عيد القديسة جوزيفينا بخيتة …..

عيد القديسة جوزيفينا بخيتة …..

الاحتفال بيوبيل الرحمة الالهية  و فتح الباب المقدس

كتب : عصام عياد

شهدت كنيسة القلب الأقدس للآباء الكومبونيان بالسكاكيني بالقاهرة يوم الأحد الماضي احتفالية ” يوبيل الرحمة الالهية و فتح الباب المقدس ” تزامنا مع عيد القديسة جوزيفينا بخيتة ( 1869 – 1947 ) ،و الذي يفع في الثامن من فبراير من كل عام،وسط حضور كثيف من الأخوة السودانيين من مختلف الفئات العمرية .. عائلات .. شباب .. أطفال ومن عدة رعايا حيثما يتمركزون فيها .. كنيسة العائلة المقدسة للآباء الفرنسيسكان بالمعادي،كنيسة دون بوسكو للآباء السالزيان بالزيتون،كنيسة القلب المقدس بالسكاكيني،مركز كومبوني بالكيلو4.5 بمدينة نصر،و كنيسة كوردي يزو بوسط المدينة، بهمة الأب جميل اريا جميل الكومبونياني راعي الكنيسة وفريق الخدمة المعاون ،و لجنة الاعلام و التنظيم .

أقيمت الذبيحة الالهية و ترأسها سيادة المطران عادل زكي النائب الرسولي للاتين بمصر،و شاركه في الخدمة لفيف من الآباء الكهنة الكومبونيان من مختلف الرعايا الى جانب العديد من الجماعات الرهبانية الرجالية و النسائية و الأصدقاء و المحبين و جمع غفير من شعبنا المسيحي ،و تضمنت طقس ” فتح الباب المقدس ” ،و ” تجديد مواعيد المعمودية ” وفقا للأصول المتبعة و حسب طقس الكنيسة اللاتينية ،بمشاركة خورس الكنيسة و كورال الأخوة السودانيين .

أكد المطران زكي في عظة القداس على معنى اليوبيل في حياة الكنيسة ،و بنوع خاص هذا اليوبيل الاستثنائي ..” الرحمة الالهية ” و معنى فتح الباب المقدس و الذي بدوره يفتحنا على رحمة الله الغافرة الشافية ،مشيرا الى مثل ” السامري الصالح ” الذي صنع الرحمة ،حيث يدعونا النص الانجيلي على لسان لوقا البشير : ” كونوا رحماء على مثال الآب ” و اختتم كلماته بتهنئة الحضور اكليروسا و شعبا باليوبيل متمنيا لأبناء السودان كل النجاحات والتوفيق ،و أن يسترد السودان الشقيق عافيته .

شملت الاحتفالية فقرات عديدة متنوعة أقيمت على المسرح المعد بفناء الكنيسة.. فنية ، غنائية ، موسيقية ، رقصات شعبية من الفولكلور السوداني،و جنوب السودان، استعراضات ،الى جانب كلمات المشرف العام .. رئيس جمعية بخيتة .. أمهات جمعية جنود مريم بالسكاكيني و غيرها،و جاءت كلمات الربط بين الفقرات المختلفة رائعة و جذابة لاقت استحسان الجميع،و كانت قد بدأت الاحتفالية بصلاة قداسة البابا فرنسيس من أجل ” يوبيل الرحمة ” ،و اختتمت بالصلاة و البركة الرسولية .

في سياق متصل ذكر الأب جميل أن الرهبانية الكومبونيانية أسسها القديس دانيال كومبوني عام 1867 للخدمة في السودان و البلاد الافريقية ،وأضاف أن كنيسة القلب المقدس بالسكاكيني تعد مركزا لتجميع السودانيين و حاليا بها مدرسة نظامية و مراكز للتنمية بالاضافة الى العديد من الأنشطة الرعوية .. جمعية جنود مريم،جمعية القراء،جمعية بخيتة، التعليم المسيحي للكبار و الصغار ، المجالس الرعوية ، جمعية مار منصور،و الكورال ،الى جانب مركزا لتعليم اللغة العربية بدار كومبوني بالزمالك و أن الجماعة الرهبانية في مصر تتبع اقليم أفريقيا الوسطى .

الجدير بالذكر أن الأم جوزيفينا بخيتة راهبة من راهبات ” بنات المحبة الكانوسيات ” ولدت بدارفور في سنة 1869 ،تم خطفها و هي صغيرة في سنة 1876 ،و اشتراها تاجرعبيد و تم بيعها ثلاثة مرات و أخيرا اشراها نائب القنصل الايطالي الذي جاء بها الى ايطاليا ثم دخلت معهد التعليم المسيحي التابع لرهبانية بنات الكانوسيات و في سنة 1890 قبلت سر العماد و التثبيت و تناولت القربان المقدس،في سنة 1893 دخلت دير الابتداء و قدمت نذورها المؤقتة في سنة 1896 ثم نقلت الى مدينة ” أسكيو ” و عملت في مطبخ و بوابة الدير و السكرستيا،في سنة 1927 قدمت نذورها الاحتفالية ثم عملت في ” فيمر كاتر ” ثم عادت الى ” أسكيو ” بعد أن ساءت صحتها، قبلت سر مسحة المرضى في 8 فبراير 1947 و رقدت بسلام في الرب ،أعلنت طوباوية في الكنيسة سنة 1992 ،و في سنة 2000 أعلن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني قداستها،و تعد بخيتة أول راهبة أفريقية سودانية،و كانت آخر كلماتها .. كم أنا سعيدة كم أنا سعيدة العذراء مريم العذراء مريم .

تهنئة من القلب للأخوة رهبانية المرسلين الكومبونيان لقلب يسوع في عيد القديسة جوزيفينا بخيتة و افتتاح يوبيل سنة الرحمة و أيضا لرسالة الحب و العطاء للأخوة السودانيين في مصر مع كل التمنيات بالنمو و الازدهار لمجد الله الأعظم و خلاص النفوس بشفاعة أمنا مريم العذراء و القديسة جوزيفينا بخيتة .