فرح الصفح والغفران . .

فرح الصفح والغفران . .

قال لي صديق : ” لقد صليت كثيراً من أجل عدوى حتى أني بدأت أحبه . . ” يقول أهل العالم : ” انتقم ” والمسيح يقول لك : ” أغفر ، يغفر لك ” ، أعني كلما غفرت لأخيك ، يغفر لك الله ، فيدخل في قلبك الفرح والسلام . . فرح انتصار المسيح فيك على ضعفك وعلى ابتعادك عن أخيك .. وفرح انتصار الله وسعيه الأبوي لعودة الإنسان الذي أساء إليه وإليك ..

قال لاكوردير : ” هل تريد أن تكون سعيداً لحظة واحدة ؟ أنتقم من عدوك . وهل تريد أن تكون سعيداً دائماً وأبداً ؟ أغفر لمن أساء إليك ! ” .

إن التسامح ، يا عزيزي ، يتطلب ضبط النفس والتخلي من الأنا ، وهو أصعب المعارك وأعظم الإنتصارات . . هو انتصار رحمة المسيح فيك الذي يدفعك إلى توصيل هذه الرحمة إلى أخيك الضعيف والمعذب . . حتى تنتصر عليه بالمحبة والشفقة ، أنك بعملك هذا ، تفرح القلوب المتواضعة الوديعة وتشجع القلوب الضعيفة .

والمغفرة لاتعني عدم الأحساس بالآلم والضيق أمام الخصم . . وإنما تعني أنك تريد حقيقة أن تسامح ، أنك تريد الخير لمن أهانك ! إنه عمل يفوق قدرتك البشرية ولكن الله وحده يستطسع أن يحققه فيك !

هناك ، في لورد ، مدينة النور والإيمان ، تقابل زوج وزوجة ، بعد خصام دام عشرين عاماً بينهما ودون أن يعلم الأول بزيارة الآخر ، إلتقينا تحت الصليب ! وبعد لحظات وجيزة من التردد والتحفظ ، تحدثا معاً وتعانقنا ودموع الفرح تنهمر من عيونهما . . وقررا العودة معاً إلى منزلهما ! لقد انتصرت رحمة المسيح فيهما وأدخلت الفرح في أولادهما والبركة في بيتهما !

يا رب ، علمنا أن نغفر كما غفرت لنا . .

الأب/ يوسف المصري