” فأخيرًا أرسَلَ إليهِمُ ابنَهُ ”  تأمل في قراءات السبت 22 مارس

” فأخيرًا أرسَلَ إليهِمُ ابنَهُ ” تأمل في قراءات السبت 22 مارس

” فأخيرًا أرسَلَ إليهِمُ ابنَهُ “

تأمل في قراءات السبت 22 مارس 2014 الموافق 26 برمهات1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“اِسمَعوا مَثَلاً آخَرَ: كانَ إنسانٌ رَبُّ بَيتٍ غَرَسَ كرمًا، وأحاطَهُ بسياجٍ، وحَفَرَ فيهِ مَعصَرَةً، وبَنَى بُرجًا، وسلَّمَهُ إلَى كرّامينَ وسافَرَ. ولَمّا قَرُبَ وقتُ الأثمارِ أرسَلَ عَبيدَهُ إلَى الكَرّامينَ ليأخُذَ أثمارَهُ. فأخَذَ الكَرّامونَ عَبيدَهُ وجَلَدوا بَعضًا وقَتَلوا بَعضًا ورَجَموا بَعضًا. ثُمَّ أرسَلَ أيضًا عَبيدًا آخَرينَ أكثَرَ مِنَ الأوَّلينَ، ففَعَلوا بهِمْ كذلكَ. فأخيرًا أرسَلَ إليهِمُ ابنَهُ قائلاً: يَهابونَ ابني! وأمّا الكَرّامونَ فلَمّا رأَوْا الِابنَ قالوا فيما بَينَهُمْ: هذا هو الوارِثُ! هَلُمّوا نَقتُلهُ ونأخُذْ ميراثَهُ! فأخَذوهُ وأخرَجوهُ خارِجَ الكَرمِ وقَتَلوهُ. فمَتَى جاءَ صاحِبُ الكَرمِ، ماذا يَفعَلُ بأولَئكَ الكَرّامينَ؟”. قالوا لهُ:”أولئكَ الأردياءُ يُهلِكُهُمْ هَلاكًا رَديًّا، ويُسَلِّمُ الكَرمَ إلَى كرّامينَ آخَرينَ يُعطونَهُ الأثمارَ في أوقاتِها”. قالَ لهُمْ يَسوعُ:”أما قَرأتُمْ قَطُّ في الكُتُبِ: الحَجَرُ الذي رَفَضَهُ البَنّاؤونَ هو قد صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كانَ هذا وهو عَجيبٌ في أعيُنِنا! لذلكَ أقولُ لكُمْ: إنَّ ملكوتَ اللهِ يُنزَعُ مِنكُمْ ويُعطَى لأُمَّةٍ تعمَلُ أثمارَهُ. ومَنْ سقَطَ علَى هذا الحَجَرِ يترَضَّضُ، ومَنْ سقَطَ هو علَيهِ يَسحَقُهُ!”.ولَمّا سمِعَ رؤَساءُ الكهنةِ والفَرِّيسيّونَ أمثالهُ، عَرَفوا أنَّهُ تكلَّمَ علَيهِمْ. وإذ كانوا يَطلُبونَ أنْ يُمسِكوهُ، خافوا مِنَ الجُموعِ، لأنَّهُ كانَ عِندَهُمْ مِثلَ نَبيٍّ. متى 21: 33-46).

نص التأمل

تحدثنا في تأمل سابق عن هذا المثل الرهيب الدلالة العميق المعني

وأكثر ما يثير استعجابي ودهشتي هو إصرار الجميع أو فلنقل  الأغلبية

 على الإكتفاء بالنظر إلى موقف “الكرامين القتلة” كما يُسمى المثل

دون ان تتوقف لتنظر إلى موقف “صاحب الكرم العظيم”. تماما كما يحدث في

مثل “الأب الرحيم” الذي حولناه بجهل غرورنا إلى “الإبن الضال”،

وكأن المعلم” الوحيد الذي في حضن الآب وهو رأى واخبر”

يريد ان يحدثنا عن القتلة أو الضالين مع انهم منتشرون حولنا يضج بهم ومنهم العالم

بينما يريد هو ان يفصح لنا عن “سر قلب الآب”

الذي لم نره ولم نعرفه ومازلنا نتصرف كمن لا يريد ان يعرفه

فاسمحو لي ان اتوقف بكم ومعكم امام قلب هذا السيد العظيم

الذي غرس وسقى وانمى ثم بنى وسيّج وحفر ووضع أيضا برجاً للمراقبة كوسيلة للحماية

أي قام بكل اعمال البنية الأساسية والتشطيب وسلم الكرم “تسليم مفتاح”

إلى كرامين اختارهم بدقة وعناية واصطفاهم عن جميع الآخرين!!!

وثق بهم وإإتمنهم على اثمن ما يمتلك ” الكرم” فماذا كانت النتيجة؟:

أنانية وكبرياء – طمع وجشع- رفض وإصرار –انتهاك وتعدي…

ومع ذلك يظل رب الكرم مصراً على:

الصبر وضبط النفس – التمهل وطول الآناة – منح الفرص واحدة بعد الأخرى-

عدم اليأس من عودتهم يوما إلى الصواب- الإمتناع عن توقيع العقاب الفوري-

عدم التسرع في الحكم تحت تأثير الغضب- الإستشارة واخذ رأي السامعين في الموقف برمته

وأخيرا عملية “إرسال إبنه الوحيد” في مهمة قد تبدو في عيون البعض ” إنتحارية” إنما هي في عينيه “خلاصية” يمنح من خلالها الفرصة الأخيرة لمن على الشر مازالوا مصرين…

          فما هو رد فعلك اليوم؟ التوبة والرجوع وتسليم الحق لأصحابه، ام تعالوا نقتله