عظة قداس يوم ١٣ اكتوبر لغبطة أبينا البطريرك الانبا إبراهيم اسحق

عظة قداس يوم ١٣ اكتوبر لغبطة أبينا البطريرك الانبا إبراهيم اسحق

في رعية القديسة مارجريتا ببرول بألمانيا بمناسبة يوم الرسالة العالمي

أحبائي

في البداية اود ان اشكر الرب على فرصة المشاركة معا في سر الأفخارستيا الذي هو ملء الشركة والتي توحدنا وتجعل منا جسدا واحدا في المسيح، كل منا في ثقافته وطقوسه المتنوعة والغنية .

 كما واشكر أيضاً  هيئة ميسو على هذه الدعوة الكريمة للوفد المصري للمشاركة في الاحتفالات الخاصة بيوم الرسالة العالمي. وتخصيصها هذه المرة من اجل مصر.

أحبائي،

منذ لحظات استمعنا الى قراءات اليوم وهي إعلان القديس بولس للكريجما البشرى السارة، موت وقيامة يسوع المسيح، والذي فيه وبه يتحول الإنسان فلا يحيا من بعد لذاته، لأغراضه، بل يحيا من اجل ألذى مات وقام من اجله: يسوع المسيح.

كيف يمكننا ان نحيا اليوم من اجله؟ اين هو؟

بالتأكيد هو حاضر في سر الأفخارستيا المقدس، بالتأكيد هو حاضر في الكلمة والأسرار. لكنه بلا شك حي وحاضر في الآخر. في الشخص الضعيف. في الشخص المحتاج. في المتألم والمريض، في المضطهد والمهمش والذي بلا مأوى. هو حاضر ويحيا الآن معنا في كل هؤلاء و يحتاج لنا ويطلب حضورنا له، لكي نعيد اليه قيمته ونساعده ان يجد لحياته معنى.

مات المسيح كي لا نحيا من بعد لأنفسنا، كما لو كنا نحن انفسنا حمل  رهيب جعل المسيح يضحي بذاته كي يحررنا منه  ويمنحنا ان نتحرر. ومن هو الشخص الحر؟ ما هي الحرية؟ ان لا نحيا من بعد لأنفسنا ان نعطي حياتنا للآخرين. وها هي الرسالة. تحقيق لذو آتنا وحريتنا. الرسالة ليست واجبا أو فرضا إنما هي دعوة ان نحيا ونحيا كأحرار. فالرسالة هي كياننا ونحن بالعماد بمشاركتنا في موت وقيامة المسيح اصبح كياننا هو ان نكون رسلا. وهذا ما نحتفل به اليوم.

في انجيل اليوم شفى المسيح عشرة أشخاص، العشرة تخلصوا من مرضهم. لكن واحدا فقط عاد ليشكر، واحد  اصبح قادرا ان يحيا ليبارك الرب على هذا الشفاء. وهذا هو الشفاء الحقيقي، ان نحيا ونحيا مباركين للرب.

وهذا يبدوا صعبا ان لم يكن مستحيلا. ، افكر في ابناء كنيستنا، وشعب بلدي الحبيب،  في صعوباتهم وجروحاتهم، في آلامهم وأحزانهم. بيوت عديدة تحطمت، كنائس احترقت، كثيرون فقدوا مورد رزقهم وعملهم ومات احباءهم ، نعم افكر في هؤلاء  وأقول كيف لنا ان نبارك الرب؟ كيف لهم ان يباركوا الرب في هذه الظروف المؤلمة ؟

صعب بل ومستحيل، فقط بالإيمان يمكننا ان نجد معنى لكل هذا. فقط موت يسوع وقيامته قادر ان يحول حزننا إلى فرح ونواحنا إلى تهليل كما يقول اشعياء النبي لإسرائيل.

كم نحن في حاجة اليوم إلى رسل، إلى مبشرين بهذا الإيمان، بهذا الرجاء، الى أشخاص  مثل هذا الذي رجع إلى المسيح، شاكرا الرب، مباركا إياه ، وهذا يعدي  من حوله بفرح الإيمان والرجاء.

فلنصلي معا للرب ليقيم منا رسلا ويجعل منا شهودا له ولمحبته الغامرة

لنصلي اليوم من اجل مصر وكل الشرق الاوسط وكل البلاد التي تعاني من الحروب والصعوبات. كما أؤكد لكم صلاة كنيستنا القبطية الكاثوليكية لكم جميعا، وصلاتي الشخصية.

ليمنحكم الرب كل النعم والبركات ويبارك في كل العاملين من اجل بناء ملكوت الله في كل انسان وكل مكان.