوم في وطننا كما في شرقنا يتطلب وقفة حقيقية أمام الجميع لإثبات وجودنا لأننا أصبحنا غنيمة حرب للآخرين من حيث التجاوز على ممتلكاتنا وأراضينا لا بل أكثر من ذلك محاولات إبعادنا فارغي الأيدي كي يسجلوا عقاراتنا بأسماء مزّورة، هذا إضافة لِمَا خلّف الوضع لنا من مآسي ومن بينها تشتت شعبنا في أرجاء المعمورة .

        ما يحصل لنا

        لماذا العجب ! إن الهجمة البشعة التي تطال أبناءنا المسيحيين في شرقنا هي نفسها التي طالتهم في أزمنة غابرة وعابرة، وما حصل في الألفية الأولى وحتى اليوم وإنْ على فترات، أحياناً هادئة وأخرى مظلمة، فلكل مرحلة أساليبها وأدوات دمارها ولكن كلها تحمل نفس الحقد والكراهية أمام حالة التكفير والاستغلال ، والسجود للوثن والاستعباد، وتمثلت كلها بقتل المسيحيين وذبحهم ورميهم بين أنياب الوحوش بطرق وحشية أو عدائية لا تمتّ بصلة إلى النغمة الأنسانية، إضافة إلى إحلال حلالهم ونهب ممتلكاتهم ، وإطلاق السيوف تعمل بيد سيّافيها في رقاب الأبرياء في سفك دمائهم الزكية مبررين عمل ايديهم الملوثة بدماء الأبرار وتدمير معابدهم وكنائسهم وأديرتهم وحرقها، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا المزيَّفون الحاقدون الذين أقاموا أنفسهم وكلاء عن الله على هذه البسيطة دون وجه حق ولا في مسيرة حلال، ولكن استهتاراً واستخفافاً وتأليهاً لمآربهم وأنانيتهم وكبريائهم بعيداً عن تعاليم الرحمن الرحيم. وفي كل ذلك يعملون على إطفاء نور شمعة الإيمان كي يُسدلوا الستار عن حقيقية المسيح والمسيحيين ، ولا زال  السيف هو السيد الحاكم في قطع رقاب الأبرياء والضعفاء، ؟….دون رادع من انسانية الحقوق ولكن حتى ما تبقى  لغة السيف هي الفاصلة، والسيّاف حاكما في قطع الرقاب ، انها لغة هجرّت اولادنا ورحلّت اكبادنا ، ومحت أسماءَنا من سجلات تربتنا .

        في الحقيقة

        في الحقيقة إن الكنيسة تحتاج من وقت إلى آخر إلى هزّة لتطهيرها، لتطهيرها من العناصر الضعيفة، والمعطَّلة، كي تتنقى من أجل حمل رسالتها إلى الأجيال الآتية بكل صفاء. فالاضطهادات مفيدة، وفترات الاستشهاد مفيدة لبيان الثبات والصمود، لبيان محبة الإنسان لله إنْ كان حقاً يحبه من قلبه. هناك كثيرون يتبعون الدين لأن تبعيتهم للدين تنفعهم، تنفعهم لدنياهم، لتأليه منافعهم. فالإنسان المتدين هذه تكسبه شهرة ونحن على حساب المسيح نكسب، على حساب الدين نكسب، والحقيقة أن نكون صادقين” فدماء الشهداء بذار الإيمان”، أي أن دم الشهداء يتحول إلى بذور تنبت منه نبتاً جديدة، وهذا ما لاحظناه على مرّ العصور، فثبات الشهداء ووقفتهم الشديدة والأمانة لسيدهم بهر بها غير المؤمنين فآمنوا.

        لذلك لا يجوز للمسيحي أن يعيش إيمانه على طرقات الحياة. صحيح أن عددنا يتضاءل وسيستمر في هذه المسيرة المتعِبة ما دامت الأوضاع تسير من سيء إلى أسوأ، وما دام لا أحد يفكر في الحلول الناجحة لثبات الإنسان في أرضه، وما دام أصحاب القرار يعملون مخططهم وإنْ كان في تدمير الآخر وبالخصوص المسيحي المنفتح والمسيحي المشرقي المتمسك بعقيدته حتى الموت.

        وطن بديل

        لم يبقَ لنا خبزةٌ في هذا البلد! تربتنا تضطهدنا! حتى ما نبقى على هذه الحالة!… فقرات قالوها وأزادوا في قولها الكثير من المؤمنين، كما أضيفت إليها أخرى بقولهم: هل من الضروري التشبّث بالأرض التي تلفظني؟ لماذا السكوت أمام ما يحصل ؟… ما أثقلها هذه الفقرات التي ترددها الأفواه، كل الأفواه، في كل آن وأوان .

        نعم، في الحقيقة إنها مرحلة دقيقة وهذا لا يقود إلا إلى طريق واحدة ألا وهو الهجرة والرحيل، وستبقى الرسالة التي تتطلب منا أن نفهم لماذا نهاجر من بلدنا أو لماذا نهجَّر من بلدنا معطّلة. مشرقية كنيستنا في خطر، وما يحصل مخيف ومخيف جداً، فموضوع الهجرة مؤلم فهو يفقرُ الحسَّ الإيماني الأرضي ويُغلّبُ حسَّ العولمة المزيفّة، ويشعر الإنسان أن الأرض التي احتضنته لم تعد تحبه ولا هو يبادلها الحب، فلا مجال للبقاء فيها، لذلك فهو يفتش عن أرض بديلة ووطن بديل من أجل الانتماء حتى وإنْ ارتاب في ذلك. وما يؤلمني اليوم أن أرى أن هناك حملة واضحة ينظّمها الغرب السياسي بواسطة أشخاص من شرقنا تهون مصالحهم وأنانياتهم ولا يفكرون إلا بإله المال والنفوط  فيكونوا علامة لتهجير مسيحيي الشرق من منازلهم وأوطانهم، والصمت مطبق أمام كل ما يحصل في هذه السرقة البشرية. فلكبار الزمن ولأسياده آذان ولا أعلم إنْ كانوا يسمعون أو يفهمون “مَن له أذنان سامعتان فليفهم” ( متى 13:13  ). وما يؤلمني أن أرى أبناء شعبنا يرحلون جماعاتٍ ووحدانا ، عوائلَ وأفرادا ، بدعوة من لمّ الشمل الدنيوي ، في ليلة وضحاها نصحى على جارنا وإذا به ليس في الحارة وإنّ أملاكه قد سُجلِّت عقاراتُها لأخرين أفسدوا الدنيا بأموالهم وفي هذا يصح القول من له الاولاد له البلاد وأرض العباد ، واخرون يكونون اذكياء ويعتبرون أنفسهم حكماء ، فيبيعون من بعيد عبر الايميل والانترنيت او بوسيط فرضَ نفسَه وان سرقَه ، المهم حفنةُ دولارات تصل الى الراحل بطريقة الحوالة السوداء او بدي جي ال الخضراء وأمتلا فكرنا من تداعيات تدعو الى الرحيل وأُفرغ عقلُنا وأُحبطت عزيمتُنا وقلَّ اعتزازُنا وربما نسينا أنَّ هذه كانت ارض ابائنا وأجدادنا وبدمائهم قد اقتنوا أمتارها ، وبألمِ سواعدِهم أخضرّت بساتينها ، واليوم ، نحن على الماشي نبيعها لا لشيء الا لكي نطّلقها من سجلات احوالنا فنلحق بالذين سبقونا فنكون مطيعين لأوامر صدرت من قاتلي الأصلاء ، مكرسين كانوا ام دنيويين ، وأخاف جدا حينما يكون القريب، من سماء الله ، ومن آلِه،  هو الوسيط الامين في ان يجعل الرحيل حلا نهائيا ناسيا انه سيموت يوما ويلفظه التاريخ وصفحات الزمن تلعنه وان كانوا قد زينوا صدره بنياشين الحكومات والحكام لانهم كان لهم عميلا وخادما اياما وزمانا ، وهم سبب رحيلنا وهجرتنا ، فهم الدعوة والكفالة والتحليق ،  وهذه هي الحقيقة بعينها ومن يلومني على حقيقة الكلمة فتلك اوسمة من اجل حب الوطن والحس الايماني وحقيقة الحياة التي بها امنت ومن اجلها اموت .. نعم هذا ما يحصل .

        هنا نموت  

        ولكن ، أيجوز أن نرحل ونهاجر بهذه الطريقة المزّيفة والتي فيها تستهوينا لفة الهمبركر وعلبة البيبسي المسمومة؟ أينَ هي كلمات إنجيلنا ؟ أين هي تحذيرات ربنا لرسله ثم لنا ؟ … أين أصبح عطاؤنا، وأين أصبحت غيرتنا الإيمانية؟… أين دور معلّمينا وأطبائنا وكوادرنا والذين جميعاً عملوا من أجل إيصال ثقافة الإنجيل؟… ألم نقل دائماً أن مدارسنا كانت دائماً بيوت علم للأخوة الإسلام العرب ولغيرهم، وما للمسيحيين العرب من دور إلا وكانت الثقافة المسيحية رمزاً، ورمزاً من أجل الحياة. ألم نقل هنا ولدنا وهنا نريد أن نموت؟… أليست عبارة كررناها كلنا؟… أليست يافطة نحملها عبر طيات أيامنا ومساحات لقاءاتنا أم ماذا؟.

        كنيسة الشهداء

        عُرفت كنيستنا المشرقية منذ بشارة توما الرسول ثم مار ماري وأدي، ومنذ ولادتها، بكنيسة الشهداء. فقد ولدت من رحم الألم وفي مخاض الشدة العسير، وبقيت شاهدة وشهيدة وحتى الساعة إذ لا زالت مضطَهَدة علناً أو ضمناً كي لا يواصل أبناؤها حمل رسالة المسيح وإعلان بشرى الخلاص، فهي “عثرة لشعوب الأرض” ( روم33:9 . 1كو23:1  ).

        فما الشهادة إلا عنوان كنائسنا المشرقية ومسيرتنا الإيمانية وهذا ما سبق ربنا وأعلمنا به “سيسلمونكم الى المجالس .. شهادة لهم ، سيضطهدونكم ويطردونكم” ( مرقس 9:12). فسلاح مقاومتنا نابع من عمق إيماننا بجرن عمادنا، وما حمله إلينا آباؤنا في رحيلهم وترحالهم في زمن الشدة كما في زمن راحة البال… وهذا ما يجعلنا أن نقول: أنهم أعطوا ذواتهم وقدّموا رقابهم، وإلينا وجّهوا أنظارهم كي نقتفي آثار أقدامهم المبشِّرة فنكون بذلك شهوداً  وشهداء.

        وشهادة آبائنا لم تكن إلا شهادة حق، شهادة صدق، حملوها فخورين بدينهم وبتبعيتهم للمسيح، ولم يكن الصليب وحمله عاراً وإنما “فخراً وعزةً وقوة ” ( 1كو18:1  )، رسموه على وجوههم وأيديهم، ووسموا به جباههم. من هنا كان للمسيحيين علامة دق الصليب في اليد إيماناً منهم كي لا تُمحى مسيحيتهم وخاصة في أزمنة الاضطهاد وعصور الاستشهاد، أزادوا في حبهم وتعلقهم بالمسيح أنهم خوفاً على أطفالهم الصغار غير القادرين على الكلام كانوا يدقون علامة الصليب على أياديهم تحسباً لو أوتي بالطفل أمام الحاكم، كانت هذه العلامة تنطق أنه مسيحي.       “مَن اعترف بي أمام الناس، أعترف به أمام ملائكة السماء. ومَن أنكرني قدام الناس، أنكرتُه قدّام أبي الذي في السموات” ( لوقا 9:12).

        مسيحية صامدة

        ستبقى المسيحية التي انطلقت شرارتها من شرقنا، وشعّت أنوارها في المسكونة باتجاهاتها الأربعة عبر الرسل والشهداء ستبقى صامدة ثابتة في قلوب المؤمنين الحقيقيين لا تزعزعها رياح الهجرة والرحيل رياح الزمن الهابّة من شرق أليم ومسموم رياح العولمة المزيَّفة، فالرب معها إذ قال:”وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” (متى 18:16)،  ستبقى ثابتة كما في الماضي كذلك في الحاضر، أمام الأباطرة الوثنيين وأمام المكفّرين ألأصوليين أمام هبوب العواصف المؤلمة في طردهم وقتلهم وإزعاجهم كي ينالوا منها ومن مؤمنيها، وصمودهم جعل كل المحن تعبر وتتبدد وتتلاشى أمام حقيقة الإيمان التي حملوها في صدورهم، والقداسة التي عنونوا فيها مسيرة عطائهم، وإثبات أن صخرتهم ما هي إلا المسيح الرب، المسيح الحي، المسيح القائم من الموت.

        مسيحنا حيّ

        أحبائي القراء : أنقلوا هذه الحقيقة الى اجيالكم وعوائلكم وأحفادكم قبل أن تسموّا لهم اسماء وهم بعدُ أجنة في البطون ، وتشترون لهم حقائب وتأشيرات مرور بمال الدنيا وصكوك مزورة ،وهم على مقاعد العلم والحكمة ،  علموّهم حقيقة عماذهم ووسم صليبهم ووصية معلمهم وربهم ، وكونوا لهم رسلا وقولوا لهم ،  نحن باقون وشهادتنا باقية، فإيماننا حيٌّ فينا، ومسيحنا حيٌّ مهما هُجّرنا ومهما صُلبنا وطُردنا، فتلك رسالتنا أن نزرع الحب حيث البغض، والمسامحة حيث الحقد والكراهية. وكنيستنا ليست الا كنيسة الرجاء وليس كنيسة الهجرة أو الرحيل .

إنه زمن يدعونا إلى تجسيد الإيمان وليس إلى الهجرة او الرحيل… إنها الحقيقة. أقولها وكلي إيمان إن الشرق يحتاج إلينا، ليس إلى شخصنا ولكن إلى إيصال إنجيل المسيح في السلام والحقيقة، لأنه إذا فقد العالم هذا الإنجيل يعيش حالة دمار وخراب كالتي نعيشها اليوم ولنتذكر آباء كنائسنا المشرقية العِظام بشجاعة وعمق إيمانهم كيف وقفوا في وجه الحاكم المستبد والرئيس القاتل مدافعين عن إيمان أبنائهم ومؤمنيهم بكلمة الحقيقة كي لا نكون سبباً في أن نقبل مفهوم اختفاء مؤمنينا . لنكن شهوداً للمسيح في كل مجالات حياتنا دون خجل أو خوف، فنحن شهود  للمسيح بالقول والعمل، للمحبة والأخوّة الإنسانية في مجتمعاتنا العربية.

        المسيحي شاهد

        سيبقى المسيحيون الأمناء ،  متمسكون بجذورهم المسيحية في الشرق ومَن يريد أن يرحل ويهاجر، فليهاجر وليرحل، ولكن ليعلم أن الأرض ستبقى تشهد لحقيقة المسيح في إنجيل الحياة مهما أُفرغت من أهلها، ومهما أفرغها أهلها. فالمسيحية غيّرت وجه التاريخ، وجذورها ليس في المهاجرين والراحلين بل في الأصليين، والثابتين على صخرة الايمان ، لا يتزعزعون  فهي موجودة بعمق ثقافتنا وحضارتنا في هذه الأرض… نعم ، مسيحيتنا بسلوكنا ورسالتنا وليست بكلامنا وهويتنا. كما أنَّ الحضور المسيحي يجب ويجب أن يكون حقيقة إيمانية كما نادى بها آباؤنا البطاركة يوماً في رسالتهم “الحضور المسيحي في الشرق” (رقم 17)، “وتكونون لي شهوداً” (أع 8:1)، فالمسيحي شاهد للمسيح بإعلان الكلمة وحياة الحقيقة.

        خاتمة

        فلا خوف أبداً من حمل الرسالة بشجاعة ورجاء بالرغم من المحن، فالاتحاد بالمسيح هو الموضوع الأكيد والشهادة والرسالة هو الالتزام بالإيمان. فلا للقنوط ولا لليأس ولا للخجل أو للخوف من أن تكون مسيحياً… وإنْ كنا قطيعاً صغيراً (لو 32:12)… لا تنسوا أن كنائسنا وأديرتنا ومعابدنا ومزاراتنا ما هي إلا رموز لمسيحنا وكفانا نحمل حقائبنا أو نحزم حقائب أولادنا كما نشاء ومتى نشاء وحيث نشاء  ونرحل كما يرحلون ،إعلموا أنكم برحيلكم عملتم على إفتقار العنصر المسيحي وإفراغ الكنائس ، وأضعتم سجلات حضارتنا وتاريخ شهدائنا وآبائنا وجعلتم هويتنا بلا توقيع وصلواتنا بلا مرنمّين ، فإفراغ البلد من مسيحيينا ارتكاب لخطيئة جسيمة إذ أننا نتنكر لحقيقة الألوهة المشرقية الساكنة فينا إنها خطيئة وربما لا غفران لها لأنها ضد الروح القدس وعظمة إلهنا وربنا يسوع المسيح له المجد.اليس هو قطع الرجاء حينما نجعل من الكنيسة التي جمعتنا اداة للرحيل بعلامات مزيفة ومن رجال باعوا مشرقهم من اجل هواهم ودنياهم . لنذكر اننا شهود وشهداء وليس مهاجرين وراحلين فالثبات في ارضنا علامة ايماننا ولا نترك اخرين يقولون عنّا بالأمس كانوا هنا وهذا المساء قد رحلوا،  وأعلموا أننا لسنا بدو رحّل نحل حيث الخضار والماء بل نحن مؤمنون راسخون في الأيمان ، وشهود الحقيقة ، وبشرى الخلاص ، ورسل الحياة ، لزمن القيامة والبشارة السارة . لا لن نكون إلا ذلك فلا يمكن أن نكون كنيسة الهجرة والرحيل حتى وإن ارادوها لنا كفالة أو وكالة فالحقيقة صميمها ، أن لا أجمل من أن نكون كنيسة الشهداء وسنبقى ما دام مسيحنا حيّ فينا وما دامت مسيحيتنا شاهدة وشهيدة .. نعم ولا أجمل .. أن تُسمى كنيستنا ،  كنيسة الشهداء .